بكين : توافد نواب يرتدي بعضهم قبعات مصنوعة من الفراء وأخرى تصدر رنينا معدنيا وثيابا مصنوعة من الحرير وأخرى مشغولة على المؤتمر السنوي للبرلمان الصيني الذي بدأ أعماله يوم الاربعاء وهو ما أكسب الاجتماع الذي ينظر اليه عادة على انه تحصيل حاصل بعض البهجة والتشويق مع حرص كل الأقليات على ان تبرز هويتها من خلال زيها التقليدي.
فهناك 55 أقلية في الصين ممثلة كلها في مؤتمر نواب الشعب من سكان التبت الى المغول الى اليوغور المسلمين وجاءت كلها مرتدية ملابسها التقليدية لتؤكد هويتها. هذا الى جانب أغلبية الهان الصينية التي تشكل أكثر من 90 في المئة من سكان البلاد.
وقوبل هذا التنوع باهتمام كبير من الصحفيين والمصورين الذين يغطون الاجتماع السنوي لمؤتمر نواب الشعب الذي يعقد في قاعة الشعب الكبرى.
ومع افتتاح أعمال المؤتمر قدم رئيس وزراء الصين وين جياو باو تقريره السنوي عن quot;حالة الامةquot; والذي ركز فيه على مخاطر التلوث وسوء الادارة والهوة بين الاغنياء في المدن والفقراء في الريف مع استعداد الصين لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية التي تقام في أغسطس اب المقبل.
كما حذر رئيس الوزراء الصيني في كلمته أمام البرلمان من أن النمو المصحوب بالتضخم مازال يشكل أكبر خطر اقتصادي على البلاد مع تراجع النمو العالمي وتعهد بالتصدي لارتفاع الاسعار والافراط في الاستثمار.وشدد وين كثيرا في خطابه على مخاطر التضخم ومخاطر الارتفاعات الاخيرة والسريعة للاسعار على النسيج الاجتماعي وعلى النمو الاقتصادي الكبير الذي جعل من الصين رابع أكبر اقتصاد على مستوى العالم.وقال وين أمام نحو 3000 نائب يشاركون في اجتماع المؤتمر الشعبي الوطني الذي فرضت عليه الشرطة حراسة مشددة quot;الزيادات الحالية في الاسعار والضغوط التضخمية المتزايدة هي الشاغل الاكبر للشعب.quot;
وأبرزت كلمته مدى اهتمام زعماء الصين بخلق وظائف وزيادة الدخل وفي الوقت نفسه التحكم في النمو الاقتصادي المحموم الذي تجاوز مرارا اجراءات ترمي لتهدئته.ومع دخول وين والرئيس الصيني هو جين تاو فترة ثانية مدتها خمس سنوات على رأس الدولة التي يصل تعداد سكانها 1.3 مليار نسمة تعهدا بالعمل على بناء quot;مجتمع متجانسquot; خال من التوتر والتذمر بسبب عدم المساواة او المياه غير النقية والهواء الفاسد.
وأبرز خطاب وين انشغال بكين بتوفير فرص عمل والنهوض بالاقتصاد خاصة بالنسبة لمئات الملايين من المزارعين الفقراء وفي نفس الوقت ترويض النمو الاقتصادي المحموم.وقال وين quot;المهمة الاولية للتنظيم على مستوى الاقتصاد الكلي هذا العام هي منع النمو الاقتصادي السريع من التحول الى نمو محموم والحيلولة دون تحول زيادات الاسعار الهيكلية الى تضخم كبير.quot;
وبلغ متوسط التضخم الاستهلاكي في العام الماضي 4.8 في المئة مقارنة مع المستوى الذي تستهدفه الحكومة وهو ثلاثة في المئة وقال وين ان السبب في ذلك يرجع في الاساس الى زيادات كبيرة في أسعار المواد الغذائية والاسكان.وارتفع متوسط التضخم الاستهلاكي السنوي الى 7.1 في المئة في يناير كانون الثاني وهو ما لم يحدث منذ 11 عاما.
وقال ماو شولونج وهو خبير في السياسة العامة بجامعة الشعب الصينية ان كلمة رئيس الوزراء تضمنت quot;تحذيراquot; للمسؤولين المحليين الذين رقي بعضهم مؤخرا بأن عليهم ان يعطوا محاربة التضخم أولوية كبيرة.وأعلن وين أيضا ان الحكومة ستستهدف بشكل خاص المتسببين في التلوث وذلك للحد من الاستثمار المفرط وتوجيه مزيد من الانفاق الى الريف الذي ترتفع فيه نسبة الفقراء.
وتستضيف بكين الدورة الاولمبية في اغسطس اب وقوبلت الاستعدادات الصينية الهائلة لهذا الحدث في بعض الاحيان بنظرة عدم ارتياح دولية للمشاكل البيئية والاجتماعية في الصين.وأكد رئيس وزراء الصين في كلمته ان الدورة الاولمبية والاولمبياد الخاص الذي يليها سيعززان مكانة البلاد على المسرح الدولي والذي يشعر بالقلق في احيان من النفوذ الاقتصادي والسياسي الصيني الاخذ في النمو.وقال وين quot;كل أبناء وبنات الصين يتطلعون اليهما (الدورة والاولمبياد الخاص). سيكون لهما أهمية كبيرة في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي للصين وزيادة الصداقة والتعاون.quot;وأضاف وين ان حكومته ستستهدف الجهات التي تلوث البيئة من خلال ترويضها للاستثمارات المحمومة. كما وعد أيضا بزيادة الانفاق الحكومي على معالجة مياه الصرف والنفايات وعلى الطاقة النظيفة وتنقية الانهار والبحيرات الملوثة.
ومن المتوقع ان يمرر البرلمان الصيني الذي ينتقي الحزب الشيوعي الحاكم اعضاءه بعناية خطة لاعادة تنظيم الحكومة تهدف الى القضاء على البيروقراطية والفساد.وحرص رئيس الوزراء الصيني في كلمته على توجيه تحذير لتايوان التي تعتبرها بكين اقليما منشقا وقال وين ان تايبه لا يمكن ان تقرر مستقبل الجزيرة السياسي من جانب واحد في الوقت الذي تستعد فيه لاجراء استفتاء مثير للجدل حول سعيها للحصول على عضوية الامم المتحدة.
وتجري تايوان الاستفتاء الى جانب انتخابات رئاسية في 22 مارس اذار الجاري رغم تحذيرات الصين واليابان والولايات المتحدة وفرنسا.
التعليقات