كوشنير وعبد المهدي في احد مضايف الناصرية |
المالكي وكوشنير بحثا في خطوات بغداد لتحقيق المصالحة
فرنسا ستزود الجيش العراقي بأسلحة حديثة
أسامة مهدي من لندن: في خطوة تعبّر عن دعم فرنسي للعراق الجديد بعد أربع سنوات من معارضتها للحرب التي أسقطت نظامه السابق فقد بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع وزير الخارجية الفرنسي رونارد كوشنير، خلال اجتماعهما في بغداد اليوم، تزويد الجيش العراقي بأسلحة حديثة، إضافة إلى سبل تطوير علاقات البلدين وتنفيذ باريس لمشاريع سياحية في العراق... فيما يقوم الوزير في وقت لاحق اليوم بإفتتاح قنصلية فرنسية في مدينة اربيل الشمالية عاصمة أقليم كردستان.
فرنسا ستزود الجيش العراقي بأسلحة حديثة
أسامة مهدي من لندن: في خطوة تعبّر عن دعم فرنسي للعراق الجديد بعد أربع سنوات من معارضتها للحرب التي أسقطت نظامه السابق فقد بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع وزير الخارجية الفرنسي رونارد كوشنير، خلال اجتماعهما في بغداد اليوم، تزويد الجيش العراقي بأسلحة حديثة، إضافة إلى سبل تطوير علاقات البلدين وتنفيذ باريس لمشاريع سياحية في العراق... فيما يقوم الوزير في وقت لاحق اليوم بإفتتاح قنصلية فرنسية في مدينة اربيل الشمالية عاصمة أقليم كردستان.
وفي أعقاب الاجتماع، قال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن المالكي وكوشنير بحثا فيسبل تطوير العلاقات بين بلديهما في مختلف المجالات حيث اكد المسؤول الفرنسي دعم بلاده لخطوات الحكومة العراقية من اجل تحقيق المصالحة الوطنية وضبط الامن وفرض القانون. واضاف ان المباحثات تناولت تزويد فرنسا للعراق بأسلحة حديثة لدعم قدرات الجيش العراقي وتمكينه من استلام الملف الامني في انحاء البلاد من دون اعطاء تفصيلات عن نوعية هذه الاسلحة وقيمتها. وقال ان كوشنير وجه خلال الاجتماع اسئلة محددة الى المالكي حول خطوات المصالحة الوطنية ومباحثات عودة الكتل السياسية المنسحبة من الحكومة... موضحًا ان الوفد الفرنسي الذي شارك في المؤتمر الثاني للعهد الدولي مع العراقي الذي عقد في ستوكهولم الخميس المقبل كان دعمًا لجهود العراقيين في تحقيق الاستقرار واعادة الاعمار.
واذا قامت فرنسا بتزويد الجيش العراقي بأسلحة حديثة، فإن هذه لن تكون المرة الاولى التي تقوم فيها باريس بتزويد بغداد باسلحة متطورة حيث كانت دعمت جيشها في منتصف ثمانينات القرن الماضي بطائرات ميراج الحربية التي زادت من قدرات الجيش خلال الحرب التي كان يخوضها ضد ايران وامتدت بين عامي 1980 و1988 .
وفي بيان رسمي وصلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; عقب اجتماع المالكي مع كوشنير قال ان رئيس الوزراء أكد حرص حكومته على إقامة أفضل العلاقات مع فرنسا وتطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية. وعبر عن رغبة العراق بتزويد قواته باسلحة فرنسية متطورة الى جانب تعزيز التعاون في المجالات الطبية واستقبال المرضى العراقيين في المستشفيات الفرنسية واقترح فتح مركز لجراحة القلب للاطفال في مستشفى ابن البيطار ببغداد.
واضاف المالكي أن التحسن الامني والاداء المهني لقواتنا المسلحة خلال عمليات بغداد والبصرة والموصل اثمر عن توافقات واحدث تقدماً في العملية السياسية وفي إطلاق مشاريع البناء والاعمار داعياً الشركات الفرنسية الى الاستثمار والمشاركة في حملة البناء والاعمار.
وقال المالكي quot;لولا تركيزنا على المصالحة الوطنية لما تحققت النجاحات الامنية والسياسية وما حصلت التوافقات التي تشهدها الساحة العراقية اليومquot;. واضاف أن التدخل الاقليمي في شؤون العراق ادى الى إرباك الوضع الامني وغذى الميليشيات وكاد أن يقود البلاد الى الحرب الاهلية quot;لكننا صممنا على فرض القانون وحفظ هيبة الدولة ونجحنا في تحقيق ذلك منذ انطلاق خطة فرض القانون في بغداد العام الماضي مرورًا بالبصرة والموصل وجميع محافظات العراق كما نجحنا في إعادة بناء القوات المسلحة على اسس مهنية ووطنية صحيحة بعيداً عن الولاءات الطائفية والحزبية والفئوية ونعمل على حل مشكلة المهجرين واللاجئين وتوفير الاجواء المناسبة لعودتهمquot; . وشدد بالقول quot;اننا نتوجه اليوم للبناء والاعمار وتحسين الخدمات ونسابق الزمن لمواجهة ازمة الكهرباء من خلال التعاقد مع الشركات العالمية وتوجهنا الى مجلس النواب لطلب خمسة مليارات دولار لحل هذه المشكلةquot;.
من جهته اكد وزير الخارجية الفرنسي دعم بلاده للحكومة العراقية في جهودها لتحقيق الامن والاستقرار والبناء وفرض القانون. واشاد بالنجاحات السياسية والامنية التي حققتها الحكومة العراقية وبتنامي قدرات القوات العراقية ونجاحها بفرض القانون خلال عملياتها في بغداد والبصرة والموصل كما عبر عن استعداد فرنسا لتجهيز وتدريب القوات العراقية والاجهزة الامنية والتعاون في المجال الطبي وتطوير مراكز جراحة القلب في العراق .
وفي ختام اجتماعه مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال كوشنير ان الاوضاع الامنية تشهد مزيدًا من التحسن في العراق . واضاف قائلا quot;quot;لدي شعور بان الامور تسير نحو الافضل والاحصاءات تؤكد تراجع الحوادث الامنيةquot;. واشاد كوشنير بجهود العراقيين الذين قال انهم يحلون مشاكلهم بانفسهم . وحول لقائه بالمالكي، قال انه جرى بطريقة جيدة جدًا اضاف انه تم اقتراح بعض المشاريع على فرنسا، حيث سيتم حث الشركان الفرنسية على تنفيذها. اما زيباري فقد اكد على ضرورة مشاركة فرنسا في اعادة اعمار العراق .
وكان كوشتر الذي وصل الى بغداد امس قد بحث مع الرئيس العراقي جلال طالباني علاقات البلدين والاوضاع السياسية والامنية وعملية المصالحة الوطنية في العراق .
وقال كوشنرquot;انني سعيد جدًا للاستفادة من خبرة الرئيس ووصفه للاحداث الاخيرة في العراق، اضافة الى تطور المصالحة الوطنية في المستقبلquot;.
وحل الوزير الذي قدم من عمان في مدينة الناصرية (390 كم جنوب بغداد) حيث استقبله نائب الرئيس العراق واجرى مباحثات معه قال بعدها كوشنير للصحافيين إن بلاده تسعى الى بناء أواصر علاقة وثيقة مع العراق، مشيرًا الى انه ناقش مع المسؤول العراقي تنفيذ الشركات الفرنسية لمشاريع سياحية في المدينة . ومن جهته قال مسؤول دبلوماسي فرنسي في باريس ان quot;الزيارة تمثل اعادة ارتباط فرنسا ومن خلالها الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي في العراقquot;.
وتقول فرنسا التي ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي الشهر المقبل انها ستقود مساع لمشاركة الاتحاد في اعادة اعمار العراق وعرضت استضافة محادثات مصالحة. وهذه ثاني زيارة يقوم بها كوشنر للعراق، وذلك بعد تسعة اشهر من قيامه بأول زيارة لمسؤول فرنسي كبير للعراق منذ ان عارضت باريس الحرب في العراق عام 2003 .
واضطر كوشنر للاعتذار في اب (اغسطس) الماضي لقوله انه يتعين تغيير المالكي الذي طلب فيما بعد اعتذاره عن ذلك بعد ان نقلت مجلة نيوزويك عن كوشنر قوله ان الحكومة العراقية لا تعمل وانه يجب تغيير المالكي.
وطالب كوشنير في زيارته الأولى للعراق العام الماضي بتغيير رئيس الوزراء نوري المالكي بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد، الأمر الذي زاد من استياء الحكومة العراقية ما شكل هفوة محرجة بعد زيارة إلى بغداد كان القصد منها تحقيق تقارب بين فرنسا والعراق، إلا أن كوشنير قدم اعتذارًا للحكومة عن كلامه.
وتوجه وزير الخارجية الفرنسي بعد ظهر اليوم إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق لافتتاح قنصلية بلاده هناك من اجل التنسيق الدبلوماسي والاقتصادي بين حكومتي الإقليم وفرنسا، إضافة إلى لقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني.
التعليقات