المعلم: إلتزامات بإنسحاب حتّى خط حزيران 1967 :
مباحثات سلام غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا بوساطة تركية
نضال وتد من تل أبيب، وكالات: قالت سوريا اليوم إنها تجري مباحثات سلام غير مباشرة مع إسرائيل من خلال تركيا، مؤكدة ما أعلنته اسرائيل في وقت سابق من اليوم. وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية أن سوريا بدأت محادثات السلام غير المباشرة مع اسرائيل برعاية تركية. وقال البيان إن الجانبين أعربا عن رغبتهما في إجراء المباحثات بنية طيبة وقررا مواصلة الحوار بجدية لتحقيق سلام شامل.
من جهته اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سوريا حصلت في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل التي تتم عبر وساطة تركية، على التزامات بانسحاب من الجولان quot;حتى خط الرابع من حزيران/يونيو 1967quot;.وقال المعلم quot;بالفعل بدأت في تركيا محادثات غير مباشرة بوساطة تركية لايجاد الارضية الصالحة لاستئناف المفاوضات المباشرة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة وفق مرجعية مدريدquot;.واضاف وزير الخارجية السوري على هامش منتدى التعاون العربي الصيني في المنامة quot;تلقينا التزامات بالانسحاب من الجولان الى خط 4 حزيران/يونيو 1967quot;.
كما اكدت وزارة الخارجية التركية انها تجري وساطة في quot;مفاوضات سلام غير مباشرةquot; بين اسرائيل وسوريا.وافادت الوزارة في بيان ان quot;الطرفين اعلنا انهما سيقومان بتلك المفاوضات في اجواء انفتاح وحسن نيةquot; من اجل التوصل الى سلام شامل طبقا للاطار المحدد في مؤتمر مدريد الدولي للسلام.
واضاف البيان ان quot;الطرفين قررا (مواصلة المفاوضات) بحزم ومثابرة للتوصل الى سلام شاملquot;.وقبل ذلك بقليل اعلن ناطق باسم ايهود اولمرت ان اسرائيل وسوريا باشرتا quot;مفاوضات سلام غير مباشرة برعاية تركياquot;.واوضح ان الطرفين شكرا تركيا quot;على مساعدتهاquot;.
واكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية كذلك اجراء هذه المحادثات.وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان التقى في دمشق في 26 نيسان/ابريل الرئيس السوري بشار الاسد الذي اعرب عن استعداده لمواصلة التعاون مع تركيا حليفة اسرائيل، لتحريك مفاوضات السلام مع اسرائيل.واسرائيل وسوريا في حال حرب را منذ 1948 لكنهما ابرمتا اتفاقات هدنة وفك ارتباط.
وأعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ظهر الأربعاء، عن الاتفاق بين إسرائيل وسوريا على البدء بمفاوضات بينهما، وقالت القناة العاشرة، إن المستشار السياسي لأولمرت، شالوم ترجمان، يتواجد منذ يوم الاثنين ، في العاصمة التركية أنقرة، لمتابعة ملف الاتصالات بين الطرفين السوري والإسرائيلي. وأضافت أنه أجرى اتصالات مع مسؤولين رفيعي المستوى في سوريا، وأن سوريا وإسرائيل بدأتا بمباحثات سلام تحت رعاية تركيا .
وأضاف بيان ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل وسوريا أعلنتا نيتهما التوصل إلى سلام شامل وفقا لإطار الإتفاقيات التي تم التوصل إليها في مدريد.
وأوضحت مصادر سياسية أن أولمرت، لم يتخل بعد عن quot;جهوده السلميةquot; على الجبهتين السورية والفلسطينية، على الرغم من التحقيقات الجارية معه، وبرغم الضغوط الممارسة عليه، حيث يحاول أولمرت على الصعيد الفلسطيني، التوصل على اتفاق مع الفلسطينيين بشأن الحدود الدائمة، حيث عرض على أبو مازن خلال لقاءهما الأخير اقتراحا أكثر quot;كرماquot; من اقتراح ليفني (الانسحاب من نحو 95% من أراضي الضفة مع تبادل أراضي بين إسرائيل والسلطة).
إلى ذلك قالت صحيفة هآرتس، إنه بالإضافة لأولمرت، فإن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود براك، يجري هو الآخر اتصالات مع مسؤولين أتراك، حيث اجتمع براك يوم الاثنين الماضي، على هامش المنتدى الاقتصادي في شرم الشيخ، بوزير الخارجية التركي علي باباجان. وبحث براك مع المسؤول التركي في سبل دفع المفاوضات بين الطرفين إلى الأمام، كما بحث الاثنان صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، والتطورات الأخيرة في لبنان.
اليمين يتهم أولمرت ببدء المفاوضات مع سوريا للتخلص من ورطته
وما أن أعلن ديون أولمرت عن بدء مفاوضات بين سوريا وإسرائيل، بوساطة تركية حتى توالت ردود الفعل الحزبية في إسرائيل من اليسار واليمن. وقد اتهم اليمين الإسرائيلي، رئيس الحكومة الإسرائيلية، باختيار هذا التوقيت بالذات للإعلان عن بدء مفاوضات مع سوريا، للفت الأنظار عن تورطه في قضايا الفساد والرشاوى التي تحقق الشرطة الإسرائيلية معه فيها، خصوصا بعد رفض المحكمة الإسرائيلية العليا، أمس التماس أولمرت بعدم أخذ إفادة مسبقة من رجل الأعمال الأمريكي موريس تالينسكي.
وقد سارعت كتل المعارضة من اليمين،؛ الليكود، إسرائيل بيتنا والاتحاد القومي، إلى مطالبة رئيس الحكومة ورئاسة الكنيست بعقد جلسة خاصة في الكنيست بكامل هيئاتها لمناقشة المضوع على أثر بيان رئاسة الحكومة.
ووصف عضو الكنيست اليميني نيسان سلوميانسكي( من حزب الاتحاد القومي- مفدال) الإعلان بقوله :quot; إن بدء مفاوضات مع سوريا يدل على أن التحقيقات مع رئيس الحكومة بلغت مرحلة متقدمة للغاية وأن شعار المرحلة المناسب هو quot;عمق التحقيق على قدر عمق الانسحابquot;.
أما في الليكود فقد أعلن عضو الكنيست غلعاد أردان: quot;أن أولمرت يثبت أنه على استعداد لبيع كل شيء، بما في ذلك أمن إسرائيل، حتى ينسي الناس المخالفات الجنائية الخطيرة التي تنسب إليه وتدور حوله شبهات بشأنها، وفي حال لم تنسحب حركة شاس، وتسيبي ليفني وإيهود براك من حكومته الفاسدة فإنهم يكونون شركاء في بيع الجولان واستباحة أمنناquot;؟
واعتبر رئيس كتلة الليكود في الكنيست، غدعون ساعر: أن من يتلقى مغلفات مليئة بالنقود لا يحق له المس بالجولان. بيان رئيس الحكومة يثبت أنه لا حدود للعبثية في التلاعب بالموارد الاستراتيجية لدولة إسرائيل مقابل ضمان بقائه، فهو لا يملك أغلبية مؤيدة لتقديم تنازلات في الجولان، لا في الكنيست ولا في أوساط الجمهور العام. على شاس أن تنسحب من حكومة أولمرتquot;.
ولم تقتصر هذه المواقف المعارضة على أنصار اليمين، بل إن رئيس الموساد السابق، عضو الكنيست داني ياتوم، من حزب العمل قال: quot;إن النشر عن المفاوضات هو مشبوه وله أغراض فئوية تهدف إلى التغطية على التحقيق الجاري مع رئيس الحكومة، وبصفتي أحد الذين شاركوا في كافة الاتصالات والمباحثات مع السوريين أستطيع القول إن السوريين لا يخوضون في مفاوضات حول قضايا جوهرية بصورة مباشرةquot;.
من جهته اعتبر رئيس حركة شاس، إيلي يشاي أن سورياquot; لا تزال عنصر أساسي من محور الشر، وعلينا أن نسأل ما إذا كان يجدر بنا نقل الجبهة الشمالية لأيادي محور الشرquot;.
يشار إلى أن المسار السوري الإسرائيلي، شهد مدا وجزرا في السنوات الأخيرة، وإن كانت الاتصالات بين الجانبين لم تتوقف، لكنها استأنفت بصورة جدية، منذ العام الماضي، بوساطة الرئيس التركي الطيب أوردغان، على الرغم من الموقف الأمريكي المعارض لأي اتصالات مع سوريا، طالما ظلت الأخيرة في المحور الإيراني.
وكان أولمرت قد كشف عن التقدم في المباحثات خلال مقابلات أدلى بها، الشهر الماضي، عشية عيد الفصح اليهودي، وتوالت التطورات مع إعلان الرئيس الأسد لصحيفة الوطن القطرية بأن أولمرت وافق على quot;وديعة رابينquot; المتمثلة بانسحاب إسرائيلي كامل من الجولان، مقابل سلام كامل وقواعد للإنذار المبكر، ونزع الهضبة السورية من السلاح، والاتفاق على توزيع المياه.
في المقابل كانت سوريا تصر طيلة الوقت على أن تكون المفاوضات الرسمية بين الجانبين علنية، وأن تضمن انسحابا إسرائيليا كاملا من الجولان.
التعليقات