أظهرت التحريات أن نشاطها امتد إلى تهريب الأسلحة
تحركات شبكات الكوكايين تؤرق الأجهزة الأمنية في المغرب
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: أفادت مصادر جيدة الاطلاع أن شبكات ترويج المخدرات القوية ( الكوكايين ) وتبييض الأموال باتت تؤرق بال الأجهزة الأمنية المغربية، خاصة بعد أن أظهرت التحريات أن نشاطها امتد إلى تهريب الأسلحة ، ما دفع إلى تكثيف التحقيقات لرصد تحركات أفراد هذه العصابات التي تسعى إلى تحويل المملكة من محطة عبور إلى سوق لتصريف بضاعتها .
وما زاد قلق الأجهزة الأمنية ،حسب ما تؤكد المصادر نفسها لـ quot; إيلاف quot;،أن عناصر بعض هذه الشبكات تربطهاصلات وثيقة مع تنظيمات إرهابية دولية ، مشيرة إلى أن التحقيق مع أفراد الخلايا المفككة خرج بنتيجة مفادها أن مصالح مشتركة تجمع بين الطرفين . وذكرت المصادر أن أنشطة مروجي الكوكايين اتسعت لتشمل عددا من المدن ، حيث تزايد إقبال الشباب على الكوكايين بعد خفض ثمنه ليصل الى حوالى 700 درهم للكيلوغرام ، ما جعل السموم البيضاء تغطي على القنب الهندي الذي كان الأكثر استهلاكا في المغرب .
ويأتي هذا في وقت تتواصل عمليات تعقب المهربين ، إذ حجزت مصالح الأمن وعناصر الجمارك في ميناء طنجة ( شمال المغرب )، قبل أيام ، كمية من المخدرات القوية، كانت مخبأة داخل سيارة خفيفة من نوع quot; مرسديس 190 quot; مسجلة في ألمانيا ، وتصل قيمتها المالية إلى مليار سنتيم .
وذكرت مصالح أمنية في الميناء، أن الكمية المحجوزة، التي وصل وزنها إلى 1.20 كلغ من مادة الكوكايين، ضبطت عندما حامت الشكوك حول سائق السيارة، وهو من جنسية مالية ويقيم في الديار الإسبانية، إذ قامت عناصر الجمارك في المحطة البحرية الغربية بتفتيش دقيق للسيارة وحمولتها، أفضى إلى اكتشاف هذه الكمية، التي صنعت على شكل كبسولات صغيرة ملفوفة بمادة البلاستيك، مخبأة، بداخل حقيبة يدوية صغيرة وضعت بطريقة عادية في المخزن الخلفي للسيارة.
وفي أكادير (جنوب المغرب)، مازالت عناصر الشرطة تبحث في مصير كمية من الكوكايين حددت في 29 كيلوغراما، بعد أن كشفت التحقيقات عن وجود شبكة دولية تقف خلف ترويج مختلف أنواع المخدرات، وتحوم شكوك حول إمكانية امتداد خيوطها من كولومبيا في أميركا الجنوبية إلى أوروبا الغربية، مرورا ببعض الدول الإفريقية.
وفي مطار محمد الخامس تمكنت مصالح الأمن والمراقبة، منذ مطلع هذه السنة، وبفضل العيادة الطبية، التي أحدثت في المطار، في كانون الثاني (يناير) 2007، معززة بآلة للكشف بالصدى، من كشف ثلاث محاولات لتهريب كبسولات محشوة بالكوكايين داخل الأمعاء أو المعدة، إذ حجزت 147 كبسولة، واعتقلت ثلاثة مواطنين يتحدرون من جنسيات إفريقية.
وفي آخر عملية، ألقت عناصر الشرطة القبض على مواطن نيجيري حاول تهريب 80 كبسولة من مخدر الكوكايين في أمعائه.وكانت الشبكات الدولية لترويج الكوكايين تختار سابقا استعمال سفن وبواخر تعبر المحيط الأطلسي للرسو في موانئ إسبانية، خصوصا موانئ منطقة غاليسيا شمال شرق البلاد، وهي المنطقة التي تعرف وجودا قويا لشبكات محلية فعالة ولها امتدادات دولية، وأحيانا في السواحل البرتغالية.
غير أن هذه الشبكات تلقت ضربات قوية، خلال السنوات الماضية، بعد أن ألقي القبض على عدد مهم من زعماء تلك الشبكات وعلى كميات ضخمة من مخدر الكوكايين ما جعل الإستراتيجية تتحول نحو مسالك وطرق أخرى لم تكن من قبل في جدول أعمال المهربين.وكشفت تحقيقات في ملف التهريب الدولي للكوكايين أن الشبكات تنشط أيضا على الحدود المغربية الموريتانية وبين عناصرها مغاربة ومنتمون إلى بوليساريو وموريتانيون وسنغاليون وفرنسيون وفنزويليون وإسبان.
واتضح أن عصابات التهريب نقلت نشاطها واهتمامها إلى دول الساحل الإفريقي، ولا غرابة في أن تعيش تلك الدول منذ مدة على وقع تكرار ضبط كميات من الكوكايين المهرب عبر الصحراء إلى أوروبا، ففيها وجد المهربون ضالتهم إلي درجة أنهم تمكنوا من إنشاء مدارج لاستخدامها في هبوط الطائرات.
التعليقات