كامل الشيرازي من الجزائر: كشفت مصادر جزائرية حسنة الاطلاع لـquot;إيلافquot;، أنّ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أكّد لوزيرة الداخلية الفرنسية quot;ميشال آليو ماريquot;، الثلاثاء، أنّ مشروع quot;الإتحاد المتوسطيquot; سيكون لاغيا إن تواجدت إسرائيل ضمن هذا الهيكل الجديد المزمع إعلان ميلاده في يوليو/تموز القادم، ويعدّ هذا الموقف تكريسا للفيتو الذي رفعته الجزائر منذ إعلان الرئيس الفرنسي quot;نيكولا ساركوزيquot; مشروعه ربيع 2007، وما رافقه من ضجيج عن إدماج إسرائيل فيما يسمى بـquot;الاتحاد من أجل المتوسطquot;.
وبحسب معلومات توافرت لـquot;إيلافquot;، فإنّ بوتفليقة شدّد لدى استقباله المسؤولة الفرنسية بالقصر الرئاسي، على أنّ الجزائر تعارض بشدة قيام quot;إتحاد متوسطيquot; بعضوية دولة الكيان الصهيوني، وربط الرئيس الجزائري نشوء الاتحاد المتوسطي بمأساة الشعب الفلسطيني التي طال أمدها منذ أكثر من نصف قرن، وجدّد الرئيس الجزائري التوكيد على التصور الجزائري القائل بأنّه لا طائل من التفكير في فضاء متوسطي مستقر ومتآخ، ما لم يتم التوصل إلى حل نهائي للأزمة الفلسطينية.
وقال بوتفليقة مؤخرا، إنّ بلاده ليست مستعدة لتفعيل إتحاد متوسطي مالم تتضح معالمه، معتبرا إنّ الجزائر تنتظر إنضاج الاتحاد المذكور ndash;الذي لا يزال كمجرد فكرة-، وتترقب محله بين الموجود من الأجهزة التي تضم البلدان الواقعة على عتبة المتوسط، سيما بعد هزال حصائل مختلف المبادرات الماضية على غرار مسار برشلونة، والشراكة الأطلسية المتوسطية.
وحتى تضع خطا فاصلا بين الجزائر وشرق المتوسط الذي يضم إسرائيل، دعت السلطات الجزائرية في السابق إلى مشروع quot;غرب المتوسطquot;، بينما نقلت مراجع إعلامية محلية على لسان مسؤول جزائري لم تنشر إسمه، أنّ شكوكا كثيرة تحوم حول مشروع الاتحاد المتوسطي بصيغته الفرنسية، وركّز على انعكاسات المولود المنتظر على العلاقات العربية-العربية، تبعا لتموقع إسرائيل فى قلب الاتحاد المتوسطي، وإصرار عرّابي الأخير على جعل تل أبيب تتمتع بموقف قوي كعضو كامل ورئيس.
ويتساءل مراقبون في الجزائر كيف يقدم ساركوزي على صياغة اتحادا مع دول عربية أخرى، مع أنّه نفسه رفض دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بدعوى أنها ذات خلفية حضارية مختلفة عن أوروبا، ورأوا أنّ ثمن ذلك سيكون حتما تطبيعا كاملا مع إسرائيل، ما يجعل من المشروع الفرنسي يولد ميتا قبل تجسيده، علما أنّ quot;تييري فابرquot; مدير القطب الأورو متوسطي بدار المتوسط لعلوم الإنسان quot;بآكس أون بروفانسquot; أكد قبل فترة أنّ فكرة الإتحاد المتوسطي تعد quot;مشروعا وهمياquot;.