فيينا: أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن اعتقاده القوي بأن كلاً من quot;الجامعة العربية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تواجهان تحديات مشتركة، وهما من هذا المنطلق تناضلان من أجل تحقيق أهدافٍ مشتركة، وخصوصاً في مختلف مجالات مكافحة التمييز والعنصريةquot;.

وأوضح عمرو موسى في الكلمة التي القاها بعد ظهر اليوم أمام المندوبين الدائمين في المنظمة الأوروبية التي تتخذ من فيينا مقراً لها قائلاً quot;لدينا الكثير من التحديات المتشابهة، ولا سيما على صعيد المشاكل التي تشغل بال كبار المسؤولين في المنظمتين، بالإضافة إلى مشاكل أخرى تتعلق بآلية التعاون والتنسيق في القضايا التي تهم الأمن والاستقرار والسلام، واحترام النظام الدولي ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بقضية فلسطين والشرق الأوسط على حد تعبيره.

وأشاد عمرو موسى بخطة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ذات الصلة بمكافحة العنصرية في منطقة الدول الأعضاء (56 دولة) وقال quot;أود أن أغتنم هذه الفرصة لأنوّه بأهمية الأنشطة والاهداف والمنجزات التي حققتها المنظمة على صعيد تعميم ثقافة التسامح والمحبة والتعايش الحضاري والثقافي والعرقي ومكافحة التمييز العنصري بكافه أشكاله وألوانهquot;. وأضاف قوله quot;جامعة الدول العربية تتفق مع وجهة نظر صانعي القرارات في مختلف أجهزة المنظمة الأوروبية التي تؤكد بأن الوقت قد حان لعمل جاد وفعّال لمواجهة التحديات المشتركة، والمساهمة في معالجة المشاكل والتطورات التي تؤدي إلى حدوث تدهور خطير في العلاقات الدوليةquot;.

كما رحب عمرو موسى بالجهود المبذولة لتعزيز التفاهم حول العديد من المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين منظمة الامن والتعاون في أوروبا وجامعة الدول العربية، وشدّد على أهمية تطبيق مبادرة الأمم المتحدة لتعزيز التحالف بين الحضارات التي أقترحها إسبانيا في العام 2007، خلال ترؤسها للمنظمة الأوروبية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع تركيا آنذاك، على حد وصفه. وعبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عن quot;الاسف البالغquot; لأن الكثير من الإجراءات والمعايير لم تؤد إلى تحقيق الاهداف السامية. وخلص موسى إلى القول أن quot;الكثير من الرجال والنساء البسطاء في مختلف أنحاء العالم ما زالوا يعانون من شتى أشكال العنف والتوتر والفقر والتهميش والتمييز على أساس الدين أو الجنس أو اللون أو الثقافةquot;.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية التقى مساء اليوم في مقر إقامته في فيينا على انفراد مع كل من المندوب الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير علي أكبر سلطانية، والمندوب الدائم للولايات المتحدة لدى الوكالة الذرية ومجلس المحافظين السفير غريغوري شولتي بحضور عميدة السلك الدبلوماسي العربي السيدة طاووس فركوهي ورئيس بعثة الجامعة العربية في فيينا السفير ميخائيل وهبة.

وقد رفض كل من عمرو موسى وشولتي الرد على أسئلة الصحافيين بعد انتهاء الاجتماع. ولكن مصادر دبلوماسية أكدت أن اجتماع عمرو موسى مع السفير سلطانية والسفير شولتي تناول آخر تطورات البرنامج النووي الإيراني وتوقعات المرحلة المقبلة في إطار المهلة الجديدة التي منحها مجلس الأمن لإيران في قراره رقم 1803 الصادر في أوائل شهر آذار/مارس الماضي، ومدتها 90 يوماً تنتهي في أواخر شهر أيار/مايو المقبل. هذا ومن المقرر أن يلتقي عمرو موسى غداً الجمعة مع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي لاطلاعهم على آخر التطورات في الشرق الأوسط، وتبادل وجهات النظر حول المرحلة المقبلة.