أنباء إسرائيلية عن خلافات بين قادة الداخل والخارج
حماس تبلغ مصر ردها النهائي بشأن صفقة متكاملة

نبيل شرف الدين من القاهرة:
يتسلم الوزير عمر سليمان رئيس الاستخبارات المصرية اليوم الخميس الرد النهائي من قادة حركة (حماس)، بشأن مقترحات الهدنة الشاملة في قطاع غزة والتي طرحتها مصر، وذلك عقب عودة وفد الحركة من دمشق في وقت متأخر من ليلة أمس، إثر اجتماع الوفد الذي يرأسه محمود الزهار، مع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وعدد من قادة الحركة في الخارج .
يأتي هذا وسط توقعات برد إيجابي بشأن المقترحات المصرية التي تتضمن عدة بنود منها إقرار تهدئة متبادلة متزامنة مع إسرائيل وإبرام صفقة لتبادل الأسرى يجري بموجبها الإفراج عن 400 فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت .
وتتضمن المقترحات أيضًا إقرار فترة تهدئة تتوقف خلالها عمليات إطلاق الصواريخ من غزة، ومعها تكف إسرائيل عن استهداف النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة، إضافةً إلى فتح المعابر بين غزة وإسرائيل، وفق ترتيبات جرى الاتفاق عليها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي .
وقالت مصادر مصرية إنه حال تلقي القاهرة ردا إيجابيا من قادة (حماس) فإنها سوف تستقبل عدداً من كبار المسؤولين الإسرائيليين في غضون أيام لتنفيذ بنود هذا الاتفاق، على أن تواصل مصر مساعيها لإنجاز صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، حال نجاح عرضها الخاص بالتهدئة .
ومضت المصادر ذاتها،مشيرة إلى أن حركة (حماس) حصلت على موافقة مبدئية من قادة الفصائل الرئيسة في القطاع، في مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي، وتقضي بالتزام التهدئة في غزة، في حال حصول مصر على موافقة إسرائيلية بهذا الصدد، غير أنه لم يتسن التحقق من مدى صحة هذه المعلومات من قبل ممثلي الفصائل الفلسطينية الأخرى .
مشعل والزهار

على صعيد ذي صلة كشفت مصادر فلسطينية في القاهرة عن نجاح مسؤولين مصريين في عقد لقاء غير معلن بين قياديي حركة (حماس) محمود الزهار وسعيد صيام والناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو مع ممثل رئيس السلطة الفلسطينية في القاهرة نبيل شعت .
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية طلب من المسؤولين المصريّين أن يبقى اللقاء سريًا في ظل زيارته لواشنطن، كي لا يتعرض لانتقادات أميركية وإسرائيلية . من جهة أخرى، كشفت صحيفة quot;معاريفquot; الإسرائيلية عما وصفته بالخلافات الحادة بين قادة (حماس) في الداخل الخارج، بسبب الحصار السياسي المفروض عليها والذي فرض عقب سيطرتها على قطاع غزة، لافتة إلى ما اعتبرته شرخًا في تقدير المواقف بين قادة الحركة .
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله quot;إن حركة حماس تعيش ضائقة شديدة بسبب الحصار السياسي وتعيش الآن بين تشدد الجهاز العسكري في غزة الذي يقود سلسلة عمليات ضد الإسرائيليين، وبين تيار معتدل يسعى للاستفادة من الوساطات المصرية والدولية.
ومضت الصحيفة الإسرائيلية قائلة quot;إن جلسة عاصفة جمعت بين مشعل والزهار في دمشق، قاد خلالها مشعل الجناح المعتدل في القيادة والذي ايد التهدئة وأيد نقل رسالة من الجندي الأسير جلعاد شليط إلى عائلته من خلال كارتر، فيما رفض الزهار ذلك وطالب بتنفيذ المزيد من العمليات ضد إسرائيل .
وذكرت الصحيفة ان quot;الغضب كان سيد الموقف في جلسة قيادة حماس في دمشق، وكان مشعل ـ الذي كان متشدداً من قبل ـ يؤيد الخروج بمواقف مرنة تحمل في طياتها الدعوة الى تهدئة، فيما اعتبر الزهار هذه الدعوة خنوعا لإسرائيل واستسلامًا للواقعquot; .
ومن المقرر أن يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في وقت لاحق اليوم، مع الرئيس الأميركي جورج بوش، بعد أن التقى يوم أمس مع كل من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي اجتمع بدوره مع بوش أمس لمدة ساعة على إفطار عمل وغادر بعدها عائدًا إلى بلاده .