رانيا تادرس من عمان: قال رئيس منظمة فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين زياد العسلي أن quot; نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة لن تحدث تغييراً جذرياً في سياسة واشنطن تجاه القضية الفلسطينية . موضحاً أن quot; التغيرات المرتقبة في الإدارة الأميركية والتي ستفرزها الانتخابات لن تكون جوهرية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بالذات ، ذلك أن هناك إجماع رسمي وشعبي في أميركا على استمرار دعم إسرائيل quot;.

وفي جلسة حوارية عقدها مركز القدس للدراسات السياسية اليوم بعنوان quot; الانتخابات الأميركية وقضايا الشرق الأوسط quot; ، قال العسلي quot;ما نعتقده أن قرار دعم إسرائيل وأمنها هو قرار مؤسساتي ومجتمعي في أمريكا ولن يتغير بنتائج الانتخابات quot; . مشيراً إلى أن ما يطرحه المرشحون في الانتخابات ، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، يظهر الدعم المطلق لإسرائيل والحرص على أمنها . وقال quot;بعض أصوات اليهود في الولايات المتحدة تدعم المرشح الديمقراطي باراك اوباما الذي يعتبر أن أمن إسرائيل أمرا مقدساً ..، في حين المرشحة هيلا ري كلينتون تظهر عواطف جياشة تجاه اليهود ، على الرغم من أنها تؤكد تأييدها لقيام دولة فلسطينية quot;.

وتابع quot;بالنسبة لمرشح الحزب الجمهوري جون ماكين quot; فإنه قد يكون استمرار للسياسة الأميركية الحالية تجاه القضية الفلسطينية لاسيما انه يدرك وجود مشكلة في السياسة الخارجية وهو مهتم شخصياً بالقضية الفلسطينية quot;. خصوصا انه هو رجل عسكري ويؤمن بالحلول الأمنية ويركز على إيران باعتبارها عدو حيث أنه من هذا المنطلق سينظر للقضية الفلسطينية quot;.

وتحدث العسلي عن آلية صنع القرار في الولايات المتحدة ،واصفا إياها أنها quot; آلية صعبة وتتدخل بها عوامل عديدة مبينا أن quot; وجود مؤسسات عريقة ومتصارعة ، تحاول دائماً التأثير في صناعة القرار الأميركي ، ومن هذه المؤسسات الصحافة والشركات الكبرى (...). وأكد العسلي غياب التأثير العربي عن القرار الأميركي وقال quot; لا توجد قوى عربية كافية للتأثير بالقرار الأميركي وكذلك غياب التأثير الفلسطيني quot;. وهذا يعود لأسباب وفق العسلي منها quot; العرب غير مدركين لطريقة صنع القرارات في الولايات المتحدة. لكنه قارن في ذات الوقت تحدث عن التأثير اليهودي على صناعة القرارات في الولايات المتحدة كونهم منغمسين في كافة نواحي الحياة الأميركية .

وتحدث العسلي عن النشاط اليهودي السياسي في الولايات المتحدة فقال ، يوجد خمسون منظمة يهودية سياسية فاعلة في أمريكا ، كما يضم مجلس النواب الأميركي 33 عضواً يهودياً ، فيما يضم مجلس الشيوخ 13 يهودياً ، وأعرب العسلي عن اعتقاده إن اليهود في الولايات المتحدة استفادوا من النظام المفتوح هناك .كما أنهم يستخدمون قدرتهم على التنظيم للتأثير في القرارات . وقال من يريد أن يؤثر في القرار الأميركي لابد ان يكون على تواصل مع المجتمع الأميركي وهذا ما يفعله اليهود تماماً . داعياً العرب للعمل من اجل تكون لهم القدرة على التأثير في القرار الأميركي.

وأكد العسلي أن قيام دولة فلسطينية هو مصلحة أمريكية وقال quot; قيام دولة فلسطينية مستقلة هو حاجة لحماية الآمن القومي الأميركي quot; وتابع quot; المصلحة القومية الأميركية المباشرة تتأتى عبر تأييد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل ، ومساعدة الدولة الفلسطينية اقتصادياً وامنياً وهو أمر يدعمه العالم أجمع.

العسلي أوضح أن فريقه يقوم بإجراء الاتصالات اللازمة مع جميع الأطراف في الولايات المتحدة ،.. الرئاسة والكونغرس ومؤسسات البحث وقيادات الفكر والرأي والسياسة ، لإقناعهم بفكرة المصلحة الأميركية بقيام الدولة الفلسطينية . وقالquot; نتصل كذلك مع الإسرائيليين لإيصال ذات الفكرة وهي أن أمن إسرائيل لن يتحقق ألا بقيام دولة فلسطينية مستقلة quot;.

وأكد العسلي استحالة التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش العام الحالي ، موضحاً أن عملية التسوية طويلة جداً ولا يمكن التوصل أليها خلال عدة أشهر.

وقال العسلي أن الحل الممكن لهذا الصراع ، هو نوع من التسوية يمكن أن تكون مقبولة للأجيال القادمة ، وتتمثل بمنح الفلسطينيين دولة، وتابع quot; إذا قبل هذا الطرح من قبل بعض اليهود والفلسطينيين والأميركيين ، يمكن هنا تكريس قوة سياسية تجعل خلق دولة فلسطينية أمر ممكنquot; . مشيراً إلى أن 70% من الأميركيين وذات النسبة من اليهود في أمريكا يؤيدون فكرة قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967.

وقال العسلي ، في السابق لم تكن هناك جدية لدى الأميركيين والإسرائيليين بحل القضية الفلسطينية ، ولكن مع تعاظم التهديد الإيراني ، أصبحت هناك أصوات وحتى في داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بضرورة التوصل لحل مع الفلسطينيين لمواجهة التهديد الجديد القادم من إيران وحلفائها مثل حركة حماس وغيرها.

واعتبر العسلي أن الولايات المتحدة قدمت خدمة كبيرة لإيران بجعلها قوى عظمى في المنطقة ، وذلك في إعقاب الاحتلال الأميركي لكل من أفغانستان والعراق . وأوضح quot; أن القوى المتشددة في المنطقة أصبحت تلتف حول إيران وتتحدى الولايات المتحدة ، التي باتت تنظر لإيران وحلفائها أنهم العدوquot;. نعتقد أن هذا أمر قد يعطينا فرصة للدفاع عن فكرة قيام دولة فلسطينية ، وإيصال فكرة لصناع القرار الأميركيين أن حل القضية الفلسطينية سيؤدي إلى امتصاص النقمة على الولايات المتحدة لدى شعوب المنطقةquot;.

وكان العسلي قد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية قبل فترة ، عندما نسبت إليه تصريحات دعا فيها الفلسطينيين للتنازل عن حق العودة ، العسلي قال أن تصريحاته تلك لم تفهم بدقة ، موضحاً أنه طالب بالتفريق بين الحق في العودة والاعتذار والتعويض، وبين العودة ذاتها ، مشيرا إلى أن عودة خمسة ملايين فلسطيني إلى قراهم في فلسطين والتي لم تعد موجودة ، أمر مستحيل الحدوث وغير واقعي ولن تقبل به إسرائيل مطلقاً . وقال ،quot; انعدام القوة لإعادة اللاجئين إلى بلادهم يعني استمرار وضعهم البائسquot; .. ، مؤكدا انه لابد من الاهتمام بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في دول الشتات ، مبدياً تأييده لفكرة التعويض المادي لهم كحل معقول ومقبول على حد رأيه.

وتأسست منظمة فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين ، في آذار( مارس) من عام 2003 من مجموعة من الناشطين الأميركيين ، وهي مؤسسة غير ربحية تتخذ من واشنطن مقراً لها ، ويدافع الفريق عن فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة ورفض فكرة العداء لإسرائيل ورفض الاحتلال. مؤسس المنظمة زياد العسلي ، من الناشطين على الساحة الأميركية فيما يتعلق بقضية الصراع العربي الإسرائيلي ، وقد قدم أكثر من مرة شهادات أمام الكونغرس الأميركي حول فلسطين وقضايا الشرق الأوسط ، وهو واحد من أربعة مساهمين في مبادرة الشراكة العامة الخاصة ، التي أطلقت من قبل وزيرة الخارجية كوندليزا رايس لتسويق الفرص الاقتصادية والتعليمية للشعب الفلسطيني بهدف تحسين الاقتصاد الفلسطيني ،والمؤسسات الإسكانية وبناء قدرات الشباب الفلسطيني في مجال الحكم الرشيد والمواطنة الصالحة.