بهية مارديني من دمشق،وكالات: اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت خلال اجتماع في تل ابيب الاربعاء ان اسرائيل مستعدة للمضي بعيدا في التنازلاتquot; للتوصل الى اتفاق سلام مع سوريا. وقال اولمرت في خطاب نقلته القناة العامة في التلفزيون الاسرائيلي quot;نحن مستعدون للذهاب بعيدا في التنازلات مع سوريا والتي ستكون بالضرورة مؤلمةquot;.
ولم يحدد اولمرت طبيعة التنازلات التي اشار اليها لكنه اعلن ترحيبه لان quot;اسرائيل وسوريا عادتا للحديث عن السلام بدلا من تبادل اطلاق النار، بعد ثماني سنوات من الجمودquot; في عملية السلام.واضاف ان quot;المفاوضات ستستمر طويلا (...) هذا لن يكون سهلا وليست لدينا تهيؤات (بما يتعلق بسوريا)quot;. ولكنه اردف قائلا quot;انا متأكد من ان احتمالات نجاح (المفاوضات) تفوق احتمالاتquot; فشلها.
ومن جهة اخرى شدد اولمرت على المخاطر الامنية التي تواجهها اسرائيل على حدودها الشمالية مع سوريا ولبنان محذرا من انها ارتفعت quot;خلال سنوات تعليق المفاوضاتquot;. وبالمقابل اشاد اولمرت بدور تركيا في استئناف المفاوضات كاشفا عن وجود اتصالات سرية quot;تجري منذ اكثر من عامquot;.
واعلنت اسرائيل وسوريا الاربعاء انهما تجريان مفاوضات سلام غير مباشرة بوساطة تركيا حول انسحاب الدولة العبرية من هضبة الجولان التي احتلتها في 1967 مقابل توقيع اتفاق سلام.
وتوقفت مفاوضات السلام بين اسرائيل وسوريا، التي جرت برعاية واشنطن، في العام 2000 بعد ان بلغت طريقا مسدودا في موضوع هضبة الجولان، التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981. وتطالب سوريا باستعادة الجولان كاملا حتى ضفاف بحيرة طبريا، خزان المياه العذبة الرئيس في اسرائيل.
محلل سوري: لا مفاوضات مباشرة مع اسرائيل
وفي هذا الصدد اعتبر المحلل السياسي السوري عماد سارة في تصريح لايلاف ان ما يحدث في المنطقة مترابط نحو حلحلة القضايا المتشابكة، واشار الىquot; توافق لبناني عبر اتفاق الدوحة ، واتفاق هدنة إسرائيلية فلسطينية تمتد لمدة ستة أشهر عبر اتفاق القاهرة ، إضافة إلى ما أعلن عنه اليوم عن بدء المفاوضات غير المباشرة في انقرة بين سورية وإسرائيل عبر الوسيط التركيquot;.
وقال سارة quot;ان تزامن هذه الأحداث إذا لم يكن مترابطا فأنه غير بريء ويحمل الكثير من المؤشرات منها إدراك إسرائيل بأنها غير قادرة على المواجهة بعد الصفعة التي تلقتها من حزب الله في حرب تموز عام 2006 كما أدركت أن ردع المقاومة الفلسطينية عسكريا لا يمكن تحقيقه بدليل ارتكابها مئات المجازر في غزة وبقاء روح المقاومة مشتعلة quot;، وبالنسبة للبنان راى سارة ان فريق السلطة في لبنان أيقن ان الولايات المتحدة الاميركية ستخذله عندما تتصاعد الأمور ولن تكون بجانبه بدليل ما حدث في بيروت عندما قام حزب الله بالانتشار بشكل سريع في الوقت الذي اكتفت فيه واشنطن بالإدانة والبيانات ولعل الغاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لقاءه مع الرئيس بوش في شرم الشيخ هو من تداعيات الخذلان الأميركي لفريق من اللبنانيينquot;.
واما بالنسبة للسلام بين سورية وإسرائيل فقال سارة quot;يقتصر في المرحلة الحالية على الوسيط التركي وهو مرحلة أولى للتفاوض المباشرquot;، وراى quot;أن سورية لن تقبل أن تدخل في المفاوضات المباشرة إلا عندما تدرك أن إسرائيل تريد السلام ولديها النية في السلام انطلاقا من مبدأ عودة الجولان كاملا إلى سوريةquot;، واضاف quot;اعتقد أن التوقيت الذي أعلن فيه بدء المفاوضات غير المباشرة مقصود كونه يتزامن مع بدء العد العكسي لولاية الرئيس جورج بوش الذي كان يهوديا أكثر من اليهود وفي هذه المرحلة لا يستطيع فعل الكثير كونه أصبح في مرحلة تسليم واستلام للرئاسة الأميركيةquot;.
وكان قد صرح مصدر مسؤول فى وزارة الخارجية السورية بان سورية وإسرائيل بدأتا محادثات سلام غير مباشرة تحت رعاية تركيا. حيث أعرب كل منهما عن رغبته بإجراء المحادثات بنية حسنة وقررا متابعة الحوار بينهما بجدية واستمرارية وذلك لتحقيق هدف السلام الشامل وفقا لمرجعية مؤتمر مدريد للسلام. وأضاف المصدر أن سورية تنوه في هذا الصدد بالجهود الحثيثة التي بذلها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان منذ أكثر من عام وتعرب عن تقديرها لدور تركيا وجهود رئيس وزرائها.
وفي سياق متصل أكد مصدر في الخارجية التركية أن وفدين من البلدين وصلا أمس إلى إسطنبول، وأن وفدا تركياً يجري مفاوضات ولقاءات مع كلا الطرفين على حدة. كما اعلن اليوم الأربعاء عن تسلم الرئيس السوري بشار الأسد رسالة من الرئيس التركي عبد الله غول، وذلك بعد الإعلان عن بدء مفاوضات سورية إسرائيلية غير مباشرة بوساطة تركية في اسطنبول، وقال بيان رئاسي أن الرسالة ,التي نقلها رئيس مجموعة الصداقة التركية السورية محمد شاندر، تناولت quot;العلاقات بين البلدين الصديقينquot; وأشار البيان أن الأسد وشاندر quot;بحثا الأوضاع في المنطقة والوساطة التركية بشأن مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيلquot;.
اكثر من ثلثي الاسرائيليين يعارضون تقديم quot;تنازلاتquot; حول الجولان
الى ذلك اظهر استطلاع للراي نشرت نتائجه مساء الاربعاء ان اكثر من ثلثي الاسرائيليين يعارضون تقديم quot;تنازلاتquot; لسوريا في ما يتعلق بالانسحاب من هضبة الجولان المحتلة منذ 1967. وافاد الاستطلاع الذي نشرته القناة الثانية الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي ان 70% من الاسرائيليين قالوا انهم يعارضون تقديم quot;تنازلاتquot; مقابل 22% ايدوا ذلك.
وربط 57% من المستطلعين الاعلان عن استئناف المفاوضات مع سوريا بالصعوبات الداخلية التي يواجهها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت المشتبه بتلقيه اموالا بصورة غير قانونية من رجل اعمال يهودي اميركي. وقال 58% من المستطلعين ان اولمرت ليس لديه quot;تفويضquot; للتفاوض مع سوريا.
وشمل الاستطلاع عينة تمثيلية من 550 شخصا مع هامش خطأ بلغ 5،4%. توقفت مفاوضات السلام بين اسرائيل وسوريا، التي جرت برعاية واشنطن، في العام 2000 بعد ان بلغت طريقا مسدودا في موضوع هضبة الجولان، التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981. وتطالب سوريا باستعادة الجولان كاملا حتى ضفاف بحيرة طبريا، خزان المياه العذبة الرئيس في اسرائيل.
التعليقات