أحمد نجيم من الدار البيضاء: نفت السلطات المغربية أن يكون منع بث نشرة quot;المغرب العربيquot; اليومية على القناة القطرية quot;الجزيرةquot; سياسيا، وعزت قرار سحب الترخيص المؤقت للقناة إلى رغبتها في إخضاع جميع متعهدي القطاع السمعي البصري العاملين في المغرب للقانون.

وكانت الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات المغربية هي صاحبة القرار،وتجدده كل ثلاثة أشهر. وكانت الوكالة بعثت لمدير شبكة quot;الجزيرةquot; رسالة توضح فيها أن التراخيص المتعلقة باستغلال المحطة الأرضية المحمولة وجهاز البث عبر الأقمار الصناعية وكل تجهيزات البث المثبتة على سيارة الإرسال قد تم إلغاؤها اعتبارا من يوم الثلاثاء 06 ايار، كما طلبت وقف استعمال الإرسال والإشارات المرخص بها للقناة.
وكانت القناة القطرية قد ذهبت إلى أن قرار السلطات المغربية منع البث كان لـquot; أسباب غير واضحةquot;.

وحصلت quot;الجزيرةquot; على ترخيص لنشرتها المغاربية عام 2006 وانطلقت أولى النشرات يوم 18 تشرين الثاني. النشرة لم ترق إلى توقعات المغاربة والمغاربيين، إذ كثيرا ما تفتح هذه النشرة بأخبار لا تهم المنطقة حتى وإن كانت هناك أحداث مهمة في المنطقة المغاربية، ومن الانتقادات الموجهة إلى هذه القناة.

وكانت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري قد طلبت من مكتب القناة تأسيس شركة خاضعة للقانون المغربي لها مجلس إدارة، وهو ما التزمت به، لتضع ملفها شهر أكتوبر تشرين الأول 2007. بعد ذلك دخلت الشركة الجديدة في مفاوضات مع الهيئة العليا (وهي هيئة مستقلة مكلفة بالإشراف على القطاع السمعي البصري كمنع الرخص وسحبها ومعاقبة المتعهدين ومراقبتهم). وحسب مسؤول من الهيئة، فإن المفاوضات ظلت جارية إلى حدود قرار الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، وأضاف أن الشركة التي أنشأتها القناة القطرية قدمت وثائق تهم الشق التقني والشق التحريري والشق المالي، مشددا على أن الأمور كانت تسير بشكل quot;عاديquot;، كما ذكر بأن الهيئة العليا لم تتدخل في طريقة بث نشرة المغرب العربي للأنباء، وأن ذلك أمر من اختصاص الوكالة (الاتصالات السلكية واللا سلكية).

يشار الى إن مجلس إدارة الوكالة التي قررت توقيف الترخيص المؤقت يرأسه الوزير الأول عباس الفاسي، وكانت العلاقة بينه وبين القناة القطرية متوترة، خاصة بعد أن أثارت معه في عز حملة الانتخابات التشريعية سبتمبر 2007 موضوع قضية quot;النجاةquot; (توظيف وهمي ذهب ضحيته 30 ألف مغربي وحملت مسؤوليته إلى عباس الفاسي الذي كان وزيرا للشغل في حكومة عبد الرحمان اليوسفي)، وقد قاطع الفاسي بعد ذلك quot;الجزيرةquot; وانتقم منها بعد أن أصبح وزيرا أول، حيث منح أول حوار له إلى منافستها قناة quot;العربيةquot;.