عامر الحنتولي من الكويت: أيام قليلة تفصل مجلس الأمة الكويتي الجديد عن إنتخاب رئيس جديد له وسط إحتدام المنافسة بين الرئيس السابق جاسم الخرافي والرئيس الأسبق أحمد السعدون الطامح الى استعادة كرسي الرئاسة الذي خسره منذ العام 1999 أمام جاسم الخرافي الذي ينفي بشدة ما يشاع علنا وهمسا في ديوانيات الكويت من أن علاقته متدهورة مع رئيس الحكومة الكويتية المكلف الشيخ ناصر المحمد الصباح وان هذا التدهور في العلاقة قد يكون سببا في فقدانه كرسي الرئاسة حيث كان أول المترشحين للمنصب حال إعلان فوزه في الإنتخابات السبت الماضي. في حين كان منافسه السعدون رافضا بادئ الأمر الترشح للمنصب لكنه أعلن بشكل مفاجئ ظهر الإثنين الماضي بأنه قرر الترشح للموقع معتبرا أن ترشيحه جاء بهدف رغبته في التصدي الدائم لقوى الفساد في الكويت دون أن يتطوع لتسمية أيا منها.
وبحسب ما رشح لدى quot;إيلافquot; من نتائج مساع وإتصالات بين أقطاب برلمانية بهدف حسم المعركة فإن الأصوات حتى الآن ترشح الخرافي لإستعادة كرسي رئاسة مجلس الأمة لكن في ضوء التعتيم الذي تمارسه الحكومة الكويتية حتى الآن بشأن وجهة دعمها خلال المعركة لا تبدو النتيجة محسومة لصالح الخرافي وقد يكون لمنافسه السعدون موقفا آخرا اذا ما استطاع إقناع الحكومة بأنه سيقود المجلس الى حال من الوئام والإنسجام معها وهو ما تريده الحكومة التي وجدت في برلمانات سابقة بأن الخرافي المنحدر من أسرة موسومة بإلتصاقها التاريخ بأسرة الصباح الحاكمة لم يقم بهذا الدور.
ووفقا لمعلومات quot;إيلافquot; ذاتها فإن الإستجابة الوشيكة من قبل رئيس الوزراء المكلف الشيخ المحمد لنصيحة الخرافي تعيين نواب له في حكومته المقبلة مختصين الشؤون السياسية والأمنية والمالية يضفي قناعة بأن العلاقات بين المحمد والخرافي في طريقها لإستعادة بريقها وأنها قد توفر له الدعم في معركته ضد السعدون الذي لايمكن تجاهل فرصه في انتزاع الرئاسة من الخرافي خصوصا وأنه لايكل ولايمل من الإتصالات مع نواب مقربين منه أو محسوبين عليه بهدف استمالة أكبر قدر ممكن منهم لدعمه في الإنتخابات فهو يصر على تقزيم فوز الخرافي المرجح عبر انتزاع تقارب معه تتيح له أن يشكل زعامة برلمانية وتوسيع كتلته البرلمانية لضرب الحكومة عبر تعطيل برامجها وخططها غير الشعبية ومناكفة الخرافي.
الطريف في معركة انتخاب رئيس جديد لبرلمان الكويت في الأول من الشهر المقبل هو ان الخرافي والسعدون هما أكبر أعضاء البرلمان سنا على التوالي الواجب تولي أحدهما رئاسة الجلسة الإفتتاحية إلا أن الخرافي اعتذر بشكل مبدئي بسبب ترشحه إلا أن السعدون رفض ترؤسها حتى قبل أن يعلن ترشحه بسبب ما يثار في دواوين الكويت بأن السعدون يرفض أن يعيش موقفا يسلم فيه الرئاسة الى الخرافي الذي سينتخب بعد جلسة افتتاحية سريعة يلقي خلالها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خطابا من المرجح أن يركز فيه على ضرورة اصلاح الأعطاب التي أصابت مسيرة التعاون بين الحكومة والبرلمان خلال السنوات السابقة.