محمود العوضي من دبي: موضوع الهوية الوطنية في مجتمع الامارات يقلق الكثير من الباحثين والمهتمين من ابناء الشعب الإماراتي، وقد ركزت أيضا عليه بعض وسائل الإعلام المحلية بشكل غير معهود في الفترات السابقة، مما أضفى زخما غير مسبوق على مسألة الهوية الوطنية وضرورة الحفاظ عليها في مجتمع تبدو التركيبة السكانية فيه مقلقة للغاية ، وهو امر تناوله مضمون خطاب نائب رئيس الدولة في إستراتيجة الحكومة الإتحادية، وقبل ذلك، في استراتجية دبي المحلية.

وقد أكدت الكاتبة والاعلامية عائشة ابراهيم سلطان خلال مداخلة لبرنامج quot;الرابعة والناسquot; على قناة الرابعة في عجمان الذي يعده ويقدمه الاعلامي أبوراشد قبل ظهراليوم ، ان هذه المشكلة تطال صميم الوجود الاماراتي معتبرة ان القضية قضية وجود بالدرجة الاولى، وينبغي ان يتكلمم عنها جميع ابناء الشعب ، وانه من غير المقبول السكوت عنها بحال من الأحوال، لأنها مشكلة مستفحلة وتحتاج الى حلول وهي مقلقة في ظل التنامي المتزايد للعمالة الوافدة .

وانتقدت سلطان بشدة اهمال بعض المواطنين لقضاياهم الوجودية ولأبجديات الحفاظ على الهوية، حيث ركزت على دور الأسرة التي أمسى دور الام والاب فيها مغيب بالكامل، وان معظم اطفال المواطنين يعيشون في أحضان الخادمات مما أدى الى وجود شريحة لا تعرف لغتها العربية الأم، وان ذلك يعد تدهورا وخطا احمر كون اللغة هي المعلم الاول للهوية .

وشرحت الاوضاع الاسرية متهمة المواطنين الذين تخلّوا عن أدوارهم معتمدين على ما أسمته quot; نظرية البديل quot;، حيث الخادمة امست بديلا عن الزوجة والام، والسائق اضحى بديلا عن الاب !

وقد عرضت لأوضاع الأطفال الذين يمضون اوقاتهم دون رعاية امام شاشات التلفزة واجهزة الكومبيوتر، مع ما يهدد ذلك ثقافتهم وانسلاخهم عن هويتهم العربية وانتمائهم .

من جهة اخرى فقد اشارت الى المشاكل الكثيرة الاخلاقية التي يحدثها خدم المنازل في ظل غياب الخلفية الثقافية الجيدة، وطالبت الأستاذة عائشة بضرورة وجود حركة اجتماعية تساهم في تنمية الوعي لدى الاسر .

واعتبرت ان هذه المشكلة تهم كل انسان اماراتي وقد ساهم الجميع فيها بدرجات متفاوتة، وتساءلت هل يمكن ان أبيع أمني وان أبيع هويتي ؟؟ والى اين يتجه المجتمع ؟ في ظل تكاثر العمالة الرخيصة ؟

واشارت الى انه من منطلق الحرص على مستقبل اجيالنا علينا تحمل مسؤولية مشتركة وهو واجب وطني تجاه التركيبة السكانية وما ينجم عنها .

وقد عددت بعض القضايا المؤثرة على الهوية دون ان تدخل في تفاصيلها ومنها موضوع النمو والتنمية، والموضوع العقاري ، محذرة من خطر فوضى التأشيرات.