واشنطن-أنقرة: قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الأحد إن العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق، لن تفي بأهدافها في اجتثاث الإرهاب هناك، داعياً حكومة أنقرة لمبادرات سياسية واقتصادية في المنطقة للتصدي لحزب العمال الكردستاني.وصف موقف الحكومة العراقية من الإجتياح التركي بالهزيل
بارزاني يدعو بوش إلى تدخل عاجل ينهي الأزمة مع تركيا
وأوضح أن اجتثاث الدعم لمتمردي quot;حزب العمال الكردستانيquot; يستدعي إستراتيجية أشمل، على غرار تلك التي يقوم بها الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان. وطالب غيتس الجيش التركي بسرعة إنهاء توغله العسكري في شمالي العراق.
وأضاف معقباً: quot;تجربتنا في العراق وأفغانستان اظهرت لنا أن التعامل مع القضايا الإرهابية يتطلب عمليات عسكرية، كما يتطلب كذلك مبادرات سياسية واقتصادية.quot; وأكد وزير الدفاع الأميركي، في ختام زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام إلى أستراليا، أن الولايات المتحدة تواصل تزويد الأتراك بالمعلومات الاستخباراتية لعملياته العسكرية.
وأوضح أن تركيا أخطرت الحكومة العراقية بالتوغل العسكري مشيراً إلى أهمية استمرار التنسيق بين الجانبين مضيفا: quot;على صعيد هذه العملية الراهنة، آمل أن تكون قصيرة ودقيقة وتفادي إزهاق أرواح الأبرياء، وسرعة المغادرة عقب إنتهاء مهمتهم.quot;
وذكر الجيش التركي أن العمليات العسكرية مازالت متواصلة على أربعة جهات مختلفة، تمكنت خلالها القوات التركية من تدمير معدات وأسلحة.وأعرب فلاح مصطفى، مسؤول العلاقات الخارجية بحكومة كردستان الإقليمية ، عن مخاوف من تصعيد المواجهات في المنطقة. وطالب بوقف فوري للعمليات العسكرية وانسحاب كافة القوات التركية من الحدود العراقية، منوهاً: quot;هذه العمليات العسكرية تنتهك سيادة العراق.. نطالب بإيجاد حل سلمي وعادل.quot;
وقد أسفرت المواجهات العسكرية الجارية، التي بدأت الخميس تحت غطاء سلاح الجو التركي، عن مقتل 112 متمرداً و15 جنديافي صفوف القوات التركية، وفقا للجيش التركي.
وكان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قد أكد لنظيره العراقي، نوري المالكي، في اتصال هاتفي الخميس، أن العمليات العسكرية ستكون محدودة.وأكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، معرفة المالكي بالهجوم التركي وتفهم العراق للتهديد الذي يمثله حزب العمال الكردستاني، لكنه شدد على ضرورة أن تحترم تركيا السيادة العراقية.
على أن الدباغ أوضح أن عدد الجنود الأتراك لا يزيد على ألف جندي، وأنهم توغلوا بضعة كيلومترات في المناطق الجبلية العراقية، ونفى أن يكون العدد بحدود 10 آلاف جندي.
فيما أفادت تقارير صحفية أن نحو 10 آلاف جندي تركي يشاركون في العملية العسكرية، وهو ما وصفه المحلل التركي في quot;شاتم هاوسquot; فادي هاكورا أنه أول هجوم بري واسع منذ الإطاحة بصدام حسين في العام 2003.
وأشار هاكورا إلى أن عمليات التوغل السابقة خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي quot;كانت تشتمل على أعداد تتراوح بين 35 و50 ألف جندي، وأنها كانت تنتهي بعد أسابيع، في حين أن الهجوم الحالي يبدو أنه سيكون محدوداً زمنياً وأنه سينتهي في غضون أيام.quot;
التعليقات