الأسبوع المقبل سيشهد تكثيفا للحملات والتحالفات الإنتخابية في باريس

باريس، وكالات: أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيلو أن حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي ستظل ملتزمة ببرنامجها الإصلاحي رغم النكسة التي منيت بها في الإنتخابات المحلية. وتشير التوقعات إلى فوز حزب الإشتراكيين المعارض بنحو 47% من الأصوات، ويتوقع أن يحقق نصرا كاسحا على حزب ساركوزي quot;الاتحاد من أجل حركة شعبيةquot; في الجولة الثانية من الانتخابات التي ستجري الأحد المقبل. وكانت النتائج الأولية بعد فرز 65,7 في المائة من بطاقات التصويت قد اشارت إلى أن الحزب الحاكم حصل إلى الآن على 45,5 في المائة، بينما أحرز الحزب الاشتراكي المعارض 47 في المائة.

وقد قلصت هذه النتائج الأولية من الفارق بين الأصوات التي حصل عليها الحزبان والذي تنبأت به استطلاعات للرأي أجريت بعد الانتهاء من عملية الاقتراع في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت جرينتش). إذ أشار معهد استطلاع الرأي سي إس إيه CSA إلى حصول الاشتراكيين على نسبة 47,5 في المائة من الأصوات، في مقابل 40 في المائة أحرزها الحزب الحاكم. ولا تستبعد استطلاعات الرأي إمكانية أن تظل باريس وليون بيد الاشتراكيين، واحتمال أن يسحبوا مرسيليا وستراسبورغ وتولوز من حزب الرئيس ساركوزي.

ويعد هذا الاقتراع بمثابة اختبار السنة الأولى لحكم الرئيس ساركوزي، الذي تدهورت شعبيته خلال الأشهر الأخيرة. وقال زعيم الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند إن الناخبين قد وجهوا رسالة تحذير إلى ساركوزي وحكومته بسبب سياساته. واتهم رئيس الوزراء فرانسوا فيون المعارضة quot;بخلط الشأن المحلي بالشأن الوطنيquot;، حسبما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. ويقول مراسل بي بي سي في باريس السدير ساندفورد إن هذا التصويت يعد تعبيرا عن استياء الفرنسيين من بعض سياسات الرئيس ساركوزي خلال الأشهر العشرة الماضية. ومن ناحية أخرى فاز جان ساركوزي إبن الرئيس الفرنسي والبالغ من العمر واحدا وعشرين عاما مقعدا في دائرة نيولي الثرية، والتي صنعت اسم والده قبل ثلاثين عاما.

من جهتها، اعتبرت سيغولين روايال المرشحة الاشتراكية السابقة الى الانتخابات الرئاسية التي لم يحالفها الحظ امام نيكولا ساركوزي، ان هذه الدورة الاولى من الانتخابات البلدية بمثابة quot;معاقبةquot; للسلطة.وقالت quot;ينبغي ان يتسع تصويت المعاقبة هذا الاحد المقبل ولا فلن يتغير شيءquot;.

كذلك، طلب رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون من الناخبين quot;عدم الخلط بين الرهاناتquot; في الدورة الثانية من الانتخابات البلدية، طالبا من معسكره حشد كل طاقاته. وعلى الرغم من التر اجع الكبير الذي سجله حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الحاكم، في عدد من المدن الكبرى، فان فيون اعتبر ان النتائج quot;اكثر توازنا مما اعلن طيلة فترة هذه الحملةquot;. واضاف ان الدورة الثانية في 16 اذار/مارس quot;هي بالتالي بين ايدي الناخبين اكثر من اي وقت مضىquot;.ومضى فيون يقول quot;ما هو على المحك هو ادارة مدننا وقرانا ودوائرنا. وخلال هذا الاسبوع اطلب من كل الذين يقرون بقيمنا ان يتحركواquot;. واخذ رئيس الوزراء على المعارضة رغبتها quot;في تاجيج الانشقاقات السياسيةquot;.وقال ان quot;هذه المسيرة المنحازة لا تتناسب مع الوقائع والضرورات المحلية. ينبغي عدم خلط الرهاناتquot;.

وكان ساركوزي اعلن انه سيواصل وتيرة اصلاحاته ايا كانت نتائج الانتخابات التي تجري دورتها الثانية في 16 اذار/مارس. غير ان حزبه اليميني الاتحاد من اجل حركة شعبية يخشى ان يدفع ثمن استياء quot;الخائبين من الساركوزيةquot; وقد اجمعت استطلاعات الرأي على توقع فوز المعارضة الاشتراكية فيما كشف تحقيق اجري اخيرا ان فرنسيا واحدا من اصل ثلاثة بات يوافق على اداء الرئيس.

وادلى ساركوزي بصوته ظهر امس في مدرسة بوسط باريس قريبة من قصر الاليزيه فبدا منشرحا. وتدهورت شعبية ساركوزي بشكل سريع منذ بداية السنة، ويأخذ عليه الفرنسيون انه لم يحقق شيئا على صعيد زيادة القدرة الشرائية التي باتت همهم الاول والتي وعد في حملته الانتخابية بجعلها اولوية عمله الرئاسي.

كذلك يواجه انتقادات حادة تاخذ عليه استعراض حياته الخاصة وميله الى الترف، لا سيما بعد الضجة التي اثارها طلاقه من سيسيليا وزواجه بعد ثلاثة اشهر من العارضة الايطالية كارلا بروني.غير ان ساركوزي قلل مسبقا من اهمية الفشل المتوقع لحزبه مؤكدا انه quot;لن يتلهى بالتقلباتquot; وان موعد تقييم سياسته لن يكون الا في نهاية عهده في 2012. واستبعد امكانية اعتماد quot;خطة تقشفquot; يحذر منها الاشتراكيون، مجددا ثقته في رئيس الوزراء فرنسوا فيون الذي يسجل على خلافه ارتفاعا في شعبيته، ما يثير شائعات حول قيام خلافات بينهما.

وشكلت الانتخابات البلدية ايضا اختبارا صعبا للحركة الديموقراطية، حزب الوسط بزعامة فرنسوا بايرو المرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية الساعي الى الفوز برئاسة بلدية بو (جنوب غرب)، وللحزب الشيوعي الذي يحاول انقاذ معاقله المحلية الاخيرة وكذلك الجبهة الوطنية (يمين متطرف).