مدريد : يبدو ان رئيس الحكومة الاسبانية الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو الذي يسعى للفوز بولاية ثانية من اربعة اعوام، عزز تقدمه في استطلاعات الراي مقابل خصمه المحافظ ماريانو راخوي قبل اكثر من اسبوع من موعد الانتخابات التشريعية.
وجاءت هذه التطورات اثر مجادلات تزداد حدتها بين المعسكرين حول الهجرة او الارهاب في الوقت الذي يستعد فيه زعيما الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي (يمين) للمناظرة التلفزيونية الثانية الاثنين المقبل.ومنحت آخر استطلاعات نوايا التصويت الحزب الاشتراكي تقدما بنحو خمس نقاط (44 بالمئة من نوايا التصويت مقابل معدل من نحو 39 بالمئة) على الحزب الشعبي في انتخابات التاسع من آذار/مارس في حين كان الفارق نقطتين اثنتين فقط قبل ثمانية ايام.
غير ان السياسيين الاسبان ينظرون بحذر الى هذا التقدم لمصلحة اليسار، مذكرين بان مستطلعي الآراء كانوا اخطأوا خلال الانتخابات التشريعية الاربع الاخيرة في اسبانيا.وفي اوساط الحزب الشعبي، يرددون انهم لا يؤمنون باستطلاعات الرأي. وقال ادواردو زابلانا احد كبار مسؤولي الحزب ان اليمين يتقدم وهو في مرتبة quot;مساوية للحزب الاشتراكيquot;.
غير ان الرياح تجري على ما يبدو لمصلحة الاشتراكيين الذين يرون انهم صمدوا بنجاح امام حملة اليمين بشأن التباطؤء الاقتصادي في اسبانيا والهجرة.وقال مقربون من رئيس الحكومة الاشتراكي quot;ان التوجه واضح وبديهي. ان الناخبين يؤيدون رسالة ثاباتيرو الجدية والمهمة في حين ينحرف راخوي اكثر فاكثر باتجاه اليمينquot;.
وقلل الزعيمان من برنامج تنقلاتهما في نهاية الاسبوع للتحضير بشكل افضل للمناظرة التلفزيونية في الثالث من آذار/مارس. وكان ثاباتيرو فاز في المناظرة السابقة التي سادها توتر واتهامات متبادلة، غير ان المتخصصين اعتبروا انها غير حاسمة.ولا يتوقع ان تزعزع المناظرة المقبلة مكانة ثاباتيرو الذي يحظى بصورة شخصية اكثر ايجابية من راخوي بين الراي العام، بحسب استطلاعات الراي.
في هذه الاثناء، تتصاعد اللهجة في التجمعات الانتخابية وتزداد حدة الانتقادات في حين جند كل طرف الوجوه التاريخية التي تدعمه.ووصف الزعيم الاشتراكي السابق فيليبي غونزاليس، راخوي بانه quot;احمقquot; بسبب قوله انه quot;اكثر اعتدالاquot; من ثاباتيرو، ما اثار ادانة الحزب الشعبي.
واكد رئيس الحكومة السابق خوسيه ماريا اثنار ان ثاباتيرو quot;يواصلquot; التفاوض مع منظمة ايتا الباسكية الانفصالية المسلحة، وهو ما وصفه الاشتراكيون بانه quot;كذب فاضحquot;.
وكانت ايتا نفذت ليل الخميس الجمعة اعتداءها الثاني بالمتفجرات منذ بداية الحملة الانتخابية ضد مقر الحزب الاشتراكي في الباسك دون وقوع ضحايا في الوقت الذي تم فيه رفع حالة التأهب ضد حصول عمليات ارهابية الى المستوى الاقصى من قبل الحكومة خشية حدوث اعتداءات.
وواصل راخوي التركيز على موضوع الهجرة quot;التي لا تحتملquot; والتي قال انها تزيد بشكل quot;خارج عن السيطرةquot; اضافة الى الانحراف وانعدام الامن مما جعل الاشتراكيين يتهمونه بquot;كره الاجانبquot;.
ويتوقع اغلب المتخصصين فوزا بسيطا للاشتراكيين بزعامة ثاباتيرو الذي سيكون عليه مع عدم تمكنه من الفوز باغلبية مطقلة، ان يواصل الحكم لمدة اربع سنوات بدعم من حلفائه القوميين او من اليسار.
وبدءا من منتصف ليل الاثنين، يصبح نشر استطلاعات الراي محظورا بموجب القانون الانتخابي الامر الذي سيرخي بظلال من التشويق على انتخابات التاسع من آذار/مارس حتى صدور نتائجها.
التعليقات