المالكي يدعو في ختام مؤتمر ستوكهولم لإنقاذ بلاده من الديون
كي مون: العراق بحاجة لحكومة وحدة وطنية ليتجاوز صعوباته
المالكي في مؤتمر عهد العراق: تجاوزنا الخطر ونتجه للبناء
أسامة مهدي من لندن: اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في ختام اعمال المؤتمر الثاني للعهد الدولي مع العراق في ستوكهولم الليلة ان العراق بحاجة الى حكومة وحدة وطنية قادرة على تخليصه من الصعوبات التي يواجهها بينما دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المجتمع الدولي الى تخليصه مما اسماه بفكي الغضب الديون وعقوبات الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة .. في وقت تم الاعلان عن انعقاد المؤتمر الثالث للعهد الدولي في بغداد العام المقبل. وقال كي مون في ختام اعمال المؤتمر الثاني للعهد الدولي الذي شارك في اعماله التي بدأت صباح اليوم 600 شخصية سياسية واقتصادية تمثل 80 بلدا ان مشاركة هذا العدد الكبير من الدول يؤكد عزم المجتمع الدولي على مساعدة العراق على انهاء مشاكله ويمثل طموحا دوليا بان يتجاوز هذا البلد الصعاب. واضاف ان هناك الكثير الواجب عمله من اجل تطوير الاوضاع في العراق وفي مقدمتها تحسين اوضاع حقوق الانسان وفرض القانون وتحقيق المصالحة الوطنية.
تأكيد دولي على ضرورة تقدم سياسي يوازي التحسن الأمني
ومن جهته اكد المالكي نجاح المؤتمر في اعمال المراجعة التي أجراها لوثيقة العهد الدولي منذ اعلانها في مدينة شرم الشيخ المصرية مطلع ايار (مايو) الماضي والتأكيد على تنفيذ الالتزامات المتبقية عراقيا ودوليا . واضاف ان المجتمع الدولي كان منفتحا على العراق خلال العام الماضي وساعده سياسيا وامنيا واقتصاديا بعيدا من الوصاية والاستئثار والتدخل في شؤونه . وقال إن العهد الدولي يمثل نموذجا للعلاقات الدولية القائمة على العنف والعدوان وتعطيل مرافق الحياة من خلال التعاون والرغبة في إحلال الامن والسلام والاستقرار . واشار الى ان العراق هو اليوم اكثر ثقة بالنصر وبالنفس وتحقيق المنجزات التي يتطلع اليها الشعب العراقي.
ووجه المالكي نداء حارا الى المجتمع الدولي لانقاذ العراق مما اسماه بفكي الغضب .. تكبيل الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة لقدراته ونزوعه نحو التحرر والتقدم .. ومن الديون التي سببتها حروب النظام السابق . وقال ان المجتمع الدولي مطالب بإلحاح من اجل المساعدة على اسقاط هذه الديون واخراج العراق من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الصادر عام 1990 اثر غزو العراق للكويت والذي اعتبر العراق دولة مارقة ووضع عليها قيودا عقابية سياسية وعسكرية واقتصادية.
وفي مؤتمر صحافي مع كي مون عبر المالكي عن اسفه لعدم حضور وفود من دول الجوار على مستوى عال للمشاركة في المؤتمر لكنه استدرك قائلا يبدو ان هناك اسبابا quot;لانعرفها نحنquot;. وقال ان بلاده تبذل جهودا من اجل تحسين علاقاتها مع الدول المجاورة لحماية امن الحدود المشتركة وضمان عدم التدخل في الشؤون الداخلية. وعن استعداد السعودية لتخفيض ديونها على العراق البالغة 5 مليارات دولار اشار المالكي الى ان هناك مباحثات حاليا لمعرفة مقدار الديون التي هي من دون فائدة والاخرى التي بفوائد لكنه اعرب عن الامل في الانتهاء من هذه القضية قريبا.
وكان مسؤولون دوليون اكدوا لدى بدء اعمال المؤتمر في وقت سابق اليوم ان التحسن الامني والسياسي المتحقق في العراق ما زال هشا ويحتاج الى جهود اخرى لحوار وطني ومصالحة حقيقية .. بينما سعى المالكي الى طمأنة المشاركين الى ان بلاده مصممة على تحقيق النصر على الارهاب والفساد المالي واحراز تقدم اقتصادي واجتماعي مشددا على ان العراق قد تجاوز مرحلة الخطر وهو يتجه الان نحو الاعمار .. في وقت دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الدول العربية الى التنازل عن ديونها على العراق.
وفي كلمته اعتبر المالكي إنعقاد هذا المؤتمر رسالة قوية من المجتمع الدولي لدعم عملية بناء العراق الموحد الديمقراطي الاتحادي وفرصة مناسبة لعرض الإنجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة العراقية في المجالات المختلفة ومراجعة الإلتزامات المتبادلة بين العراق والدول الموقعة على وثيقة العهد الدولي.
وشدد رئيس الوزراء العراقي على ان بلاده حققت نجاحات مهمة في معركته ضد الارهاب بمساندة المجتمع الدولي ،كما احرز تقدماً كبيراً في إطفاء الديون وتسويتها مع تسع وثلاثين دولة . واوضح ان العراق ليس بلداً فقيراً فهو يمتلك ثروات وامكانيات مادية وبشرية هائلة لكن ديون الحرب والتعويضات والعقوبات الدولية السارية بموجب البند السابع التي ورثناها من الحقبة الدكتاتورية البغيضة، تعيق عملية البناء والاعمار،ونتوقع مساهمة جادة وفعالة من المجتمع الدولي لتخليص العراق من تبعاتها، حيث لم يعد العراق يهدد الامن والسلم ويثير النزاعات والحروب في محيطه الاقليمي.
واكد المالكي أن العنف تراجع في العراق بنسبة 80% مقارنة بالعام 2006 وهي السنة التي تولى فيها الحكم، معلنا أن العراق سيتسلم الملفات الأمنية لكل المحافظات هذا العام. واضاف أن quot;الضربات القاصمة التي وجهتها قواته المسلحة لتنظيم القاعدة والخارجين عن القانون quot;أنتجت تحسناً امنياً واضحاً في جميع أنحاء البلاد، وانخفاضاً في العمليات الإرهابية بمعدل 80% عما كانت عليه الحال في عام 2006quot;.
ويهدف العهد الدولي مع العراق الذي انطلق من مدينة شرم الشيخ المصرية مطلع ايار (مايو) عام 2007 الى تحقيق طموحات الشعب العراقي في إنشاء دولة ديمقراطية موحدة على أساس فيدرالي تعيش في ظل السلام والاستقرار وينعم مواطنوها كافة بحقوق وواجبات متساوية. وكذلك إرساء دعائم اقتصاد يقوم على مبادئ الاقتصاد الحر ويحرص على الانفتاح على السوق العالمية ويتكامل معها ومع الأنظمة الاقتصادية في المنطقة لا سيّما البلدان المجاورة للعراق . كما يرمي الى مكافحة الفساد من خلال استحداث اطار قانوني وبناء قدرات المؤسسات على مختلف المستويات.
السعودية تؤكد استعدادها للنظر في تخفيف ديونها الرسمية على العراق
واكدت المملكة العربية السعودية استعدادها للنظر في تخفيف ديونها الرسمية المستحقة على العراق. واعلن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني ان بلاده ابدت استعدادها للنظر في تخفيف هذه الديون. وذكر مدني انه وفي هذا الصدد قامت السعودية بتقديم كافة المعلومات المتوافرة لديها للجانب العراقي وهي في انتظار الرد للتوصل الى تسوية مناسبة مؤكدا التزام بلاده الثابت بدعم العراق واحترام وحدته واستقلاله ورفض تقسيمه والتدخل في شؤونه الداخلية. من جانبها اكدت مصر انها في طليعة الدول التي تسعى الى التعاون والتنسيق على كافة المستويات والمجالات لبناء عراق جديد قادر على الاسهام في امنه ونمائه مستفيدا من امكاناته وطاقاته البشرية والمادية الهائلة.
واضاف نائب مساعد وزير الدولة للشؤون الخارجية المصري حسام زكي في كلمة له ان العهد الدولي الخاص بالعراق الذي اقر في شرم الشيخ يهدف الى تعزيز الشراكة الدولية في سبيل تحسين حياة الشعب العراقي ودفع عجلة الاعمار ومسيرة التنمية في اطار مجتمع ديمقراطي متعدد. من جهتها اشادت دولة الامارات العربية المتحدة بجهود الحكومة العراقية في تحقيق الامن والاستقرار والتزامها بنزع السلاح وحماية سيادة العراق ووحدة اراضيه.
واشار وكيل وزارة الخارجية الاماراتي المساعد للشؤون السياسية الدكتور طارق الهيدان في كلمته الى ان بلاده استضافت الاجتماع الاول للجنة التحضيرية للعهد الدولي الخاص بالعراق في سبتمبر 2006 وقامت بتدريب العديد من الكوادر الدبلوماسية والامنية والادارية والمالية العراقية.
التعليقات