اعتدال سلامه من برلين : عاد اسم مارغوت هونيكر ارملة آخر رئيس جمهورية المانيا الشرقية الراحل اريش هونيكر وما تبقى من رموزها السياسية على قيد الحياة حتى الان ليبرز مرة اخرى والسبب في ذلك بلوغها سن الواحد والثمانين، وتصر على العيش في بيتها بالقرب من العاصمة التشيلية سان تياغو دي شيلي متمنية لبلدها المانيا كل خير لكنها لا تفكر ابدا بالعودة اليه ابدا لانه لم يعد يعني بالنسبة لها اي شيء.

وترفض مارغوت هونيكر اعطاء تصريح صحافي وتفضل العيش بعيدا عن الضجيج الاعلامي الذي كان يحيطها عندما كانت زوجة الامين العام للحزب الشيوعي الالماني وصاحبة السلطة الاكبر بعده. الا ان احد الصحافيين الالمان تتبع خطاها وهي عائدة من التسوق في العاصمة التشيلية فاعترفت له بانها لا تكن لالمانيا الموحدة حاليا اي ضغينة وتتمنى لها مستقبلا افضل وسلاما دائما، وتأمل ان لا تلغى الخدمات الاجتماعية للمواطنين، الا انها لم تعرب عن اي اشتياق للوطن او الرغبة في العودة اليه.

وقبل فترة قصيرة من اتمام الوحدة الالمانية استقالت مارغوت او quot; الملكةquot; كما كان يصفها زوجها من كل المناصب الرسمية وسافرا معا عام 1992 الى تشيلي حيث تعيش ابنتها صونيا، وتوفي هونيكر بعد فترة.

لكن بالرغم من اندحار المانيا الشرقية والمظالم التي ارتكبتها بحق الكثير من مواطنيه والتميزات التي كان يتمتع بها اعضاء المكتب السياسي، سوف تواصل برلين دفع التقاعد الشهري لمارغوت مثل اي متقاعدة اخرى في المانيا الشرقية ويصل الى 1500 يورو شهريا ويتضمن ايضا تقاعدها كأرملة هونيكر، على الرغم من ان تقاعد مهندس سابق في المانيا الشرقية لا يتعدى الالف يورو شهريا.

وولدت مارغوت هونيكر عام 1927 في مدينة هاله وتنحدر من عائلة متواضعة. سجن النازيون والدها لانتسابه الى الحزب الشيوعي ووضع في معسكرات التعذيب. وفي عام 1953 تزوجت ايريش هونيكر وظلت الى جانبه حتى وفاته عام 1994 رغم انهما ظلا منفصلان طوال العشرين سنة الاخيرة. وكانت مارغريت رمزا للمرأة الشيوعية في المانيا الشرقية وبمثابة السيدة الاولى للعديد من النساء الشرقيات وتمتعت بسلطة واسعة خاصة بعد ان تقلدت منصب وزيرة التربية الشعبية. وربط اسمها بقضية التبني القصري لاطفال الجواسيس والهاربين من المانيا الشرقية وكان يتم ذلك دون موافقة الوالدين.