اريحا: اضطر فلسطيني يعيش في الضفة الغربية للجوء الى القضاء الاسرائيلي سعيا لاستعادة طفليه اللذين اقتادتهما والدتهما الروسية قبل تسعة اشهر الى اسرائيل ولم يشاهدهما منذ ذلك الحين.ويشرح طبيب الاسنان صالح صوافطة (37 عاما) المقيم في اريحا انه يعاني الامرين بسبب تعقيد القضية كونها quot;مطروحة امام القضاء الاسرائيلي في حين انه وطفليه يحملان الجنسية الفلسطينية ووالدتهما تحمل الجنسية الروسية وليس بحوزتنا وثيقة اقامة اسرائيليةquot;.

درس صالح صوافطة وهو من بلدة طوباس شمال الضفة الغربية في روسيا الاتحادية حيث تعرف على زوجته ايفجينيا (34 عاما) وعاد معها الى بلدته عام 1997 ثم انتقلا في 2004 الى اريحا مع ولديهما يوسف (10 سنوات) وكاتيا (5 سنوات). وروى الطبيب انه عاد يوم 25 تموز/يوليو 2007 من عمله ليجد منزله خاليا وان زوجته غادرت مع الطفلين علما quot;انه لم يكن بيننا اية مشاكل تذكر، ولكنها كانت تبدي استياءها من الظروف السياسية عموما في فلسطينquot;.

وقال quot;لم اتخيل ما حصل واتصلت باهلها الذين كانت ترغب بزيارتهم ولكننا كنا بانتظار لم الشمل، وقالوا لي انها وصلت الى روسيا، لكن تبين لي في ما بعد انها لا تزال في اسرائيلquot;.وتبين للاب انها انتقلت بمساعدة صديقتين يهوديتين روسيتين الى مدينة بتاح تكفا في اسرائيل، فاتصل بمحام عربي اسرائيلي ليوكله لكي يمنعها من السفر مع الطفلين.

وقال صوافطة quot;ما يؤلمني اني لجأت إلى كافة الجهات الفلسطينية المسؤولة لكني لم احصل على اي مساعدة او اهتمام بقضيتيquot;، متسائلا quot;لو كان ما حدث هو العكس، وتم اقتياد اطفال اسرائيليين او اميركيين الى الضفة، ما كان سيحصل؟ كانت الجهات الفلسطينية المسؤولة وغير المسؤولة ستتحرك لإعادة الأطفال الى والدهم ولكن لكوني فلسطينيا لم يعرني احد أي اهتمامquot;.واضاف quot;اضطررت للجوء إلى القضاء الاسرائيلي، مع ضياع الطفلين لمدة عام حيث لم تقض المحكمة بارسالهما الى اية مدرسة، في الوقت الذي ادعت زوجتي بانني كنت امارس العنف ضد ابنيquot;.

واستطاع الطبيب بعد شهر من فرار الزوجة من الحصول على قرار من المحكمة في الجلسة الاولى بمنع سفر الاطفال إلى خارج البلاد حتى بلوغهما السن القانونية، وسمح له بالتحدث اليهما عبر الهاتف لمدة ساعة يوميا. ولكن الامر لم يكن سهلا، فلم يتمكن من ذلك سوى بعد شهرين، واستغرق الامر وقتا حتى بات الطفلان يستجيبان لمكالمات والدهما.

واضاف صوافطة ان محكمة القدس للشؤون الاسرية، التابعة لاسرائيل، قررت اخضاعه للتحقيق من قبل مرشد الشؤون الاجتماعية للتحقق من تهم ممارسة العنف ضد طفليه وزوجته.وتابع quot;طلبت مني المحكمة كذلك الخضوع لجهاز فحص الكذب في القدس، فوافقت وكانت النتيجة لصالحي في ما يتعلق باستخدام العنف ضد الطفلينquot;.

وكذلك كان فحص الكذب لصالح الزوجة في ما يتعلق بادعائها بانه استخدم العنف بحقها.وحضر الاب اربع جلسات في محكمة القدس التي ينتظر ان تبت بشكل نهائي بحق حضانة الاطفال، وهو قرار ينتظر ان يصدر في اية لحظة.ولم تتوقف معاناة الاب في المثول امام القضاء، فهو يقول انه تلقى من اقارب زوجته تهديدات عبر الهاتف بالقتل ان لم يتنازل عن حضانة الطفلين ويسمح لهما بالحصول على الجنسية الروسية حتى يغادرا مع امهما.

ولم يتسن الاتصال بالام الروسية لمعرفة موقفها وتعليقها على الامر.وقال مصدر قانوني انها ليست المرة الاولى التي يتولى فيها القضاء الاسرائيلي قضية مشابهة. وشرح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، ان ما يعقد القضية ان الاولاد خطفوا من منطقة غير خاضعة لكيان دولة، حيث لا توجد بعد دولة فلسطينية، ولذلك فانه من الصعب على القاضي ان يقرر اي قانون يعتمد للبت في القضية.

هذا بالاضافة الى صعوبة حصول الاب على تصريح لدخول اسرائيل سواء لحضور الجلسات، او لرؤية طفليه في ما بعد في حال صدور الحكم لصالح الام وتم اصدار اقامات موقتة للطفلين للبقاء في اسرائيل وهو امر ليس بالسهل على الاطلاق. وقال المصدر نفسه انه بغض النظر عن نتيجة الحكم، فقد يتقرر ترحيل الطفلين الى المكان الذي كانا فيه عندما خطفا ان لم يحصلا على اقامة في اسرائيل.