بيروت، وكالات: في وقت تنشط في الكواليس المشاورات حول التركيبة الوزارية داخل فريقي 8 و14 آذار من جهة وبين الفريقين من جهة آخرى، وتكثر حركة بورصة الاسماء وسط إطلاق الكثير من quot;بالونات الاختبار التوزيريةquot;، تنطلق اليوم عملية quot;التأليفquot; حيث يجري رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة استشارات في مجلس النواب تستمر الى الغد. وبالتزامن تستعيد الرئاسة الاولى عافيتها تدريجياً، حيث يقوم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ببتّ الكثير من الملفات العالقة منذ عهد سلفه وهو عمل امس على بت ملفات ديبلوماسية وادارية.

ومن المتوقع ان تبلغ كتل الغالبية والمعارضة الى الرئيس السنيورة اليوم وغداً مطالبها في شأن الحقائب والتوزيع الطائفي، اذ بات معروفاً بحسب صحيفة quot;النهارquot; ان المعارضة ترغب في توزير سني ودرزي ضمن حصتها. وبعد انتهاء الاستشارات عصر غد، سينصرف السنيورة بالتشاور مع الرئيس سليمان الى عملية التأليف التي يستبعد المطلعون ان تجري بسرعة وخصوصاً مع بروز مؤشرات تنافس كبير على الحقائب الخدماتية.

وتستمر الحركة الدولية نشاطة لمواكبة الوضع في لبنان، حيث يصل وزير الخارجية الالماني فرانك ndash; فالتر شتاينماير فجر الاحد الى بيروت في زيارة ليوم واحد يلتقي خلالها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ. ويبدأ امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني زيارة الى العاصمة السورية بعد ظهر اليوم. وقال مصدر سوري لـquot;وكالة الصحافة الفرنسيةquot; طالباً عدم ذكر اسمه ان امير قطر سيجري محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد. وتأتي زيارة أمير قطر، غداة الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس بالأسد، في إطار إعادة فتح قنوات التشاور السياسي بين البلدين، فيما توقعت مصادر دبلوماسية في كل من دمشق وباريس بحسب صحيفة quot;السفيرquot; احتمال أن يقوم كل من وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير والمستشار جان دافيد لافييت بزيارة قريبة إلى دمشق. ومن المتوقع أن يزور ساركوزي بيروت في النصف الأول من حزيران المقبل، لتوجيه دعوة الى الرئيس ميشال سليمان للمشاركة في القمة المتوسطية في العاصمة الفرنسية في الثالث عشر والرابع عشر من تموز.

السنيورة جال على رؤساء الحكومة السابقين

وكان جال السنيورة على رؤساء الحكومات السابقين وذلك في إطار الزيارات البروتوكولية التي يجريها قبل البدء بمشاورات تأليف الحكومة، فالتقى في الرابية العماد ميشال عون حيث تحدث السنيورة عن أجواء إيجابية وهادئة وعن فتح صفحة جديدة. كما زار السنيورة الرئيس عمر كرامي وجرى التدوال في الأوضاع وآفاق المرحلة المقبلة. كرامي تحدث بعد اللقاء، فقال: quot;لقد تكلمنا في الماضي والحاضر والمستقبل وقد تبيّن من حديث الرئيس السنيورة أنه يمد يده للجميع للتعاون وسيتصدى لكل المشاكل بروح وفاقية وبتفهم من أجل انقاذ هذا البلد وإخراجه من هذا الوضع الذي يتخبط فيهquot;. وقد زار السنيورة أيضاً كل من الرؤساء رشيد الصلح ونجيب ميقاتي وسليم الحص.

هذا ولفت خروج السنيورة من دارة العماد عون حاملاً في يده وردة quot;فُلquot;، كان عون قدّمها له بشكل عفوي في خلال اللقاء. وقد قال أحد الحاضرين quot;هيدي وردة فلquot;، فردّ السنيورة ضاحكًا: quot;هيدي لفِلquot;، فأجاب الجنرالquot; quot;لا هيدي وردة فُلquot;.

وعند خروج الرئيس المكلف من الرابية قدّم له العماد عون وردة quot;غاردينياquot; عبّرت بدورها عن بشائر اللقاء الايجابية. وقد أشارت أجواء الرابية الى موقع ldquo;nowlebanon.comrdquo; الى إيجابية تخطت الحقائب الوزارية والتشكيلات الحكومية، ولفتت إلى نهج جديد في الحكومة.

ودام لقاء الرابية أكثر من خمس وأربعين دقيقة وكان الطرفان يرغبان بإطالته لولا مواعيد العماد عون، وقد خرج منه السنيورة بابتسامة تعبّر عن ارتياحه، وقال: quot;الوردة التي قدمها لي العماد عون هي quot;لأحلى جميلةquot;.

وليلاً اختتم الرئيس السنيورة زياراته الى رؤساء الحكومات السابقين بزيارة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي قال بعد اللقاء: quot;كانت الزيارة أكثر من بروتوكولية، وتطرقنا الى مواضيع عدة، ابرزها الواقع الراهن وإتفاق الدوحة، كما بحثنا في ما ينتظر الحكومة المقبلة من مواضيع إقتصادية عامة وملفات تتعلق بضبط الامنquot;. وأضاف: quot;تمنيت له كل النجاح، وأن نبدأ هذا العهد الجديد برئاسة الرئيس ميشال سليمان بحكومة تسعى حقيقة لما فيه خير لبنان، فكفانا مناكفات ومشاجرات والمهم اليوم أن يكون الخطاب السياسي بناء لبناء الدولة التي نتمناها جميعاquot;.

وفي موازاة مشاوراته، أجرى الرئيس السنيورة سلسلة اتصالات هاتفية برؤساء الطوائف الروحية للتداول معهم في الأوضاع الراهنة والوقوف على ملاحظاتهم في هذه المرحلة. كما تلقى الرئيس السنيورة اتصالات تهنئة بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة من: وزير خارجية عمان يوسف بن علوي، وزير خارجية الجزائر مراد المدلسي، رئيس الصندوق العربي للتنمية عبد اللطيف الحمد، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي وممثل حركة حماس أسامة حمدان.