80 دولة في مؤتمر العهد الدولي مع العراق في ستوكهولم غدًا
دور أوروبي في أمن العراق وإعماره وفتح سفارات جديدة
أسامة مهدي من لندن: يتوجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى ستوكهولم اليوم على رأس وفد يضم وزراء واختصاصيين، للمشاركة في أعمال المؤتمر الثاني للعهد الدولي مع العراق، إلى جانب 600 شخصية سياسية واقتصادية تمثل 80 دولة بينهم الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية دول الجوار والولايات المتحدة، بهدف دفع الدول الأوروبية إلى دور أكبر في المشاركة في العهد ودعم جهود العراقيين لتعزيز الأمن والسلم والمصالحة والإعمار والسعي لتحقيق تنمية إجتماعية وإقتصادية وسياسية خلال السنوات الخمس المقبلة.
مؤتمر للأمن والإعمار والمصالحة
وسيرأس اجتماعات المؤتمر الذي يعقد غدًا الخميس المالكي وكي مون وتحضره وزيرة الخارجية الاميركية غونداليزا رايس لمناقشة التقدم في تنفيذ الالتزامات المتبادلة بين العراق والمجتمع الدولي وعرض ما تم إنجازه خلال الفترة السابقة منذ اطلاق وثيقة العهد الدولي في مدينة شرم الشيخ المصرية مطلع ايار (مايو) عام 2007 من مشاريع إقتصادية وخدماتية وبناء مؤسسات الدولة والتقدم في عملية المصالحة الوطنية وتحقيق الأمن وإقرار سيادة القانون.
ومعروف أن العهد الدولي هومبادرة أطلقتها الحكومة العراقية والامم المتحدة بهدف إقامة شراكة جديدة مع المجتمع الدولي لتحقيق رؤية وطنية للعراق، تستند إلى ما تطمح حكومته وشعبه بحيث يصبح خلال خمس سنوات بلدًا موحدًا وديمقراطيًا ينعم بالسلام داخليًا ومع جيرانه، ويقطع شوطًا كبيرًا نحو التنمية الاقتصادية والنهوض الاجتماعي وتوطيد الوحدة الوطنية وتحقيق الاكتفاء الذاتي والازدهار كما يندمج بصورة جيدة مع المنطقة والعالم بأسره. وكان الإجتماع الأول قد أثمر عن إلتزامات مالية من الدول والمنظمات المانحةالمشاركة تجاه العراق بلغت 30 مليار دولار معظمها في هيئة اتفاقات على إلغاء أو تسوية ديون وفقًا لشروط نادي باريس،مقابل إلتزامات من الحكومة العراقية بإجراء إصلاحات إقتصادية وسياسية .
ويتوقع ان تكون مسألة الديون الدولية المقدرة بحوالى 140 مليار دولار والتي ترغب بغداد في شطبها او على الاقل شطب قسم كبير منها، أحد المواضيع المهمة التي سيبحثها المؤتمر، اضافة الى مسألة اللاجئين.
تقرير للحكومة العراقية عما انجزته من إلتزامات
وسيقدم الوفد العراقي تقريرًا اطلعت على نصه quot;ايلافquot;، يطالب فيه الدول المشاركة في المؤتمر بفتح سفاراتها في العراق، ويؤكد ان على التقدم الامني والاقتصادي الحاصل في العراق وما تحقق من التزامات عراقية تجاه دول العالم ومطالبتها بإلتزاماتها التي قطعتها في مؤتمر شرم الشيخ في مصر.
ويتضمن التقرير تفاصيل عما أنجزته الحكومة العراقية خلال عام واحد منذ أيار (مايو) عام 2007 ضمن إلتزاماتها في العهد الدولي وهو يستعرض جهود العراق خلال العام الماضي، على الرغم من مواجهته للعديد من التحديات. ويشير إلى أن انجازات الحكومة العراقية تنطوي على مسائل سياسية ودمج مشاركة أوسع في صناعة القرارات وتعزيز الأمن والاستقرار اضافة الى فرض القانون وإدخال إصلاحات اقتصادية وتوفير دخل أعلى للمواطنين وإقرار عدد من القوانين والتشريعات المهمة. ويشير التقرير الى ان لدى الحكومة رؤية مناسبة لتحققها بمساعدة المجتمع الدولي التي قال انها كانت عنصرًا مهمًا في الانجازات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تحققت خلال عام 2007 . واوضح أن في طليعة هذه الانجازات نجاح الحكومة في الحيلولة دون سقوط العراق في هاوية الحرب الأهلية ووضع نهاية لعمليات النزوح. ويؤكد التقرير ان العراق يتطلع الى مساعدة المجتمع الدولي في جهود إعادة الأعمار والبناء وتبادل الخبرات والقيام بالتدريبات اضافة الى إعادة تأهيل القطاعات التي عانت من إهمال شديد. وقال quot;نتوقع أن نلمس تنفيذًا ماديًا لإلتزاماتنا المتبادلة عن طريق العهد الدولي بغية خدمة استقرار وامن العراقquot; .
وفي ما يخص الجانب الاقتصادي شددت الحكومة في تقريرها على ان quot;العراق ليس بلدًا فقيرًا فهو يتمتع بما يكفي من الموارد المالية لذا فهو ليس بحاجة إلى مساعدات مالية واسعة النطاقquot;. وأوضحت أنه quot;عوضًا عن ذلك، فإن العراق يسعى للشراكة والمساعدة الفنية والتبادل الاقتصاديquot;. واوضحت ان quot;معدل التوسع الاقتصادي للفترة بين نيسان (أبريل) عام 2007 واذار (مارس) عام 2008 نسبة 1.3 في المئة من نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة متوقعة قد تبلغ 8 في المئة خلال العامين المقبلينquot;.
برهم صالح : نريد موقفًا دوليًا لا اميركيًا من العراق
ومن جهته، قال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح والذي شكل دورًا اساسيًا في ولادة quot; العهد الدولي quot; أن العراق يعول على هذا المشروع لبناء علاقات جديدة مع المجتمع الدولي . واضاف quot;يجب ألا يكون الموقف من العراق موقفًا أميركيًا بل دوليًا وموضع إجماع دولي واقليمي، فمستقبل العراق مهم للإقليم والعالمquot;. وقال: quot;نتوقع من المجتمع الدولي الالتزام بوعوده في العهد الدولي والحصول على حشد دولي لدعم العراق. يذكر أن موضوع التعويضات والديون موضوع حساس خاصة في ما يخص الدول العربية التي تأثرت من غزو الكويت عام 1990.
ومن المتوقع أن تطرح الدول المشاركة quot;تساؤلات مشروعةquot; بحسب تعبير صالح عن قانون النفط الذي لم يصدره البرلمان العراقي بعد والذي يعطل توسيع عمل القطاع النفطي. وأضاف ان quot;العراقيل ليست هينة ولا تعبر عن انهيار الوضع في العراق بل يحتاج الى وقت لتعزيز المصلحة الوطنية والتوافق عليهquot; .
وأثير موضوع الديون في الاجتماع الموسع لوزراء خارجية دول جوار العراق الذي عقد الشهر الماضي في الكويت ولكن لم يحرز أي تقدم حوله. وبينما تفضل الحكومة العراقية طرح هذا الموضوع في المنتديات الدولية، إذ إن التعويضات مرتبطة بقرارات دولية من مجلس الامن تشدد الدول المعنية على ان المسألة ثنائية ويجب ألا تطرح في الاجتماعات الدولية.
السويد تؤكد اهتمامها ببناء السلام في العراق
ومن جهته، قال رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدتإن بلاده تساهم بدعم العراق بمبلغ 55 مليون كرون سنويًا واضاف انها بصدد فتح سفارة لها في بغداد . وكان وزير الهجرة توبياس بيلستروم ووزير الخارجية كارل بيلدت قد زارا العراق في وقت سابق، كما وقعت الحكومة السودية مع نظيرتها العراقية اتفاقية حول امكانية عودة المهاجرين العراقيين حيث ان هناك اكثر من مئة الف عراقي في السويد.
واشار الى ان هذه العملية السياسية تستمر لخمس سنوات وتقودها الحكومة العراقية ومعها الامم المتحدة وهذه السنة الأولى التي تقوم فيها بغداد بعرض ما اتخذ من اجراءات عديدة، ومن ثم الضغط على حكومة المالكي لتبيان ما تم وحدث. واوضح ان هذه مناسبة لشرح كيف ان السويد البلد الصغير الذي يبعد كثيرًا عن العراق معني بمحاولة بناء السلام في ذلك البلد .. وقال quot;نحن استقبلنا لاجئين عراقيين بحجم ما استقبلته اوروبا والولايات المتحدة الاميركية مجتمعةquot;.
واشار المسؤول السويدي الى ان الحديث يجري حاليًا عن تحسن تدريجي في الوضع الامني، ولكن التقارير تشير الى الاوضاع الانسانية والصحية المزرية التي تعاني منها الكثير من مناطق العراق والولايات المتحدة هي المسؤولة عمّا آل إليه الوضع. واوضح ان الناس هم الذين يعانون، وقد إلتجأ بعضهم الى بلدان عددية مجاورة وبعيدة منها السويد .. وquot;يجب علينا ان نجمع قوانا ونؤكد على بناء المستقبل العراقي أن تكون هناك دولة فاعلة ذات نظام انتخابي فيها سيطرة على منابع النفط وفيها محاربة للفساد .
وفي نهاية مؤتمر عهد العراق الذي يستمر يومًا واحدًا، سيبدأ المالكي زيارة رسمية لمملكة السويد بدعوة من رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفلت ويلتقي فيها ملك السويد كارل غوستاف .
ويهدف العهد الدولي مع العراق الى تحقيق طموحات الشعب العراقي في إنشاء دولة ديمقراطية موحدة على أساس فيدرالي تعيش في ظل السلام والاستقرار وينعم مواطنوها كافة بحقوق وواجبات متساوية. وكذلك إرساء دعائم اقتصاد يقوم على مبادئ الاقتصاد الحر ويحرص على الانفتاح على السوق العالمية ويتكامل معها ومع الأنظمة الاقتصادية في المنطقة لا سيّما البلدان المجاورة للعراق . كما يرمي الى مكافحة الفساد من خلال استحداث اطار قانوني وبناء قدرات المؤسسات على مختلف المستويات .
التعليقات