لندن، واشنطن: صرح الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أن المرشح الديموقراطي للإنتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما سيرتكب quot;أسوأ خطأquot; إذا إختار هيلاري كلينتون لمنصب نائب الرئيس. وقال كارتر في مقابلة مع صحيفة quot;الغارديانquot; نشرت مقاطع منها على موقعها على الانترنت ان اختيار كلينتون لمنصب نائب الرئيس سيكون quot;اسوأ خطأ يمكن ان يرتكب وسيقومان بذلك بجمع كل الجوانب السلبية للمرشحينquot;.

وقال الرئيس الديموقراطي الاسبق (1977-1981) انه كان سيقدم النصيحة نفسها لكلينتون لو انتصرت في الانتخابات التمهيدية. واوضح كارتر quot;اذا اضفنا الخمسين بالمئة الذين لا يريدون التصويت لكلينتون الى الذين لا يعتقدون ان اوباما ابيض بدرجة كافية او يتمتع بخبرة كافية او يحمل اسما يبدو عربيا، يمكننا ان نحصل على اسوأ نتيجة يحققاها معاquot;. واكد انه يؤيد quot;شخصا يمكنه التعويض عن نواقص اوباما من صغر سنه وافتقاده لخبرة طويلة في الشؤون العسكرية والدوليةquot;.

واوضح الرئيس الاميركي الاسبق انه يؤيد اختيار الرئيس السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ سام نون. وقال quot;سيكون مرشحي المفضل لكن هناك ديموقراطيين آخرين يتمتعون بالصفات نفسها التي يتسم بها نونquot;. وقالت quot;الغارديانquot; ان المقابلة مع كارتر اجريت قبل تأكيد حصول اوباما على عدد المندوبين الذي يؤهله للحصول على ترشيح الديموقراطيين للاقتراع الرئاسي.

تصريحات اوباما حول القدس تثير غضب الفلسطينيين

وقد اثارت تصريحات اوباما حول القدس الاربعاء غضب الفلسطينيين واربكت الحكومة الاميركية. وقال اوباما في اول خطاب بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية ان quot;القدس ستبقى عاصمة اسرائيل ويجب ان تبقى غير قابلة للتقسيمquot;. واكد اوباما الذي اتهمه خصمه الجمهوري جون ماكين بانه quot;مرشح حماسquot;، التزامه بالدولة العبرية امام لجنة الشؤون العامة الاميركية اليهودية (ايباك) اكبر منظمة مؤيدة لاسرائيل في الولايات المتحدة.

وقال quot;ليس هناك تهديد اكبر من ايران لاسرائيل وللسلام والاستقرار في المنطقةquot;، مؤكدا ان quot;التهديد الايراني خطير وحقيقي وهدفي سيكون ازالة هذا التهديدquot;. واضاف انه سيعسى اذا فاز في الانتخابات الرئاسية quot;الى اتباع سياسة حازمة ومبدئية مع الرئيس الايراني المناسب في المكان والزمان اللذين اختارهما اذا كان ذلك -- وفقط اذا كان ذلك -- يحقق تقدما لمصالح الولايات المتحدةquot;.

وبعد ان اكد انه quot;صديق حقيقيquot; لاسرائيل، عبر اوباما عن ارتياحه quot;للعلاقات التي لا يمكن تخريبهاquot; بين الولايات المتحدة واسرائيل، مدينا الذين ينكرون محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية او الذين لا يعترفون باسرائيل. واضاف quot;لا مكان على طاولة المفاوضات للمنظمات الارهابيةquot;، مؤكدا ان quot;امن اسرائيل مقدسquot;.

واثارت هذه التصريحات وخصوصا تلك المتعلقة بالقدس غضب الفلسطينيين. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ان quot;هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاquot;. واضاف ان quot;القدس هي احدى نقاط المفاوضات والكل يعرف تماما ان القدس الشرقية احتلت العام 1967 ولن نقبل بدولة دون القدس عاصمة لها. اعتقد ان الامر واضحquot;.

من جهته، صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يزور واشنطن ان خطاب اوباما quot;مؤثر جداquot;. وقال انه quot;خطاب مؤثر وكلماته حول القدس مؤثرة جداquot;. الا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض التعليق على تأكيد اوباما ان القدس ستبقى عاصمة موحدة لاسرائيل. وقال quot;بالتأكيد، اذا انتخب اوباما سنناقش معه كل القضايا اذا اثارها وعندما يثيرهاquot;.

من جهته، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك بان واشنطن ترى انه يعود للطرفين الاسرائيلي والفلسطيني تسوية مسألة الوضع النهائي للقدس. وقال ان quot;مسألة الحدود وحق العودة وسلسلة من القضايا السياسية الحساسة والمهمة يجب ان تسوى من قبل الطرفينquot;. وقد احتلت اسرائيل القدس الشرقية في 1967.

وتبنى البرلمان الاسرائيلي في 30 تموز/يوليو 1980 quot;قانونا اساسياquot; يؤكد ان القدس quot;عاصمة موحدة وابدية لاسرائيلquot;، لكن الاسرة الدولية لم تعترف باجراء الضم هذا. ويطمح الفلسطينيون الى جعل القدس الشرقية التي يعيش فيها 250 الف فلسطيني، عاصمة لدولتهم المقبلة في اطار تسوية دائمة للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

وانتقدت حركة حماس التي سيطرت العام الماضي على قطاع غزة، خطاب المرشح الديموقراطي معتبرة انه دليل على quot;العداءquot; للعرب والمسلمين والشراكة في quot;العدوانquot; الاسرائيلي على الفلسطينيين. وقال سامي ابو زهري المتحدث الرسمي باسم حماس quot;نحن نعتبر تصريحات اوباما دليلا على عداء الادارة الاميركية للعرب والمسلمين وانها شريك في العدوان الاسرائيلي على شعبنا الفلسطينيquot;.

كما دان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، في تصريح خطاب اوباما حول القدس، معتبرا انه quot;يعرض للخطر فرص التوصل الى سلامquot;. واخيرا، انتقد فريق المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية جون ماكين الاربعاء خطاب اوباما معتبرا انه قدم quot;خيارا خاطئاquot; وquot;حقائق غريبةquot;.

وقال راندي شونمان كبير مستشاري ماكين لشؤون السياسة الخارجية ان quot;السناتور اوباما قدم في خطابه حقائق غريبة بدلا من الواقع، بقوله ان وجود القوات الاميركية في العراق عزز قوة ايرانquot;.

واضاف ان quot;اوباما يقدم فعليا خيارا خاطئا اليوم بقوله ان الدبلوماسية المجدية الوحيدة تكون مع القادة الايرانيينquot;. وتابع مستشار المرشح الجمهوري ان quot;السناتور ماكين لديه وجهة نظر مختلفة تماما اذ يرى ان الدبلوماسية التي ينبغي انتهاجها تكون مع حلفائناquot;.

الديمقراطيون والجمهوريون

إقتصاد أميركي متراجع وأسعار قياسية للبنزين وحرب لا تتمتع بتأييد ورئيس جمهوري لا يحظى بشعبية كل هذا يزيد من فرص فوز اوباما في نوفمبر تشرين الثاني.. اليس كذلك.. او من وجهة نظر مرشح الحزب الجمهوري جون مكين هل الأمريكيون مستعدون لتسليم البيت الابيض لعضو مجلس شيوخ في اول ولاية له لم يختبر بعد في وقت حرب ويواجه تحديات كبرى في الداخل والخارج..

يعتقد محللون سياسيون أن امام الديمقراطيين أفضل فرصة تسنح لهم منذ سنوات لاقتناص البيت الابيض من الجمهوريين قائلين ان مجموعة من العوامل ترجح فوز اوباما على مكين. وقالت ليندا فلاور استاذ العلوم السياسية بكلية دارتموث في نيوهامبشير quot;انها الانتخابات التي سيخسرونها.quot;

لكن الجمهوريين يجدون في مكين بطل الحرب لديهم المرشح الاقوى ويعتقدون أنه مع بعض الحظ ومن خلال استقطاب الناخبين المستقلين قد يستطيعون التغلب على الصعاب وتوصيله إلى البيت الابيض. وقال ويت ايريس مسؤول استطلاع الرأي بالحزب الجمهوري quot;انه يفوز من خلال توجيه خطاب للبلاد يحمل حلولا ويلقى قبولا لدى المستقلين على وجه الخصوص بالاضافة إلى الجمهوريين.quot;

ويخوض اوباما الذي سيصبح في حالة فوزه أول رئيس اسود للولايات المتحدة الأميركية معركة الانتخابات الرئاسية كمرشح مفضل بين الناخبين الذين انقسموا بالتساوي في اخر مرتين أجريت فيهما الانتخابات الرئاسية. وأظهرت استطلاعات للرأي تقدمه على مكين قبل أن يحسم ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية لصالحه يوم الثلاثاء ويعتقد مساعدون لمكين أنه سيحصل على دفعة من خلال فوزه.

لكن اوباما لديه بعض المناطق الضعيفة التي سيحاول الجمهوريون استغلالها. وأظهرت هزيمة كلينتون لاوباما في ولايات مثل اوهايو وبنسلفانيا ووست فرجينيا أن على أوباما بذل مزيد من الجهد لاقناع الناخبين البيض من الطبقة العاملة بالادلاء بأصواتهم له. وتشير حملته إلى أن الأميركيين من سكان البلدات الصغيرة ليسوا quot;ليني العريكةquot; ومتمسكون بالسلاح والدين إلى جانب ارتباطه بالقس جيريمايا رايت المعروف بمواعظه المشحونة بالعبارات العنصرية وهو ما يمكن أن يؤخذ عليه بالرغم من محاولة اوباما اخلاء مسؤوليته من خلال استقالته عن كنيسة رايت.

وقالت ليز تشاديرون واضعة الاستراتيجيات بالحزب الديمقراطي quot;الاساس هو أن الريح وراء اوباما.quot; واستطردت quot;عليه أن يعكس القيم التي تحظى باجماع عام في أميركا. ما زال عليه التواصل. لا يمكن أن يتعرض لمزيد من التعليقات اللاذعة. لا يمكن أن يتعرض لمزيد من التعليقات النخبوية.quot;

ويعتقد الديمقراطيون أن اوباما سيفوز من خلال الولايات التي فاز بأصواتها مرشح الحزب الديمقراطي جون كيري عام 2004 والحصول على بعض الولايات المتأرجحة الملائمة تماما مثل اوهايو او فلوريدا التي لم يفز بها الديمقراطيون منذ أربع سنوات مضت.

ويشعر الكثير من الجمهوريين بحساسية شديدة بشأن احتمال خسارة المزيد من المقاعد في الكونجرس بعد أن فقدوا الاغلبية في الكونجرس الاميركي عام 2006 لان الديمقراطيين فازوا في ثلاث جولات انتخابية خاصة لملء مقاعد جمهورية شاغرة. ويعتقد خبراء سياسيون أن الجمهوريين انتهى بهم المطاف مع أفضل مرشح محتمل لأن لمكين سجل اكثر وسطية وأظهر قدرة على التواصل للعمل مع الديمقراطيين.

لكن نجاح مكين المؤيد للسياسة الأمريكية الحالية في العراق قد يعتمد على عوامل خارجة عن سيطرته مثل ما اذا اختفت اخبار حرب العراق من على الصفحات الاولى للصحف وما اذا حسن الأمريكيون رأيهم عن الرئيس الأميركي جورج بوش الذي تبلغ نسبة التأييد له 30 في المئة. وقال لاري ساباتو استاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا quot; سيحتاج مكين حظا وافرا من عدة جهات مختلفة.quot; وأضاف quot;يحتاج إلى أن تهدأ الامور في العراق وأن يتحسن الاقتصاد وأن يحصل بوش على نسبة تتجاوز 40 في المئة في استطلاعات الرأي الجماهيرية.quot; ومضي يقول quot;هذا صعب.quot;

وقال واضع الاستراتيجيات بالحزب الجمهوري سكوت ريد ان حديث مكين عن قضايا تهم الناخبين المستقلين مثل الاحتباس الحراري يمثل بداية جيدة وان على مرشحي الحزب الجمهوري للكونجرس أن يعيروه انتباههم. ومضى يقول quot;الجمهوريون يستطيعون وسوف يفوزون في نوفمبر من خلال تمسكهم بمكين وأجندته الاصلاحية. أي شيء أقل من أجندة جريئة تتطلع إلى المستقبل سيمنى بالفشل لان المناخ السياسي سيء.quot;