المالكي يعلن قرب خوض معركة فاصلة ضد المسلحين في الموصل
رايس : امامنا الكثير لانجاز المصالحة الوطنية والاعمار في العراق
أسامة مهدي من لندن :
اكدت وزيرة الخارجية الاميركية غونداليزا رايس عقب مباحثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني ومع رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد اليوم التي وصلتها في زيارة مفاجئة ان هناك الكثير من العمل المطلوب لتحقيق المصالحة الوطنية واعادة الاعمار في العراق ووصفت قيادة المالكي بالشجاعة .

وخلال مباحثاته مع رايس أكد المالكي ان ماحصل في البصرة يعد ضربة قوية لكل الخارجين عن القانون وحدث كبير يحتاج الى الاهتمام وهو يمثل تصميمنا على مواجهة الميليشيات لان وجودها ليس من مصلحة العراق ولايخدم مستقبل المنطقة . وقال ان احداث البصرة تمخضت عنها انعكاسات ايجابية متعددة الجوانب ومنها قرارات المجلس السياسي للامن الوطني والمواقف المسؤولة للتحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد وجبهة التوافق وموقف العشائر الذي يحدث لاول مرة في العراق حيث اعلن شيوخ العشائر انهم ضد هذه الميليشيات . واضاف ان البرلمان وفي ظل هذه الاجواء الايجابية بدأ يتقدم للامام ، حيث بدأنا بتمرير مشاريع القوانين ومنها مشروع قانون النفط والغاز الذي سينجز قريباً وكذلك مشروع قانون الانتخابات الذي سيصوت عليه البرلمان يوم الاربعاءالمقبل كما ستجري الانتخابات في موعدها بدعم من والامم المتحد وقد بدأنا مشاورات جادة لعودة جبهة التوافق الى حكومة الوحدة الوطنية كما ان احزاباً سياسية مشاركة في العملية السياسية ابدت رغبتها في المشاركة في الحكومة .

واكد المالكي قائلاquot;اننا نستعد لحسم المعركة مع الارهابيين والخارجين عن القانون في الموصل خلال الايام المقبلةquot; . واشار الى ان الحكومة خصصت مبالغ كبيرة لمحافظتي البصرة والموصل ومدينتي الصدر والشعلة لاقامة مشاريع خدمية وعمرانية . وقال quot;نريد ارجاع اللاجئين ولانريد توطينهم ، وبرنامجنا هو اعادتهم الى وطنهم ووظائفهم ونحن مستعدون لمساعدتهم مادياً ليتمكنوا من العيش بأمن واستقرارفي بلدهم وقد وضعنا برنامجاً لذلك .

من جانبها جددت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس دعمها للحكومة برئاسة المالكي واشادت بما قامت به القوات المسلحة في مواجهة الميليشيات والخارجين عن القانون . وقالت ان الجميع يجب ان يفهم ان القوة الوحيدة هي الدولة ، مشيرة الى اهمية اعادة اعمار المناطق التي تعرضت للاذى عندما كانت تحت سيطرة المسلحين كما نقل عنها بيان رسمي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; .

وقالت رايس في مؤتمر صحافي عقدته مع الرئيس العراقي جلال طالباني عقب مباحثات بينهما quot;ان امامنا الكثير من العمل لانجازه في العراق على صعيد تحقيق المصالحة الوطنية واعادة الاعمارquot; . واشارت الى ان تحقيق ذلك سيزيد من ثقة الشعب بحكومة الوحدة الوطنية . واوضحت انها تتطلع الى لقاء وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في البحرين التي ستغادر بغداد اليها اليوم للتأكيد على اهمية العراق وكونه عضوا مؤسسا للجامعة العربية . وقالت انها ستغادر بعدها الى الكويت للمشاركة في مؤتمر جوار العراق الذي سيبدأ هناك بعد غد الثلاثاء . واضافت قائلة quot; نحن نعيش في العراق فترة لابد من الاشادة فيها بشجاعة وقيادة المالكي وكذلك بشجاعة القوات العراقية التي قاتلت المسلحين في المواجهات الاخيرةquot; .
اما الرئيس طالباني فقد اشار الى ان رايس قد ابلغته انها ستحث الدول العربية خلال زيارتيها المقبلتين الى البحرين والكويت على فتح سفاراتها في العراق الذي اشارت الى انه بلد مهم في المنطقة والعالم . وعما اذا كانت رايس قد قدمت توصيات للمسؤولين العراقيين حول مؤتمر الكويت قال طالباني انها لاتقدم توصيات وانما اراء حول جدول اعماله .

وردا على سؤال فيما يقال من ان اعادة تشكيل الحكومة تواجه عقبات اشار طالباني الى ان ذلك غير صحيح موضحا ان جبهة التوافق السنية قد وافقت على العودة الى الحكومة وقدمت اسماء وزرائها اليها فيما تتواصل المباحثات مع القائمة العراقية وحزب الفضيلة للمشاركة في الحكومة المنتظرة التي سيعيد تشكيلها المالكي .

وعن الكيفية التي سيتم بها تنفيذ مقررات المجلس السياسي للامن الوطني بحل المليشيات اجاب طالباني بأقتضاب ان ذلك سيتم بالتدريج . وحول المفاوضات العراقية الاميركية لتوقيع اتفاقية استراتيجية طويلة الامد اشار طالباني الى ان هذه المباحثات مستمرة ولم تصل الى نتائج نهائية بعد . وفي رده على سؤال حول تصريحات لسفير ايران في بغداد كاظمي قمي اعتبر فيها مسلحي مجالس الصحوات بانها مليشيات اوضح الرئيس العراقي انه لن يتحدث عن هذه الامر الا بعد لقائه قمي .

وكانت رايس قالت وهي في طريقها الى العراق للصحافيين ان الذي تراه الان في العراق هو تقارب اكثر للسياسيين العراقيينquot; بمعنى ان quot;السياسيين العراقيين من الاكراد والسنة والشيعة quot;يعملون جنبا الى جنب افضل بكثير من اي فترة مضتquot;. ودعت الدول العربية الى اقامة علاقات دبلوماسية وتخفيف اعباء الديون على الحكومة العراقية كمكأفأة لها على جهودها بشأن تحسين الامن والمصالحة السياسية. وقالت رايس انها تأمل ان يؤدي مؤتمر جيران العراق الى تحقيق تقدم بشأن تخفيف اعباء الديون من قبل الدول العربية وان تفي دول مثل السعودية والبحرين بوعودها بفتح سفارات في بغداد.

وتأتي هذه زيارة رايس المفاجئة للعراق في إطار جولة تقوم بها في المنطقة والتي تشارك خلالها في المؤتمر الثالث لدول جوار العراق الذي من المقرر عقده في العاصمة الكويتية الثلاثاء. كما تأتي الزيارة وسط استمرار المواجهات الدامية بين القوات الأميركية والعراقية من جانب وعناصر مليشيا جيش المهدي بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدرالمناهض للوجود الأميركي بالعراق من جانب اخر.

واعلنت رايس قبل مغادرتها العاصمة الأميركية واشنطن قادمة إلى المنطقة أنها ليست لديها أية خطط للالتقاء بمسؤولين إيرانيين خلال المؤتمر الذي سيُعقد الأسبوع المقبل بالكويت لدول جوار العراق . وجددت دعوتها إلى الإيرانيين بـquot;وقف التدخل في شؤون العراق والتوقف عن الأعمال التي تؤدي إلى إضعاف موقف الحكومة العراقية أو التي ينجم عنها إلحاق الأذى أو قتل عراقيين أبرياء.quot;