مفاوضات سرية لمنحها وضعًا أشبه بالعضوية
الإتحاد الأوروبي غير مستعد لتطويرعلاقاته مع اسرائيل
بروكسل: قال دبلوماسيون من الإتحاد الأوروبي يوم الأربعاء، إن من غير المرجح ان يوافق الاتحاد على أي تطوير واسع النطاق للعلاقات مع اسرائيل في اجتماع مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني يوم الاثنين المقبل. وسعت اسرائيل إلى إصدار إعلان مشترك في المحادثات التي ستجرى في لوكسمبورج بشأن النهوض بالعلاقات ومنح اسرائيل التي تفخر بإقتصادها المعتمد على التقنية المتقدمة مزيدًا من فرص الوصول الى اسواق الاتحاد الاوروبي ووكالاته وبرامج الانفاق الخاصة به. وقال دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي quot; هذا لن يحدث، ومن بين اسباب ذلك انه ليست هناك رغبة كبيرة في هذه المرحلة بين الدول الاعضاء في ظل عدم اليقين الذي يحيط بالوضع في اسرائيل ومحيطها المباشر... كذلك لم يتوفر وقت كاف للاتفاق بين الدول السبع والعشرين (أعضاء الاتحاد الاوروبي)quot;.
وارسل الاسرائيليون مذكرة الى الاتحاد الاوروبي العام الماضي يقترحون فيها طائفة واسعة من أشكال التطوير الممكنة للعلاقات من بينها عقد اجتماعات قمة دورية بين زعماء اسرائيل والاتحاد الاوروبي واجتماعات مع وزراء القطاعات في الاتحاد الاوروبي. ويضاف هذا الى الاجتماع السنوي الوحيد على مستوى وزراء الخارجية. وقال مسؤول اسرائيلي quot;نود ان نرى بادرة سياسية مؤيدة لتطوير علاقاتناquot;.
وكتب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض رسالةالى بروكسل الشهر الماضي يحث الاتحاد الاوروبي على عدم تطوير العلاقات مع اسرائيل التي اتهمها quot; بالتجاهل الصارخquot; للحقوق الفلسطينية من خلال مواصلة بناء مستوطنات. وقال دبلوماسيون إن مصر سعت ايضًا لاثناء الاتحاد الاوروبي عن تعزيز العلاقات مع اسرائيل في وقت لا يتحقق فيه تقدم يذكر في عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال دبلوماسي أوروبي اخر إن الاتحاد الذي يضم 27 دولة يحاول التوصل الى توازن صحيح. واضاف quot;ما نحاول فعله هو... تعزيز المشاركة مع اسرائيل لكن يتعين علينا أن نأخذ في الحسبان كل محددات الوضعquot;.
وارسل عضو شيوعي بارز في البرلمان الاوروبي خطابًا مفتوحًا الى كل من خافيير سولانا المنسق الأعلى لسياسة الأمن والدفاع وجوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية والرئيس الفرنسي نيكولا سركوزي الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي في يوليو/تموز القادم، ويستعد لإعلان تأسيس الاتحاد من أجل المتوسط وهو المشروع المثير للجدل بين دول الشراكة الأوروبية المتوسطية ولم تتضح معالمه بعد.
وقال فرانسيس وورتز في رسالته إن هذه المفاوضات السرية مستمرة منذ عام بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لا لتحريك عملية السلام بل لبحث طلب من إسرائيل للحصول على الحقوق الفعلية لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وتضيف الرسالة أن إسرائيل لا تطلب شيئًا أقل من المشاركة على جميع المستويات في كل اجتماعات الاتحاد الأوروبي حول قضايا الحوار الأمني والاستراتيجي، وفي أنشطة الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة ومناقشات مجلس الوزراء الأوروبي حول الدول العربية، واجتماعاته الخاصة بقضايا الاقتصاد والشؤون المالية والطاقة والبيئة والمواصلات والإعلام والشباب والتعليم العالي، كما تطلب تشكيل هيكل برلماني أوروبي ـ إسرائيلي مشترك.
ويوضح البرلماني الأوروبي في رسالته التي أرسلت إلى الصحافيين أن لديه معلومات عن أن المفاوضات ترجع إلى الخامس من مارس / آذار من العام الماضي وأن مجموعة خبراء ناقشت الموضوع في الرابع من يونية / حزيران عام 2007 ثم في التاسع من أكتوبر / تشرين الأول لإعداد الإعلان المشترك الذي يصدر عن مجلس الوزراء حول هذا الموضوع. ويبدي رئيس كتلة اليسار الموحد ـ وهي رابع كتلة من حيث الثقل السياسي في البرلمان الأوروبي ـ استغرابه من quot; أن كل هذا قد تم في السر ودون إبلاغ البرلمان ولو بأقل المعلومات quot;. ويطالب بإمداده بمعلومات موثقة عن هذه القضية الحساسة. وقال مسؤول من الاتحاد الاوروبي عندما سئل عن خطاب وورتز إنه لن يتقرر شيء محدد في اجتماع اسرائيل مع الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورج يوم الاثنين.
التعليقات