رانيا تادرس من عمان: علمت إيلاف من مصادر مقربة أن الإفراج عن أبو محمد المقدسي واسمه الحقيقي عاصم محمد طاهر البرقاوي هذا اليوم جاء ضمن شروط من الأجهزة الأمنية الأردنية وأهمها عدم الإدلاء بأي تصريحات صحافية لأي من وسائل الأعلام المحلية والأجنبية.

وفي التفاصيل قال محامي الدفاع عن (المقدسي ) عبد الكريم الشريدة ي تصريح خاص لquot;إيلاف quot; أن quot; الإفراج كان مرهون بشروط عديدة لكن منها quot;حظر تعامل المقدسي مع وسائل الأعلام بكل إشكالها وكذلك مع مؤسسات المجتمع المدني او منظمات حقوق الانسان quot;. وأضاف أن quot; المقدسي يعاني من حالة صحية سيئة خصوصا انه نفذ إضرابا عن الطعام منذ أكثر من شهر وبات لا يتحرك ويستخدم الكرسي المتحرك quot;. الى جانب انه quot;يعاني من ضعف ومشاكل صحية عديدة ولكنه رغم ذلك يشعر بسعادة وسعادة لأنه عاد إلى منزله وعائلته.

وبمجرد إطلاق سراح المقدسي أول ما قام به بعد الحصول على حريتها بعد اعتقال دام أكثر من ثلاث سنوات في احد سجون دائرة المخابرات العامة وفق شريدة انه quot;انطلق نحو قبر والداه الذي توفي وهو في السجن حيث قراء له الفاتحة quot;. ويتابع شريدة انه quot;بعد ذلك توجه نحو منزلة الكائن في منطقة الزرقاء (شرق العاصمة عمان) ، حيث التقي بعائلتها ،وأقاربه ،وأصدقائه quot;.

ولكن شريدة أصر على عدم التصريح بتفاصيل الحديث الذي دار بينه وبين موكله معتبرا ان يصب في مصلحة موكله خصوصا انه تم أطلاق سراحه بشروط إذا خالف بنوده سيتم اعتقاله مجددا .وقال شريدة ان quot; من خلال حديثه مع موكله انه على إطلاع تام بالأحداث التي وقعت وأخر التطورات السياسية في مختلف القضايا quot;. واضاف ان quot; المقدسي قام بتوقيع وكالة رسمية للدفاع عنه في حالة اعتقاله مرة اخرىquot;. واكد الشريدة ان quot;لدى المقدسي نية الهجرة واداء مناسك العمرة عن روح والداه quot;.

وحسب مصادر مقربة من المقدسي اكدوا لquot;ايلاف quot;ان الافراج جاء بعد زيارة منظمة هيومن رايتس ووتش لسجن المخابرات والتقاء معه واكتشاف انه معتقل دون أي تهمة له خصوصا ان اعتقاله جاء مقابلة مع قناة الجزيرة لفضائية واعتقل عدة مرات لدى الأجهزة الأمنية بسبب آراءه ومواقفه التي تحرض على العنف, وإصداره فتوى بجواز محاربة قوات الاحتلال الأميركي والإسرائيلي في العراق وفلسطين.

وأبو محمد المقدسي هو عاصم محمد طاهر البرقاوي من مواليد قرية برقا في نابلس درس السلفية ونهلها من منابعها على يد مشايخ السلفية أمثال ابن باز وابن عثيمين والألباني وتنقل بين الكويت والحجاز ثم إلى باكستان وأفغانستان مرارا وألف العديد من الرسائل والمصنفات في هذا المجال وشرع في نشر الفكر السلفي في الأردن عام 1992 وبعدها اعتقل في 1994 بتهمت الفتوه بجواز القيام بعمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي بتفجيرات وفرها لهم.

ويعتبر ابو محمد ألمقدسي هو الاب الروحي للزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي ومنظر التيار السلفي الجهادي حيث التقى الزرقاوي بالمقدسي مؤسس المجموعة الاسلامية المعروفة باسم quot;التوحيد والهجرة-الموحدونquot; وتأثر بتعاليمه وبافكاره حول الجهاد ضد الكفرة. واعتقل المقدسي والزرقاوي في 1994 في عملية مداهمة للشرطة في الأردن لانتسابها الى جماعة اسلامية محظورة لكن افرج عنهما في 1999 في عفو عام. وفي السنوات الاخيرة افترق الرجلان اثر quot;خلافات ايديولوجيةquot;. وذكر مقربون منهما ان الزرقاوي انتقد ولاكثر من مرة المقدسي في رسائل على موقعه الالكتروني بسبب اختلافات فكرية.

والاختلاف الفكري بين الزرقاوي والمقدسي قائم على ان ألزرقاوي متزمت جدا ويتشدد بمسألة التكفير ويعطي لنفسه الحق بإصدار الفتاوى، بينما يتلخص فكر المقدسي برفض الديموقراطية والتعددية والعمل النيابي التشريعي والتعليم العام في المدارس والجامعات. ويعتبرها من أعمال الكفر، حتى انه يرفض إدخال أبنائه إلى المدارس، ويعتبر quot;حكومة طالبانquot; أقرب النماذج للحكم الإسلامي المعاصر، ويكفّر الحكام والدساتير والجيش والشرطة وأئمة المساجد المؤيدين للحكومات، ومنع المقدسي أولاده الثمانية من الالتحاق بالمدراس الأردنية، لكنه حرص على تحفيظهم القرآن وتنشئتهم على أصول الدين فقط.