طرابلس: كشفت صحيفة quot;اوياquot; الليبية في عددها الصادر الخميس ان مفاوضات ليبية اميركية تجري في لندن في محاولة للتوصل الى تسوية للقضايا العالقة بين البلدين ومن بينها تعويض ضحايا الغارة الاميركية على ليبيا في نيسان/ابريل 1986. وقالت هذه الصحيفة المقربة من سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي quot;بدأت امس بلندن جولة المفاوضات الثالثة بين البلدين التي تسعى للتوصل لابرام اتفاقية توفر جميع الضمانات لتسوية كاملة تشمل دعاوى البلدين ومواطنيهماquot;.

وافادت الصحيفة ايضا ان عبد العاطي العبيدي أمين الشؤون الأوروبية بالإتصال الخارجي يترأس الوفد الليبي في حين يترأس الوفد الاميركي ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط. واوضحت الصحيفة ان البلدين يتفاوضان حول اتفاق يتضمن quot;وقف جميع الدعاوى القائمة أو تلك التي يمكن أن تعرض على محاكمهما ضد الطرف الآخر أو وكلائه أو مؤسساته أو مسؤوليه تحت أي ظرف وستشمل انشاء صندوق يمول طبقا لملحق خاص يرفق بالاتفاقية لن تكون ليبيا احد مصادر التمويل فيهquot;.

واشارت الصحيفة ايضا ان quot;الاتفاق سينص على قبول البلدين الموارد المخصصة للصندوق وتوزيعها من قبله كتسوية كاملة ونهائية لدعاويهما ودعاوى مواطنيهماquot;. كما تشمل الاتفاقية المتوقع ان يتم التوقيع عليها خلال الايام القليلة القادمة quot;صدور بيان مشترك يتضمن الامتناع عن رفع الإدعاءات من قبل أي من الطرفين أو بالنيابة عنهماquot;.

وكانت الخارجية الاميركية اعلنت في اواخر اذار/مارس الماضي ان الحكومة الاميركية تدرس اقتراحا بابرام quot;اتفاق شاملquot; تقدمت به ليبيا حول طلبات دفع تعويضات لاسر ضحايا اميركيين لاعتداءات ارهابية. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك في اواخر اذار/مارس الماضي ان ولش التقى مسؤولين ليبيين في لندن لدراسة اقتراح تقدمت به ليبيا حول هذه الفكرة.

وكان قاض فدرالي اميركي حكم في كانون الثاني/يناير على ليبيا بدفع اكثر من ستة مليارات دولار من التعويضات لعائلات سبعة اميركيين قتلوا في اعتداء استهدف طائرة فرنسية فوق النيجر في 1989 . وكانت الرحلة 772 متوجهة من باريس الى تشاد في 19 ايلول/سبتمبر 1989 عندما انفجرت حقيبة كانت تحمل قنبلة في مخزن الامتعة في الطائرة اثناء تحليقها. وسقطت الطائرة في شمال شرق النيجر وقتل جميع ركابها ال 170.

ولم تعترف ليبيا مطلقا بمسؤوليتها عن تفجير الطائرة التي قتل فيها مواطنون من 16 بلدا بينهم 54 فرنسيا و48 كنغوليا و25 تشاديا واربعة بريطانيين. لكن في كانون الثاني/يناير 2004 وقعت ليبيا اتفاقا قدمت بموجبه تعويضات بقيمة 170 مليون دولار عن تفجير الطائرة الفرنسية في 1989.

وفي نيسان/ابريل 2007 اعتبر القاضي الاميركي نفسه ان ليبيا مسؤولة مباشرة عن التفجير مستندا الى معلومات قدمتها الخارجية الاميركية والقضاء الفرنسي. ولم تنه الحكومة الليبية بعد تسوية كل التعويضات المالية لاسر ضحايا اعتداء لوكربي الذي اسفر عن مقتل 270 شخصا في 1988 في تفجير طائرة مدنية اميركية تابعة لشركة quot;بانامquot; ولا ضحايا الاعتداء الذي استهدف مرقص quot;لابيلquot; في برلين في نيسان/ابريل 1986 الذي كان يرتاده جنود اميركيون واوقع ثلاثة قتلى و260 جريحا.