طلال سلامة من روما: قد يجلب برلسكوني معه تغييراً إصلاحياً هاماً ذو منافع متعددة الجوانب لإيطاليا. فالخبراء والمحللين لا يشككون في قدراته على إدارة البلاد في السنوات الخمس القادمة لا سيما ان نجح في القضاء نهائياً على العديد من المشاكل العالقة، كما مساعدة العمال والعاطلين عن العمل وحل مسألة تراكم جبال النفايات في إقليم quot;كامبانياquot; التي لاقت صدى دولياً لطخ سمعة الحركة السياحية لهذا الإقليم، الذي يحتضن مدينة من أكثر المدن الشعبية هي quot;نابوليquot;.

في العهد الثالث من حكم quot;برلسكونيquot; يلاحظ الجميع هنا أن الأخير بدا متعقلاً ومتريثاً في اختيار معاونيه. الى اليوم، يأبى برلسكوني الإفصاح، رسمياً أو أمام الدوائر الإعلامية، عن تفاصيل أخرى متعلقة بتعيين فريقه الوزاري التنفيذي. ويتخذ برلسكوني من قصر quot;غراتسيوليquot; بروما مقراً رئيسياً لأعماله حيث ينكب بدقة على دراسة جميع الاحتمالات المتوافرة قبل اختيار أفضل المرشحين لتولي المناصب الوزارية. ويبدو أن برلسكوني يشعر بمسؤولية أثقل من أي وقت مضى، أمام رئيس الجمهورية الإيطالي quot;جورجيو نابوليتانوquot;، تجعله يعيد دراسة نخبته الوزارية، التي ستشكل مجلس الوزراء الجديد، مراراً وتكراراً.

في خطوة غير متوقعة، قابل برلسكوني quot;مارتشيلو بيراquot;، رئيس مجلس الشيوخ المستقيل في حكومة رئيس الوزراء quot;رومانو بروديquot;. والآن، تزداد فرص quot;مارتشيلو بيراquot; في تولي منصب وزير العدل في الحكومة الجديدة وهذا يعكس بالطبع انفتاح برلسكوني أمام التيار اليساري المعارض. لا أحد يعلم بعد ان كان ائتلاف برلسكوني السياسي والحزب الديموقراطي اليساري يميلان الى مشاطرة الحكم هنا أم لا. على صعيد الضرائب والعمل، ينوي برلسكوني إلغاء الضريبة المفروضة على أصحاب العقارات فضلاً عن رفع الضرائب المفروضة على ساعات العمل الإضافية.

وزير الخارجية الإيطالي يضغط على فلتروني

هذا وبعد خسارته مرة أخرى في الانتخابات البلدية في العاصمة روما، بات مصير الحزب الديموقراطي، الذي يقوده(الى اليوم!) عمدة روما السابق فالتر فلتروني، مجهولاً. فخطوة واحدة فقط تفصله عن الغرق في المستنقع السياسي الوطني. لذلك، يدعو مسؤولو هذا الحزب الى إعادة تأسيس استراتيجية العمل. في تلك الأثناء، يستعد التيار السياسي التابع لماسيمو داليما، وزير الخارجية الإيطالية، للطعن بالمنافع الناجمة من تحالف الحزب الديموقراطي مع حزب quot;ايطاليا القيمquot; (Italia dei Valori) الذي يقوده quot;أنتونيو دي بياتروquot; وزير النقل المستقيل. في الحقيقة، يؤمن العديد من المسؤولين في الحزب الديموقراطي اليساري بأن التحالف مع حزب quot;ايطاليا القيمquot; يهدد مباشرة أي خطوة للانفتاح حيال حزب الوسط الإيطالي quot;اتحاد الديموقراطيين المسيحيينquot; الذي يقوده quot;بيار فرديناندو كازينيquot;.

لا ينوي quot;أنتونيو دي بياتروquot; التعاون مع جميع المسؤولين في حزب الوسط الإيطالي. لذلك، ستنتهي علاقته مع الحزب الديموقراطي عندما ستلوح في الأفق أولى إشارات بناء نفق الحوار بين الحزب الديموقراطي وحزب quot;اتحاد الديموقراطيين المسيحيينquot;. بيد أن استراتيجية quot;ماسيمو داليماquot; تراهن على نجاح التحالف المتوقع مع تيار الوسط الإيطالي الذي يمثل سوية مع الحزب الديموقراطي تيار المعارضة الوطني. ولا بد من توحيد الجهود لتفعيل المعارضة، على جميع الأصعدة.

هذا وتمكن حزب quot;ايطاليا القيمquot; من استقطاب أصوات الناخبين إليه بفضل تحالفه مع الحزب الديموقراطي وإلا لكان مصيره مماثلاً لما تكبده التيار الشيوعي من خسائر تاريخية حيث لم يحظى بمنصب واحد لا في البرلمان ولا في مجلس الشيوخ. ويرى المحللون السياسيون انتقادات تيار quot;ماسيمو داليماquot; الموجهة الى حزب quot;ايطاليا القيمquot; بأنها جرس إنذار ينبع من داخل الحزب الديموقراطي. فإما أن يصغي quot;فالتر فلترونيquot; الى هذه الانتقادات أو أنه سيجد نفسه أمام حرب ستشتعل داخل ائتلافه الناشئ.