لواندا: يصدر الرئيس الأنغولي جوزيه ادواردو دوس سانتوس موافقته النهائية خلال الأسبوع الجاري على تنظيم أول إنتخابات تشريعية في أنغولا منذ نهاية الحرب الأهلية ستشكل اختبارا حاسما لمستقبله السياسي. ودعا دوس سانتوس مجلس الجمهورية الذي يضم ممثلي كافة الاحزاب الثلاثاء الى تقييم الاستعدادات للانتخابات.

ويفترض ان يغتنم الفرصة لاعلان موعد الانتخابات في الخامس والسادس من ايلول/سبتمبر على ان يتم تاكيد تاريخ الاقتراع قبل تسعين يوما من الاقتراع على ابعد تقدير. ولم يشر الرئيس دوس سانتوس (65 سنة) الذي يراس انغولا منذ 1979، ما اذا كان ينوي الترشح لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقررة 2009. واكد المحلل السياسي جوستينوا بينتو اندرادي من جامعة لوندا الكاثوليكية انه quot;يشرف على كافة نشاطات الحزب الحاكم ولم تبرز اي شخصية اخرى في الحركة الشعبية لتحرير انغولاquot;.

يرى سيفيرينو كارلوس رئيس تحرير اسبوعية سيماناريو انغولنسي ان quot;دوس سانتوس قرر الا تجري الانتخابات التشريعية والرئاسية في الوقت نفسه لانه يريد جس النبض قبل ان يقرر اذا كان يريد الاستمرارquot;. كذلك سيكون تجديد المقاعد ال220 في الجمعية الوطنية امتحانا لاستقرار انغولا التي خرجت حديثا من حرب اهلية دامت 27 سنة.

ولم تستكمل الانتخابات الوطنية التي جرت في 1992 ورفض جوناس سافمبي زعيم الاتحاد الوطني من اجل استقلال انغولا التام (يونيتا) المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وبعد ان تفوق عليه دوس سانتوس في الدورة الاولى اعلن زعيم حركة التمرد ان نتائج الانتخابات مزورة والجأ الى السلاح مجددا. لكن وفاته في 2002 وضعت حدا لنزاع اسفر عن مقتل نصف مليون نسمة.

وستشكل انغولا محور اهتمام نظرا لاعمال العنف التي اتسم بها الاقتراعان الاخيران في كينيا وزيمبابوي. واثار البرلمان الذي تهيمن عليه الحركة الشعبية لتحرير انغولا جدلا الشهر الماضي عندما قرر تمديد المهلة بين الاقتراع واعلان النتائج من عشرة ايام الى 15 يوما.

واتهمت يونيتا -- اكبر حركة معارضة حاليا -- دوس سانتوس بانتهاج السياسة نفسها التي يمارسها رئيس زيمبابوي المجاور روبرت موغابي الذي تاخر نظامه خمسة اسابيع لاعلان نتائج الانتخابات العامة التي جرت في 29 اذار/مارس. لكن خلافا لموغابي سمح الرئيس الانغولي بانتشار مراقبين اجانب خلال الانتخابات وبدا فريق من الاتحاد الاوروبي اشغاله التمهيدية في نهاية ايار/مايو.

ويتوقع ان تركز الحركة الشعبية لتحرير انغولا على التنمية الاقتصادية التي تعتبر الاكبر في القارة والممولة في الاساس بالموارد النفطية. واصبحت انغولا في نيسان/ابريل الماضي اول مصدر نفط في افريقيا حسب منظمة الدول المصدرة للنفط quot;اوبكquot; حيث بلغ انتاجها نحو 9،1 مليون برميل يوميا. ويتوقع ان يتجاوز النمو 20% خلال 2008 في حين يعيش ثلثا الانغوليين باقل من دولارين في اليوم وتبلغ نسبة البطالة 40% وتبقى البلاد رهن استيراد المواد الغذائية.

وكشف دوس سانتوس في ايار/مايو خلال مؤتمر الحركة الشعبية لتحرير انغولا خطة طموحة تهدف الى انشاء 3،1 مليون وظيفة وبناء مليون منزل باسعار في المتناول وتوسيع الصناعة الزراعية. لكن فرناندو ماسيدو العضو في الحزب الحاكم قال quot;ليس لدينا البنى التحتية والموارد الانسانية والتقنية لانجاز ذلك البرنامج. انها اوهامquot;.