توقع الأسوأ للبنان مع عدم إنتخاب رئيس أواخر الشهر
غانم: quot;كولquot; تعتمد على استراتيجية ومصلحة أميركية
ريما زهار من بيروت: توقع النائب روبير غانم أن يكون مستقبل لبنان أسود وقاتمًا في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية أواخر هذا الشهر، وفي حديث خاص لـ quot;إيلافquot; إعتبر أن مصلحة أميركا واستراتيجيتها محددة، وهي لا تعتمد على رأي الأكثرية في لبنان، ومن هنا كان وجود المدمرة كول بقرب المياه الإقليمية اللبنانية، والمهم أن يتفق اللبنانيون حتى يتقوا شر ما يطبخ في المطابخ الإقليمية، وأشار إلى أن إعادة الثقة بالمؤسسات اللبنانية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية هو ما سيعيد ثقة اللبناني بوطنه، أما ما يحدث في غزة فاحتمال أن ينتقل إلى لبنان، إلا إذا تمسك اللبنانيون بوحدتهم وثباتهم،وما يحدث في غزة دليل واضح على النوايا الإسرائيلية في هذه المنطقة، وبالتالي الانقسام العربي هو شيء يفيد اسرائيل ولا يفيد أي دولة عربية، وبالتالي على الجامعة العربية من خلال الاجتماع الذي سيعقد في القاهرة أن تتخذ كل الاجراءات اللازمة لتعيد نوعًا ما اللحمة بين الدول العربية حتى نمنع هذه الرياح التي تضرب المنطقة من أن تصدّع الدول العربية، وأكد على جهود عدة بذلها مع فريق لبناني لإعادة الوحدة بين فريقي 14 و8 آذار ، إلا إن كل الجهود باءت بالفشل.
وفي ما يلي نص الحوار معه
* ما هي برأيك الرسالة الاميركية وراء وجود المدمرة كول على حدود المياه الإقليمية اللبنانية؟
- السياسة الاميركية لا تستند الى مصالح شخصية ولبنانية او غير لبنانية، بل تستند الى استراتيجية تضعها السياسة والمصالح الاميركية العليا، والامور تسير في هذا الاتجاه، يجب الا نعتبر ان هناك موضوعًا يتعلق بلبنان بقدر ما يتعلق بمصلحة اميركا واستراتيجيتها في الشرق الاوسط، والمهم هو ابعاد لبنان عن البحر الاقليمي المائج، وبالتالي علينا كلبنانيين ان نملك مناعة بحد ادنى، ونملك ثوابت وطنية نتفق عليها معارضة وموالاة حتى نتقي شر ما يُطبخ في المطابخ الاقليمية والدولية في هذه المنطقة.
* المعارضة تعتبر أن هذه المدمرة كانت الموالاة على علم بوجودها مسبقًا والموالاة تنفي الامر، ما هو تعليقك؟
- تعليقي انه لا يجوز الحكم على النوايا، ومصالح اميركا غير مرتبطة بالموالاة وبـ 14 آذار وبالاكثرية، هذا الكلام من باب التصعيد السياسي ليس اكثر، وآمل ألا نعالج المواضيع بالنسبة إلى النوايا، ونحكم على النوايا، آن لنا ان نحكم على ما نتفق عليه من خلال سلة ثوابت وطنية.
* الهجرة في لبنان في ازدياد مستمر خصوصًا بعد الحديث عن تواجد المدمرة كول، كيف يمكن اعادة الثقة بلبنان؟
- اعادة الثقة بلبنان تبدأ بالمؤسسات وتنتهي بها، والبدء يكون بانتخاب رئيس للجمهورية وفق المبادرة العربية، واليوم هذه المبادرة هي الوحيدة الموجودة وقد تكون الاخيرة، لان العالم يئسوا من لبنان ومن تفكك الشعب، ومن المصالح الآنية والشخصية التي تدمر كل دعم للبنان، اذًا المطلوب منا اليوم ان نتمسك بالمبادرة العربية وان نبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية حتى يكون لهذا الرئيس الدور والمهام المطلوبة منه والمسجلة والمدونة في دستور المادة 49 على ان الرئيس هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، وان نعطيه الصلاحيات ليكون رمز وحدة الوطن.
الرعايا العرب
* تتحدث عن التمسك بالمبادرة العربية في حين ان الرعايا العرب من سعوديين وكويتيين وقطريين يخرجون تباعًا من لبنان بإيعاز من سفاراتهم، هل نحن امام وضع يشبه نوعًا ما، ما كان عليه في حرب تموز 2006؟
- نحن في وضع خطر على كل حال، وما يحدث في غزة دليل واضح على النوايا الاسرائيلية في هذه المنطقة، وبالتالي الانقسام العربي هو شيء يفيد اسرائيل ولا يفيد اي دولة عربية، وبالتالي على الجامعة العربية من خلال الاجتماع الذي سيعقد في القاهرة ان تتخذ كل الاجراءات اللازمة لتعيد نوعًا ما اللحمة بين الدول العربية حتى نمنع هذه الرياح التي تضرب المنطقة من ان تصدع الدول العربية، وبالتالي كل تقارب بين دول عربية ولا سيما في هذه الظروف حيث مجازر فلسطين على يد الاسرائيليين، تتطلب من الدول العربية نوعًا من التضحية في سبيل الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذه المجازر، لا سيما ان الامم المتحدة لم ولن تتمكن من اتخاذ اي اجراء عملي وفعلي لدرء هذه الاعتداءات.
* كما قلت غزة تحترق تحت أعين كل الدول بمن فيها الدول العربية، هل ترى ان ما يحدث في غزة قد يمتد ايضًا الى لبنان؟
- لبنان جزء من هذه المنطقة، وطالما لا توجد مناعة بحد ادنى كما قلت لدى اللبنانيين من خلال وحدة او تماسك في الثوابت الوطنية فنحن معرضون لاي خضة قد تصل رياحها الى لبنان والمؤسف ان لبنان اصبح ساحة للصراعات الاقليمية والدولية، ويجب على الاقل ان نخرج منها او نمنعها.
* هل ترى امكانية لانعقاد المجلس النيابي في الـ 11 من آذار المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية في ظل انعدام الصراحة والثقة بين فريقي 14 و8 آذار؟
- اذا اردنا ان نتخطى كل المعوقات يجب ان تحصل الانتخاب قبل اواخر آذار، وإلا تصبح الامور معقدة اكثر وبحالة خطرة اكثر واكثر وقد تُعرض لبنان وكيانه لتفتيت وتدمير هذا النموذج الذي اصبح نموذجًا للعالم في العيش المشترك، وبالتالي علينا ان نسعى جاهدين في اطار المبادرة العربية الى انتخاب رئيس للجمهورية والذي توافق عليه اللبنانيون وهو العماد ميشال سليمان قبل آخر اذار.
* في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية اواخر هذا الشهر ما الذي تتوقعه للبنان؟
- اتوقع الاسوأ للبنان في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية اواخر الشهر.
* يصادف هذا الشهر ذكرى 14 و8 آذار، هل لا زال موقفك محايدًا بين هذين الطرفين؟
- انا مؤمن بمنظومة القيم التي تجسدها 14 آذار كما معظم اللبنانيين، لا اظن ان هناك لبناني لا يؤمن بعروبة لبنان، وباستقلاله وسيادته وحريته ووحدته والعيش المشترك فيه، هذه منظومة قيم جسدها اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، وهذه منظومة قيم انتمي اليها، وانا حليف للاكثرية، لكن لدي بعض القناعات وبعض الاستقلالية باتخاذ المواقف كما فعلت منذ سنة واكثر وفقًا لقناعاتي ووفقًا للرؤيا التي اجسدها الا وهي وحدة لبنان، انا لا اؤمن ان لبنان هو لفريق دون الآخر بل هو لكل اللبنانيين، وبالتالي لبنان هو مجموع لبنانيين وليس 14 آذار او 8 آذار وحدها.
* شخص مثلك يريد الوحدة في لبنان بين قوى 14 و8 آذار كيف تقوم بنشاطات لتجميع هذين الفريقين؟
- كنت الاول في القيام بنشاط من هذا النوع، وحاولت ان اجد ارضية ومركز ثقل لجلب الاطراف المتنازعة الى الوسط، عندما حاولنا مع زملاء لنا منذ سنة ونصف السنة بانشاء فريق ينتمي الى كل الاطراف ويكون قادرًا على التحاور مع الجميع وهو يملك الاعتدال بنظرته ويؤمن بأن لبنان مبرر وجوده هي وحدته، لكن تم quot;التقويصquot; علينا وبالتالي اصبحت الامور مشتتة، لا زلت اؤمن واقوم بكل ما في وسعي، لاننا نؤمن بأن الديمقراطية اللبنانية هي توافقية، واذا اردنا ان نبقي لبنان ومبرر وجوده ووحدته بالعيش المشترك علينا ان نكون معتدلين، لأنه لا يمكن ان يكون هناك تطرفًا وديمقراطية في الآن نفسه وانا منفتح على الجميع، واؤمن انه لا يمكن لهذا البلد ان يكون كما نريده، كنموذج للعيش المشترك ومركز لثقافة الحضارات وحوار الحضارات الا اذا استمد قوته من هذه الوحدة لأن المسيحي ضمانته بوجود المسلم معه، والمسلم ضمانته ان يكون مميزًا مع وجود المسيحي معه.
ندوة
* اشتركت أخيرًا بندوة في ايطاليا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وعلاقات البرلمانات بين مختلف البلدان والفساد واللامركزية الادارية، كيف يمكن ان يستفيد لبنان من هكذا ندوات لحل مشاكله خصوصًا تلك المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الانسان والفساد وغيرها؟
- طبعًا نحن عندما نتحاور مع الآخرين ونرى ماذا يحدث وكيف تجري الامور في دول تهتم مثلاً باللامركزية الادارية وتطبقها، وقد اشتركت بالماضي ايضًا في فرنسا بندوة حول اللامركزية الادارية والفساد وحقوق المرأة والديمقراطية، ومنها كلها نتعلم، لأن الديمقراطية ليست نظامًا يأتي من السماء، هي مشاركة المواطن في القرارات الأساسية، وأن يتحمل المواطن مسؤولية مشاركته وبالتالي كل الاحتكاك بالديمقراطيات العريقة هو مفيد حتى نتفادى الوقوع بالاخطاء، وبالتالي اؤمن بأن الديمقراطية يجب التربية عليها.
* ماذا ينقص لبنان حتى يكون ديموقراطيًا مثل سائر الدول خصوصًا وان الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية سليم الحص قال سابقًا ان في لبنان الكثير من الحرية وانما القليل من الديمقراطية؟
- يجب تربية الشعب على الديمقراطية، الثقافة الديمقراطية يجب ان تكون من الامور التي يتعلمها التلميذ وهو في المدرسة، ومن ثم ان تأتي الممارسة منطبقة لما يتعامه، هكذا نكون قد بدأنا بناء الديمقراطية والمواطنية الصحيحة، لا ديمقراطية من دون حرية، ولا حرية من دون ديمقراطية، ولا ديمقراطية اذا لم يكن هناك تعددية وتنوع، ونحن نموذج لهذه الديمقراطية.
* بالعودة الى المبادرة العربية، اين انت من الافكار المطروحة من المثالثة في الحكومة، اي حكومة تجدها الامثل للبنان؟
- الصيغة التي تنطبق على الدستور اللبناني، كل دعم عربي ومبادرة وطروحات لا يمكن ان تعطي نتيجة اذا لم تكن هناك سلة ثوابت بين اللبنانيين بحد ادنى، ومن هنا لا يجوز ان نشترط قبل انتخاب الرئيس على امور تفوق المبادرة العربية، قالت المبادرة العربية ثلاثة مبادئ ونحن معها، والتفسير الذي تعطيه الجامعة العربية نحن معه، وعلينا التقيد بها، وقد تكون مبادرة الجامعة العربية الاخيرة في هذا المجال.
قانون الانتخابات
* يتم الحديث اليوم عن اعتماد قانون الانتخابات النيابية للعام 1960، فيرى الجنرال ميشال عون انه الافضل للتمثيل بينما لا توافقه الاكثرية على ذلك، اي قانون انتخابي تراه الامثل للبنان اليوم؟
- منذ العام 2004 عندما ترشحت للجمهورية قدمت رؤيا عامة وقلت بضرورة اعتماد الدوائر الصغرى وقلت بأن تطوير الاصلاح السياسي في لبنان يجب ان يرتكز على قانون انتخاب دائرة صغرى واللامركزية الادارية وقانون للاحزاب جديد، وهذه هي بداية تعزيز الديمقراطية في لبنان، وانا مع الدوائر الصغرى في الانتخابات النيابية.
التعليقات