بيروت: الترقب هو شعار المرحلة التي يعيشها لبنان، فتوسيع الحكومة أو ترميمها لم تتضح معالمه بعد، وهو يترافق مع هجوم عليه من قوى 8 آذار. ولمحت أوساط مطلعة لـصحيفة quot;النهارquot; إلى أنه جرى إستمزاج لرأي البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الأسبوع الماضي في هذا الموضوع فأبدى معارضة له خشية أن يكون الترميم أو التوسيع تجاوزاً للفراغ الرئاسي وتكريساً له فيما يفترض أن تبقى الأولوية المطلقة لإنتخاب رئيس الجمهورية. وهذا الترقب قائم رغم أن نتائج المحطات القريبة المنتظرة شبه محسومة. فالثلثاء المقبل موعد لاعلان التأجيل السابع عشر لانتخاب رئيس للجمهورية في ظل استحالة انتخاب الرئيس وفق المعطيات السياسية القائمة إلا بسحر ساحر. كما انه موعد مرتقب لصدور موقف لبناني رسمي من مسألة المشاركة في قمة دمشق. ولكن اياً يكن القرار فلا تعويل كبير على هذه القمة بعد المؤشرات السياسية الواضحة التي ظهرت في اجتماع الوزراء العرب الاخير في القاهرة.
وفي هذا الاطار، قال مصدر وزاري لـصحيفة quot;النهارquot; انه سواء تقررت المقاطعة ام الحضور لالقاء كلمة لبنان فحسب، فان القضية اللبنانية فرضت نفسها بنداً جوهرياً ومحورياً على القمة ولن تقاس الفرص الضئيلة لنجاحها او الاحتمالات المرجحة لاخفاقها الا بمعايير تأثير الازمة اللبنانية عليها حضوراً ومقاطعة ومناقشة. وأوضح ان المعطيات تشير الى ان التمثيل السعودي في القمة سيكون دون مستوى وزير الخارجية، والتمثيل المصري دون المستوى الرئاسي، وان دولاً كثيرة ستترجم مقاطعتها او غيابها بمستويات مختلفة من التمثيل. وفي ضوء ذلك، سيتعين على الحكومة ان تأخذ هذه المعطيات ايضاً في الاعتبار quot;لحسن ادارة المقاطعةquot; على نحو يوفّر للبنان المكاسب المعنوية والسياسية التي يفترض تحصيلها في مقابل تعطيل الانتخابات الرئاسية.
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى امس على ضرورة مشاركة لبنان في القمة العربية معتبراً ان عرض لبنان لازمته عرضاً صريحاً وواضحاً ومناقشتها على مستوى رفيع فرصة مهمة وأساسية. وفيما تحدث موسى عن اتصالات سعودية - سورية - مصرية ودور للرئيس حسني مبارك على هذا الصعيد، علمت صحيفة quot;الحياةquot; ان الجانب المصري واصل تحرّكه مع دمشق خلال الأيام الماضية عبر اتصالات متعددة، وقد يواصل هذا التحرّك بإيفاد مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان الى العاصمة السورية، لمحاولة التوصّل الى تفاهم يؤدي الى انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية قبل القمة، في شكل يؤدي الى انعقادها على مستوى عالٍ من التمثيل من دول عدة، أو للتمهيد لاتفاق على معالجة الأزمة اللبنانية أثناء القمة.
جهود موسى ومساعيه لانجاح المبادرة العربية كانت موضوع تنويه من وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما الذي جدد دعم ايطاليا الكامل للمبادرة. وأعرب عن أمله بأن تعطي هذه الجهود ثمارها، الا أنه أشار الى quot;ضلوع دول جوار للبنان في ممارسة نفوذها في الساحة السياسية اللبنانيةquot;. ونفى داليما وجود توجه أوروبي لطرح مبادرة جديدة حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان.
في هذا الوقت، شهدت الساحة المحلية حركة ملحوظة لقوى 14 اذار حيث زار وفد من نواب الأكثرية ضمّ النائبين: سيرج طورسركيسيان وأيمن شقير رئيس مجلس النواب نبيه بري، وطالب باسم الغالبية النيابية بتحريك المجلس النيابي إما عبر عقد جلسة عامة أو اجتماع هيئة مكتب المجلس. وجاءت الخطوة بقرار من الأمانة العامة لقوى 14 آذار وفق ما ذكرت صحيفة quot;الحياةquot; لتفعيل المجلس النيابي المقفل منذ سنة وخمسة شهور. وذكرت مصادر قوى 14 آذار ان بري أكد أنه يفكر أساساً بدعوة هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع، وأنه في الوقت ذاته حريص على أمن النواب. كما ذكر أنه ينتظر الاتصالات الخارجية ويعوّل على التواصل الإيراني ndash; السعودي وأنه ما زال يؤمن بأن المعالجة السعودية ndash; السورية اذا حصلت ستؤدي الى حل المشكلة في لبنان. ويعد هذا اللقاء بين الطرفين الأول من نوعه منذ الجلسة النيابية في تشرين الثاني الماضي لانتخاب رئيس الجمهورية. وبالتزامن، تسلم الرئيس السنيورة من وفد نيابي من قوى 14 آذار عريضة موقعة من 15 نائبا تطالب بتدخل الجامعة العربية ومجلس الأمن لإطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.
ابو الغيط يأمل ان تكون القمة مناسبة لحل أزمة لبنان
وكان أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط عن quot;أمله أن تكون القمة مناسبة لحل حقيقي للأزمة في لبنان على نحو يسمح باستعادة وحدة الصف وتجاوز أية خلافات يمكن أن تعطل العمل العربي المشتركquot;. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير حسام زكي في تصريح صحافي عقب اجتماع أبوالغيط مع المفتي الشيخ محمد رشيد قباني في القاهرة، أن العمل العربي المشترك يواجه تحديات خارجية في مقدمها ضرورة التوصل الى تسوية عادلة وعاجلة للصراع العربي الاسرائيلي.
وأشار الى أن أبو الغيط تناول مع قباني الرؤية المصرية للتطورات في لبنان والمنطقة فضلا عن استعرض التطورات على الساحة اللبنانية في الفترة الأخيرة. ولفت في هذا الاطار الى أن هذه التطورات quot; لم تسمح بتحريك العمل على تسوية سياسية في اطار المبادرة العربية ما أدى الى حالة جمود في الوضع اللبناني الداخلي بانتظار تطورات اقليمية ودولية تساعد على تحريك الأمورquot;.
من جانبه أوضح قباني أنه طلب من أبو الغيط تعزيز الدعم العربي خاصة الدعم المصري للوصول الى حلول ناجعة من خلال المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية في لبنان. وأشار الى أنه لمس لدى أبوالغيط حرص مصر والرئيس حسني مبارك على سلامة لبنان وشعبه ووحدته وتعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية والمساعدة في الخروج من الأزمة مؤكدا أن أمن لبنان واستقراره السبيل للوصول الى الحلول الناجعة. وردا على سؤال أوضح مفتي لبنان أن الحكومة اللبنانية تدرس موضوع المشاركة في القمة العربية بعد أن تلقت دعوة عن طريق رئيس الوزراء السوري مضيفا quot;الرأي الأول والأخير للحكومة اللبنانيةquot;.
التعليقات