باريس: ينتظر وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مساء السبت الى اسرائيل لاجراء محادثات جديدة مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين بهدف اعطاء دفع لمحادثات السلام المحتضرة. ومن المتوقع ان تغادر الوزيرة الاميركية بعد الظهر باريس حيث شاركت في مؤتمر للجهات المانحة لافغانستان ورافقت الرئيس جورج بوش في لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين.

وستجري رايس الاحد محادثات مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك قبل التوجه الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما من المقرر ان تترأس اجتماعين ثلاثيين، احدهما مع ليفني ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض مع اسرائيل احمد قريع، والاخر مع باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.

وهذه الزيارة الجديدة الى المنطقة هي السابعة منذ مؤتمر انابوليس الذي اعاد اطلاق عملية السلام على المسار الاسرائيلي الفلسطيني المفترض ان تؤدي الى اتفاق قبل نهاية العام. وهي تأتي في وقت تبدو فيه فرص التوصل الى اتفاق سلام بعيدة المنال خصوصا بسبب الازمة السياسية في اسرائيل حيث تمارس ضغوطا على رئيس الوزراء ايهود اولمرت للاستقالة بعد ورود اسمه في قضية فساد جديدة.

واكد باراك الذي يترأس حزب العمل الخميس ان حزبه سيصوت من اجل حل البرلمان في 25 حزيران/يونيو ان لم يقم حزب كاديما الذي ينتمي اليه اولمرت باختيار رئيس وزراء جديد قبل ذلك الحين. وستجتمع لجنة مكلفة الشؤون الداخلية لحزب كاديما الاثنين لمناقشة تحديد موعد محتمل لاجراء انتخابات مبكرة فيما تنتهي الولاية التشريعية الحالية مبدئيا اواخر العام 2010.

وبالرغم من كل شيء اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة ان التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط امر quot;ممكنquot; في 2008، اذا برهنت الاطراف عن quot;حسن القيادة والشجاعةquot;. وفي الوقت نفسه وافقت لجنة اسرائيلية للتخطيط المدني على مشروع لبناء 1300 وحدة سكنية في حي استيطاني بالقدس الشرقية المحتلة.

وهو من مشاريع البناء الاكثر طموحا في الاحياء الاستيطانية في القدس الشرقية التي احتلتها الدولة العبرية واعلنت ضمها في 1967. واثر ذلك اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اسرائيل بالسعي الى تدمير عملية السلام. ودعا المجتمع الدولي لارغام اسرائيل على وقف الاستيطان ان اراد اعطاء فرصة لمفاوضات السلام.

ويعتبر الفلسطينيون الذين يتطلعون الى قيام دولتهم المقبلة مع جعل القدس الشرقية عاصمتها، ان الاستيطان الاسرائيلي هو العقبة الرئيسية على طريق السلام. واقر شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية بان الاعلانات المتكررة عن مشاريع بناء مساكن جديدة في احياء استيطانية في القدس الشرقية quot;لن تحسن الاجواء بين الاسرائيليين والفلسطينيينquot;.

واوضح ماكورماك quot;موقفنا من الاستيطان الاسرائيلي وضرورة ان يحترم الاسرائيليون التزاماتهم بموجب +خارطة الطريق+ واضحquot;، في اشارة الى خطة السلام الدولية التي تنص خصوصا على وقف الاستيطان الاسرائيلي والتي بقيت حبرا على ورق منذ 2001.

ومن المنتظر ان تبقى مسالة الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية على جدول اعمال المحادثات التي ستجريها رايس في المنطقة. وكانت رايس كلفت اثناء زيارتها الاخيرة الشهر الماضي الدبلوماسيين الاميركيين في اسرائيل بالسهر على التغيير quot;النوعيquot; الذي يمثله رفع الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية بالنسبة لحياة الفلسطينيين.