رغم اطروحاتها المختلفة والسينوريات المتعددة لصدها
إسرائيل عاجزة عن وقف تهريب الأنفاق في غزة

نجلاء عبد ربه من غزة: لا زالت اسرائيل تتخبط رغم ترسانتها العسكرية الهائلة في إيجاد حل جذري لوقف تهريب الأسلحة من خلال الأنفاق المحفورة على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية، فيما تتعالي أصوات مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار الإسرائيلي لإيجاد حل رادعٍ لتلك الأنفاق. ورغم إنسحاب إسرائيل من قطاع غزة إلا أن الأنفاق كانت في أوجها خلال وجودها، بل وإستغلت الفصائل الفلسطينية تلك الأنفاق في عمليات نوعية ضد الجنود الإسرائيليين في مواقعهم العسكرية على داخل قطاع غزة، وعلى الحدود أيضاً مع غزة، وقتل العديد منهم.

آخر الأفكار التي دارت للحد من تلك الأنفاق، هي الشروع في تنفيذ الجدار الإلكتروني العازل على حدودها مع مصر، خلال الشهور الثلاث القادمة. سيتكون من قسمين بمدينتي إيلات ونيسنتا الحدوديتين مع مصر، وهو مزود بأجهزة إلكترونية لرصد أي حركة عبر الحدود، ونقلها بكاميرات خاصة لغرفة التحكم المركزية بـquot;تل أبيبquot;. هذا المشروع سيكلف 400 مليون دولار، وسيتم الانتهاء منه في منتصف 2010quot;، وسيشرف على إنشاء هذا الجدار فنيون عسكريون سيقومون بتسليم كل جزء يجرى الانتهاء منه أولاً بأول لوحدات الجيش الإسرائيلي، وذلك لإجراء تجارب وملاحظة لأي عيوب لتلافيها في المراحل اللاحقة.

ويبدو أن هذا المشروع لن يوقف حفر الأنفاق نهائياً، بحسب عدد من حافري تلك الأنفاق إلتقتهم إيلاف، لكنه سيحد بنسبة كبيرة منها. وقال هؤلاء الشبان الذين يعملون في الحفر منذ فترة quot;نستخدم وسائل بسيطة جداً في حفر الأنفاق، لكننا نغامر بحياتنا لأننا نحفر بعمق كبير تحت الأرضquot;. ويقولون إذا استخدمت إسرائيل كافة التكنولوجيا التي تمتلكها، فإننا حتماً سنلجأ إلى أساليب أخرى تمكننا من الإستمرار في ذلك.

الأنفاق بين مصر وغزة، تدر أرباحاً هائلة، وتقدر بالملايين يومياً، والمستفيد الأول منها في الوقت الحالي هي حركة حماس بالدرجة الأولى، كونها تسيطر على قطاع غزة بالكامل منذ عام. وتعتبر دخلاً هاماً للمصادر المالية لدى حماس، كي تستطيع دفع ما عليها لعناصرها وموظفيها.

ويستفيد مالك النفق بالإضافة لدخول الأسلحة، بعض الأجهزة الكهربائية وقطع غيار الدراجات النارية التي دخلت قطاع غزة بكثافة بعد تفجير الجدار الفاصل الحدودي بين مصر وغزة في يناير الماضي، فضلاً عن تهريب أنواع السجائر المختلفة. يقول أحد مالكي نفق من تلك الأنفاق quot; نتفق مع التجار على دخول كل كيس يزن 50 كيلو بـ 300 دولار، ولا نتحكم في أنواع التهريب مهما كانت، إلا أنه قال لن أسمح بدخول المخدرات لغزةquot;

وتتهم إسرائيل مصر كلما سنحت الفرصة لها، بالتقاعس وغض البصر عما يجري على الحدود بينها وبين قطاع غزة، والسماح للمهربين بتزويد الفصائل الفلسطينية بالأسلحة، وهو ما نفته القيادة المصرية دوماً. ودمرت مصر عشرات الأنفاق بمجرد كشفها، إلا أن عشرات الأنفاق الأخرى لا زالت تعمل . ووصل منحني الاتهامات الإسرائيلية للقاهرة أعلاه في ديسمبر الماضي عندما ذكرت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ، في شهادتها أمام الكنيست، أن الفشل المصري في تأمين الحدود مع غزة يمثل معضلة خطيرة ستلقي بتداعياتها السلبية علي عملية السلام.

وكشف تقرير عن أن مسؤولين إسرائيليين أرسلوا للإدارة الأميركية شرائط فيديو تظهر أن قوات حرس الحدود المصرية ليس فقط تتجاهل عمليات التهريب، بل أنها كذلك تدعم المهربين وتساعدهم. وتهدد إسرائيل بين الفينة والأخرى بإعادة إحتلال الشريط الحدودي الذي يربط قطاع غزة بالأراضي المصرية. وإقترح بعض القادة الإسرائيليين حفر خندق عميق وملئه بماء البحر، إلا أن كافة الأطروحات لم تنجز بعد.