الياس توما من براغ: توقع رئيس حكومة quot;جمهورية quot; كوسوفو المعلنة من طرف واحد منذ السابع عشر من شباط فبراير الماضي أن يكون لصربيا في المستقبل القريب سفارة في بريشتينا وان يكون لكوسوفو سفارة في بلغراد. وشدد في حديث لموقع الصحيفة الاقتصادية التشيكية على الانترنت على أن مسالة الاعتراف بكوسوفو لم تعد في صربيا أمرا محظور الحديث فيه وان صربيا وكوسوفو الآن هما دوليتين مستقلين وبالتالي يمكن لهما التعاون بشكل جيد .

وأكد انه يعرض على الصرب في كوسوفو مستقبلا أمنا كبقية مواطني كوسوفو من القوميات الأخرى وأيضا الضمانات بامتلاك جنسيتين كوسوفوية وصربية كما سيتم احترام حقوق كل أقلية وقومية في كوسوفو وفق أعلى المعايير الدولية المعروفة . وأوضح أن هدف حكومته الرئيسي هو العمل على انضمام كوسوفو إلى الاتحاد الأوربي وحلف الناتو مشددا على أن قوات حلف الناتو ستبقى في بلاده طالما أن الحاجة إليها قائمة . ولفت إلى أن العمل بالدستور الجديد سيبدأ في الخامس عشر من الشهر القادم وانه سيتم بعد ذلك نقل صلاحيات البعثة المدنية الدولية في كوسوفو إلى حكومتها.

وردا على سؤال بشان الاتهامات التي وردت في كتاب للمدعية العامة السابقة في محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي بشأن دوره في تهريب الأعضاء الحية للصرب أثناء الحرب نفى ذلك معتبرا أنها أراء صدرت من جراء الإحباط الذي أصيبت به المدعية العامة السابقة بسبب إخفاقها في مهمتها حسب قوله واعتبر أن ما ورد في كتابها ليس له أية علاقة بصورة كوسوفو الحقيقية .

في هذه الأثناء قررت الحكومة التشيكية الاعتراف بكوسوفو وإقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة معها . وشددت وزارة الخارجية التشيكية في بيان لها بعد صدور موقف الحكومة بان سياسة تشيكيا هذه تنطلق من قناعة بان الاعتراف باستقلال كوسوفو سيعزز الاستقرار بشكل عام في المنطقة البلقانية ويجعل جهود دول منطقة غرب البلقان تتجه نحو التحديات المتعلقة بمستقبل عضويتها في المؤسسات الأوربية والأوربية الأطلسية، وأشارت الخارجية إلى أن الاعتراف بكوسوفو سيتم عن طريق رسالة جوابية يرسلها وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ إلى الحكومة الكوسوفية ردا على الرسالة التي وصلت منها ومن رئيس كوسوفو بهذا الشأن. وأشارت الوزارة إلى انه سيتم تحويل مكتب الارتباط الذي لدى تشيكيا الآن في عاصمة كوسوفو برشيتينا إلى سفارة .

وكان استقلال كوسوفو قد أثار ردود فعل متباينة على الساحة السياسية التشيكية فالرئيس كلاوس والحزب الاجتماعي والحزب الشيوعي عبروا عن مواقف معارضة للاعتراف بكوسوفو كما أن موقف أحزاب الائتلاف الحاكم لم يكن موحدا بهذا الشأن غيران رئيس الحكومة ميريك تولانيك ووزير خارجيته ونائب رئيس الحكومة للشؤون الأوربية ألكسندر فوندرا أكدوا منذ البداية بان استقلال كوسوفو هو مسالة إشكالية غير أنه خطوة حتمية.

يذكر أن أكثر من 30 دولة معظمها أوربية اعترفت حتى الآن باستقلال كوسوفو الأمر الذي لا يعتبر كبيرا خاصة وان رئيس حكومة كوسوفو هاشم تاجي كان قد أعلن قبل إعلان الاستقلال بان حكومات أكثر من 100 دولة عبرت عن استعدادها للاعتراف باستقلال كوسوفو بعد إعلانه غير أن ذلك لم يتم حتى الآن.