مراقبون: ضربة إستباقية تحولها لإجتماع بروتوكولي
السعودية ومصر تشاركان بمندوبيهما في قمة دمشق

العاهل السعودي لدى وصوله الى مقر مجلس الشورى في الرياض
يوم 15 اذار (مارس) 2008.

نبيل شرف الدين من القاهرة: يبدو أن لغز مستوى المشاركة في قمة دمشق العربية قد إتضحت معالمه بشكل رسمي أخيرًا، بعد أن أعلن السفير أحمد عبد العزيز القطان مندوب المملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية أنه سيرأس وفد بلاده إلى القمة العربية المرتقبة في دمشق يوم السبت المقبل. وفي القاهرة، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إنه يخشى من ضعف مشاركة الدول العربية في القمة المقررة في العاصمة السورية دمشق هذا الشهر، إذا تأجلت مجددًا جلسة برلمانية لاختيار رئيس في لبنان، وأضاف أنه quot;ستكون هناك مشاركة ضعيفة، وأخشى أن القضية اللبنانية ستنعكس بالسلب على نجاح تلك القمةquot;، على حد تعبيره.

ووصف محللون سياسيون هذا الإعلان من قبل القاهرة والرياض بأنه يشكل quot;ضربة استباقيةquot;، لجأت إليها العاصمتان بعد أن أدركتا ألا فائدة ترجى من جراء ترقب إقدام دمشق على اتخاذ خطوة دراماتيكية في اللحظة الأخيرة، تحسم بها الأزمة السياسية في لبنان، من خلال الضغط على شركائها في لبنان، بانتخاب رئيس توافقي يمثل بلاده في القمة.

وفي تصريحات للتلفزيون المصري، قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط quot;إذا دخلنا القمة ولبنان غير موجودة في مقعدها أو موجودة بتمثيل صغير للغاية ولا يوجد رئيس لبناني أعتقد أن هناك قوى عربية ربما لن تكون سعيدة بهذاquot; .

لبنان لم يحضر الاجتماعات التحضيرية للقمة العربيّة

ترتيبات بروتوكولية
ويربط مراقبون في القاهرة بين هذا الانخفاض غير المسبوق في مستوى تمثيل الدول العربية باجتماع القمة العربية في دمشق، وبين ما يصفه هؤلاء المراقبون بالاستياء العربي الواسع إزاء الدور السوري الذي يؤثر سلبًا في المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية اللبنانية، هذا فضلاً عن الخلافات المكتومة بين عدد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية والأردن من جهة، وسورية من جهة أخرى .

وشغرت سدة الرئاسة في لبنان منذ 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ولم تنجح الجامعة العربية حتى الآن في تطبيق مبادرة وزراء الخارجية العرب التي تقضي بانتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسًا توافقيًا وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون جديد للانتخاب .

عبد الله كمال: لغو في دمشق

القمة العربية: ضغوط التفريط وخطر التفتيت

قمة دمشق.. هل ترتقي بالعمل المؤسسي؟

دمشق تعلن برنامج عمل القمة العربية

أمين عام مجلس التعاون: مستويات التمثيل في القمة مسألة سيادية

محطات quot;ثقيلةquot; تنتظر لبنان الأسبوع المقبل

أما في الترتيبات البروتوكولية، فقد بدأ بالفعل برنامج عمل لبحث بنود القمة باجتماع للمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري، بعده يتوقع أن يبدأ الضيوف من القادة والرؤساء والملوك العرب بالوصول إلى دمشق في 28 مارس الجاري، حيث تبدأ أعمال القمة صباح اليوم التالي بجلسة افتتاحية ثم كلمات افتتاحية، قبل أن تدعى الوفود العربية لاجتماعات المائدة المستديرة التي تعقد بحضور القادة العرب وإلى جانبهم وزراء خارجية دولهم، وتستمر حتى اليوم التالي .

والبنود الـ 26 التي يتضمنها مشروع جدول الأعمال هي ذاتها البنود التي كانت محل نقاش الدورة الأخيرة لمجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة قبل أسبوعين وتتضمن عددًا من البنود الفرعية تتناول مختلف قضايا العمل العربي المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والقانونية والمالية.