مسارات القياديين في خلية quot;بلعيرجquot; الإرهابية بالمغرب
تناقضات المحققين المغاربة
أحمد نجيم من الدار البيضاء: تتناسل أسئلة كثيرة في المغرب حول العلاقة الحقيقية للقياديين السياسيين الثلاث: مصطفى معتصم وأمين الركالة الأمين العام quot; للبديل الحضاري quot; ونائبه ومحمد المرواني الرجل الأول في quot; الحركة من أجل الأمة quot; ، بالخلية الإرهابية التي فككت أخيرا بالمغرب، فالدولة تقول إن المرواني كان عين في العام 1992 أميرا للخلية، كما تحدثت عن استراتيجية بعيدة المدى انقسمت بموجبها الخلية إلى جناحين عسكري يرأسه عبد القادر بلعيرج، الزعيم المفترض للخلية وآخر سلمي سياسي أسند إلى القيادات الحزبية المرواني ومعتصم والركالة، وأضافت وزارة الداخلية المغربية أن هذا التنظيم انبثق من quot; جند الإسلام quot; وquot; الاختيار الإسلامي quot; ، من تناقضات هذا الملف الشائك والغامض لحد الآن والذي قد يكشف خبايا أخرى أكثر خطورة أن الزعيم المفترض للتنظيم كان لا يتجاوز 13 سنة أيام انخرط في quot; الشبيبة الإسلامية quot;، سن قد لا يؤهله لقيادة تنظيم في غاية الخطورة بداية التسعينات، وكشفت أسبوعية quot;لوجورنالquot; المغربية أن السنة التي تحدث عنها وزير الداخلية 1992كانت سنة القطيعة مع العمل السري والانتقال إلى العمل العلني، وأضافت المجلة في عددها الأسبوعي الصادر يوم السبت الماضي، أن خلافا بين قيادات التنظيم حالت دون تأسيس حزب سياسي آنذاك.
وتعود علاقة الزعيم المفترض للخلية بالقياديين الإسلاميين الثلاث المعتقلين إلى العام 1981، وهي السنة التي أسس فيها هؤلاء تيارا أصوليا يدعى quot;جند الإسلامquot; أو quot;جند اللهquot; كما عرفوا بها، بعد تسع سنوات سيغير هؤلاء القادة الاسم ليصبح تنظيم quot;الاختيار الإسلاميquot;. هذا التنظيم حاول في البداية إيجاد موطأ قدم في الساحة السياسية لكنه فشل، وبعد خمس سنوات أطلق محمد الأمين الركالة ومصطفى معتصم تيارا أصوليا جديدا يحمل اسم laquo;حركة البديل الحضاريraquo;، بينما ظل محمد المرواني عضو نشيط في quot;الاختيار الإسلاميquot; إلى العام 1995، ليعلن عن تأسيس quot;الحركة من أجل الأمةquot; التي لم تحصل على ترخيص من وزارة الداخلية لتتحول إل حزب سياسي، وزارة الداخلية لم تعترف بحزب quot;البديل الحضاريquot; إلا شهر حزيران من العام 2005، وقد شارك في انتخابات سابع أيلول 2007 التشريعية، لكن مشاركته كانت مخيبة لآماله.
السماح لمحامين برؤية السياسيين المتهمين في quot;شبكة بلعيرجquot; |
ويعرف على الأمين الركالة، الرجل الثاني في الحزب المنحل quot;البديل الحضاريquot; هدوءه وتواضعه وعلاقاته الوطيدة مع المرواني حتى أصبح يلقب بquot;رجله الثاني في حزب quot;البديل الحضاريquot;، بالإضافة إلى نجاحه على مستوى التحصيل العلمي بنيله دكتوراه في البيولوجيا وتدريسه في مدرسة للأساتذة بمدينة فاس، ينشط الركالة في حركات مناهضة العولمة وله علاقات وطيدة مع تيارات أصولية في أوربا وبلاد الشام.
أما أكثر المتساهلين مع الشيعة المغاربة، فهو محمد المرواني، رغم أن الرجل ميال إلى عقيدة السلفية. ظهر هذا عندما قطع مع تنظيم quot;جند الإسلامquot;. الرجل أعياه العمل السري فقرر قبل سنوات الدخول إلى دائرة الضوء، غير أنه لم ينجح في الحصول على وصل إيداع يسمح له بالعمل السياسي العلني لحركته quot;الحركة من أجل الأمةquot;. إلقاء القبض عليه كان مفاجأة للبعض وصدمة للبعض الآخر وأقرب إلى الحلم لفئة أخرى من السياسيين المغاربة.
تحريات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وقرار وكيل الملك، ثم المحكمة، إن هم حوكموا، ستحسم في مسار ثلاثة سياسيين ظلوا وإلى حدود 19 فبراير 2008، حين أعلن عن تفكيك ما وصفته الأجهزة الأمنية بالمغرب بquot;أخطر شبكة إرهابية في السنوات الأخيرة للمغربquot;، وزكت الأجهزة صفتها تلك بالكميات الكبيرة للأسلحة التي قالت إنها ضبطتها مع خلية quot;بلعيرجquot;. عدد المعتقلين ارتفع نهاية الأسبوع الجاري وأصبح حاليا 38 عضوا كما أن الاعتقالات قد تستمر في صفوف المرتبطين بالشبكة، هؤلاء سيحددون مسار السياسيين الثلاث المعروفين باعتدالهم (المعتصم والركالة والمراوني)، فهل كان ذلك الاعتدال مجرد تمويه أم أنه موقف فكري جاء بعد مراجعات لأفكارهم؟ الجواب سيظهر في الأيام القليلة المقبلة.
التعليقات