خطة أمنية بدأت باغلاق الحدود مع السعودية والكويت وايران
40 الف عسكري لضرب فرق الموت ونزع السلاح بالبصرة

أسامة مهدي من لندن: كشف مسؤول أمني عراقي في محافظة البصرة الجنوبية لإيلاف عن اغلاق الحدود البحرية والجوية والبرية للمحافظة مع السعودية وايران والكويت اليوم وتعطيل المدارس والجامعات ابتداء من يوم غد بهدف تنفيذ خطة وشيكة لفرض القانون وضع لمساتها الاخيرة رئيس الوزراء نوري المالكي خلال زيارته لمدينة البصرة اليوم. واكد المسؤول في حديث هاتفي مع إيلاف ان الحدود البرية والبحرية والجوية لمحافظة البصرة مع كل من السعودية والكويت وإيران قد اغلقت اليوم كما تقرر تعطيل الدراسة في الجامعات والمدارس ابتداء من يوم غد الثلاثاء. وقال ان اكثر من 40 الف عسكري على وشك البدء بعمليات مسلحة لفرض القانون في هذه المحافظة الجنوبية التي تعتبر ثاني أكبر محافظات العراق بعد بغداد ويسكنها اكثر من مليوني نسمة. واوضح ان هناك 35 الف عسكري في البصرة ضمن الفرقة 14 المتمركزة فيها مع 3 الوية اخرى تم تعزيزها بخمسة الاف عسكري من المحافظات المجاورة وصلوا اليها فعلا خلال 48 ساعة الاخيرة.

واضاف ان المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة قد وضع مع القادة العسكريين اللمسات الاخير لتنفيذ خطة فرض القانون التي تستهدف نزع اسلحة المسلحين والقضاء على المليشيات وفرق الموت التي استفحل نشاطها مؤخرا ونفذت العديد من عمليات الاغتيال والاختطاف ضد الاطباء واساتذة الجامعات والنساء . واوضح ان الاحزاب السياسية وقعت مؤخرا اتفاقا لنزع اسلحة عناصرها لكن عددا منها وخاصة التيار الصدري لم ينفذ الاتفاق بذريعة عدم جواز القاء السلاح في الوقت الذي ماتزال فيه قوات الاحتلال موجودة في المحافظة في اشارة الى القوات البريطانية.

وعن اغلاق الحدود مع الدول الثلاث المجاورة لمحافظة البصرة اشار الى ان عمليات التسلل عبر الحدود السعودية والكويتية تكاد تكون معدومة حاليا موضحا ان المشكلة هي مع ايران التي يتدفق منها السلاح الى بعض المنظمات والاحزاب المتعاونة معها. واشار الى انه لم يحدد وقت زمني للانتهاء من تنفيذ خطة فرض القانون وقال انها ستستمر حتى تحقيق اهدافها متوقعا ان تستمر العمليات 15 يوما.

وكان المالكي زار محافظة البصرة صباح اليوم رافقه فيها وزراء الدفاع عبد القادر محمد جاسم والداخلية جواد البولاني والامن الوطني شروان الوائلي والعدل صفاء الدين الصافي حيث عقد اجتماعاً في أحد المقرات العسكرية بحضور قائد عمليات البصرة الفريق اول الركن موحان الفريجي وقائد الشرطة البصرة اللواء الركن عبد الجليل خلف وعدد من كبار الضباط في وزارتي الدفاع والداخلية كما قال بيان صحافي لمكتب المالكي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; . واضاف ان الاجتماع قد على بحث سبل تحسين الاوضاع الامنية في المحافظة ودفع مشاريع البناء والاعمار فيها إلى الامام.

ومن جهتها نفت القوات البريطانية والمتحدث باسم الحكومة العراقية اليوم وجود خطط لاعادة نشرالقوات البريطانية في المدينة لكن متحدثا باسم هذه القوات اكد استعداد قواته لتقديم الدعم للقوات العراقية فيما لو طلب منها ذلك. وقال الكابتن فورد الناطق الإعلامي للقوات البريطانية في مدينة البصرة quot;ليس لدى قواتنا اي خطط لدخول مدينة البصرة حاليا، وجميع الجنود البريطانيين البالغ عديدهم 4100 جندي مازالوا يتمركزون في قاعدتهم بمطار البصرة الدوليquot;. وأكد استعداد القوات البريطانية لتقديم الدعم للقوات العراقية فيما لو طلبت الحكومة العراقية منها ذلك.

وكانت مدينة البصرة شهدت مؤخرا تصاعدا في وتيرة العنف بشكل اصبح يهدد الامن والاستقرار في هذه المدينة التي تعد شريان صادرات النفط العراقي والمدينة العراقية الوحيدة التي تطل على الخليج.
ويأتي هذا التطور مع بدء تدفق المئات من الجنود والشرطة على المدينة من المحافظات المجاورة كما شوهدت طائرات حربية أميركية وهي تحلق في سماء المدينة تمهيدا لتنفيذ الخطة الامنيه التي تستهدف الحيلولة دون انفلات الامور. وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ نفى في وقت سابق اليوم وجود اي نيه لاعادة نشرالقوات البريطانية في مدينة البصرة.

وافادت تقارير امس بان قيادة الجيش الاميركي في العراق طلبت من القوات البريطانية العاملة معها في اطار القوات متعددة الجنسيات اعادة الانتشار في مدينة البصرة للسيطرة على الوضع الامني المتدهور فيها. واكد الدباغ ان حكومته بصدد وضع خطط لإعادة هيكلة وتكثيف نشر قوات الامن العراقية في هذه المدينة وقال الدباغ في تصريح quot;سيتم إعادة هيكلة القوات الأمنية العراقية وتكثيفها ونشرها في مدينة البصرة باشراف مباشر من رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة لمواجهة الجماعات التخريبية في المدينةquot;.

يذكر ان القوات البريطانية تحتفظ حاليا بقوة تقدر بحوالي 4100 جندي في العراق يعملون ضمن القوات المتعددة الجنسيات الموجودة في البلاد منذ العام 2003 . وتتركز معظم القوات البريطانية في قاعدة عسكرية بمطار البصرة الدولي (25 كلم شمال غرب المدينة) بعد أن إنسحبت من القصور الرئاسية في أيلول (سبتمبر) الماضي.