المصادفة زامنت بشرى الحل مع عيد quot;إيلافquot;
حسابات الربح والخسارة أوليًا في لبنان
بري أعلنها كهدية للمؤتمر: إزالة خيم الإعتصام من وسط بيروت العماد سليمان quot;مسرور جداquot; باتفاق الدوحة ولا يتوقع انتخابه قبل نهاية الاسبوع اللبنانيون تنفسوا الصعداء واستقبلوا اتفاق الدوحة بترحيب كبير مواطنون لبنانيون عبروا عن سخطهم من زعمائهم: |
ولكن لا، لن تقع حرب أهلية بل إستقرار وصيف واعد. فالوساطة العربية بقيادة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم نجحت حيث فشلت قبلها وساطتا جامعة الدول العربية بقيادة أمينها العام عمرو موسى وفرنسا بقيادة وزير خارجيتها برنار كوشنير. ولا شك أن قطر هي أول الرابحين معنويًا في تحقيقها هذا الإنجاز الذي يفوق حجمها الإقليمي ولا يتناسب معه ، وقد استندت فيه إلى كونها مركز تقاطعات ملتبسة وتثير الحيرة بين دول متنافرة: أميركا ndash; إيران، إسرائيل ndash; سورية، السعودية ndash; سورية. وغني عن القول إن مسعى قطر ما كان ليتوج بإتفاق التسوية اللبناني المرحلي لولا دعم قوي مشترك متعدد أبرزه السعودي- الإيراني- الأميركي ndash; السوري.
أما لبنانيًا، فيمكن القول في قراءة أولية أن قوى المعارضة نالت ما كانت تريده ، أي الثلث المعطل في تشكيلة مجلس الوزراء ، وإن لمرة واحدة، وتقسيم بيروت إنتخابيًا بطريقة تناسبها إلى حد ما ولكنها ليست حاسمة في موازين القوى البرلمانية في انتظار نتائج الإنتخابات النيابية المقبلة. إلا أن الثمن الذي دفعته المعارضة كان باهظًا، ففضلاً عن فقدان quot;حزب اللهquot; الحد الأدنى من سكوت بقية الطوائف والدول عن سلاحه، بات موضوع هذا السلاح الذي كان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله يتوعد من يضعه على بساط البحث مطروحًا وبضمانات عربية وذلك باعتباره أداة ميليشيوية على غرار الميليشيات التي عرفها لبنان خلال حربه الطويلة 1975- 1990 ، أما القول بأنه لمقاومة إسرائيل ففقد وقعه إلا في صفوف أنصار هذا الحزب، خصوصًا أن القرار الدولي رقم 1701 الذي تبنته quot;تسوية الدوحةquot; المرحلية يحول دون نشوء خط تماس بين مقاتلي الحزب والحدود الإسرائيلية ويضع الجنوب بأكمله في عهدة القوات الدولية quot;اليونيفيلquot; والجيش اللبناني.
فك الخيم من وسط بيروت. المعارضة تنهي اعتصامها |
هكذا إذا تقدمت المعارضة بالنقاط في حسابات الربح والخسارة بنيلها quot;الثلث المعطلquot; الذي لطالما نادت به وعطلت من أجله الحياة الدستورية ، والإقتصادية إلى حد ما ، لكن الرابح الأكبر يظل العماد سليمان الذي لم تقض إنتكاسة إشتباكات بيروت وقبلها حوادث الشياح ndash; مار مخايل على رصيده القوي وإن اهتزت صورته بعض الجيش ، ومعه المؤسسة العسكرية طبعاً. وذلك على الرغم من أن التسوية المرحلية لم تعطه إلا 3 وزراء من أصل تشكيلة مجلس الوزراء التي تضم 30 وزيرًا ( 16 للأكثرية و11 للمعارضة) فلا تحتاج الغالبية ولا المعارضة إلى أصواته في مجلس الوزراء لترجيح كفة القرار. وفي خانة الرابحين أيضاً رئيس quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري الذي لم يتأثر سياسيا بعملية الإكتساح العسكري التي أطلقها quot;حزب اللهquot; ضد الشارع المؤيد له في بيروت. فضمن الحريري رئاسة الحكومة وأرجحية مؤيدة له في انتخابات بيروت النيابية المقبلة على الرغم من تركيز خصومه كل محاولاتهم للقضاء عليه في عقر داره.
ورب ضارة نافعة. فلولا حرب الأيام الستة في بيروت وأطراف الجبل لما كان quot;حزب اللهquot; تخلى عن فكرة أن الضغط العسكري والسياسي ستوصله إلى السيطرة وحمل الآخرين على الرضوخ لما يريد، ولما كانت الغالبية في المقابل أعطت المعارضة ما أعطته في نهاية الأمر. المهم أن شبح الحرب الأهلية ابتعد مرحليًا أقله ، ورحم الله الضحايا.
التعليقات