القاهرة: نفى وزير الدفاع السودانى الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين هنا اليوم ما تردد عن ضلوع ايران فى الهجوم الاخير على مدينة أم درمان السودانية قائلا quot; اننا لم نجد حتى الان بصمات لايران فى هذه القضية أو مستندات تدل على ذلكquot;.

واعتبر فى رده على أسئلة الصحافيين عقب اجتماعه هنا الى الرئيس المصري حسنى مبارك quot; أن تشاد كانت معبرا وواجهة لدول اقليمية ودولية دفعت بهذه القوات الى السودان حتى وصلت الى أم درمانquot;.

وقالquot; أن سبب اشارته لضلوع قوى اقليمية ودولية فى الهجوم على أم درمان انما يرجع لحقيقة أن الهجوم وبالشكل المكثف الذى تم به انما يتجاوز امكانيات تشاد وحدها quot; مضيفا quot; ان تكلفه الهجوم تقدر بحوالى مائة مليون دولارquot;.
واشار كذلك الى أن نوعية الاسلحة والمعدات المستخدمة فى الهجوم بما فيها مضادات الطائرات والصواريخ تؤكد ضلوع قوى دولية واقليمية quot; خاصة فى ظل توجيه هذه القوات المهاجمة عبر الاقمار الصناعيةquot;.

واعتبر quot; أن بعض القوى الحزبية السودانية الداخلية لم يحددها - قد شاركت أيضا فى هذه العملية quot; كما رأى أن quot;الصهيونية العالمية وقوى أخرى قد ساهمت فى هذا الاعتداء لان هذه ليست هى المحاولة الاولى التى تتم من جانب تلك القوى لاسقاط النظام فى السودانquot;.

وحول تهديدات حركة (العدل والمساواة) المتمردة فى دارفور بمعاودة الهجوم على مواقع سودانية اعتبر وزير الدفاع السودانىquot; ان هذه الحركة قد دمرت تماما ولن تقف على قدميها من جديد الا اذا تلقت دعما خارجيا كبيرا لبنائها من جديدquot;.
وقالquot; أنه ليس هناك أى منطقة أو قرية فى دارفور يمكن القول أنها تحت سيطرة المتمردين quot; مؤكدا quot; أن دارفور آمنة الان فى معظمهاquot;.

وعما اذا كان هناك تواجد لتنظيم القاعدة فى السودان قال وزير الدفاع السودانىquot; ليس هناك تواجد عسكرى للقاعدة فى السودان ولكن قد يكون هناك تواجد فكري لفئة محدودة quot; محذرا quot; من أنه فى حالة زعزعة الامن والاستقرار فى دارفور فان هذا يمكن أن يوفر مناخا مواتيا للقاعدة خاصة فى دارفور التى لها حدود مفتوحة على عدة دول بالمنطقة quot;.

وعن مخاوف البعض مما يمكن أن يترتب على اقامة بعض السدود فى اثيوبيا بالتعاون مع اسرائيل والولايات المتحدة أكد وزير الدفاع السودانى أهمية حصة مصر والسودان من المياه لافتا الى أنه لا يمكن لأى سدود تقام فى اثيوبيا أن تمنع المياه عن مصر بحكم الطبيعة الجغرافية.
وأشار الى عدم امكانية تخزين هذه المياه التى تنحدر من الهضاب والمرتفعات الاثيوبية الى سهول منخفضة فى السودان ومنها الى مصر موضحا أن الهدف من اقامة السدود فى اثيوبيا هو انتاج الكهرباء.
واعتبر الوزير السودانى أن اهتمام اسرائيل بالسودان يرجع أساسا الى اهتمامها بموضوع المياه بشكل عام.

من جانب اخر أوضح الوزير السودانى أن الرسالة التى تلقاها الرئيس المصرى من الرئيس السودانى عمر البشير تتعلق بعدد من الموضوعات المهمة فى مقدمتها مشاركة مصر فى القوات الدولية الافريقية المختلطة لحفظ السلام فى دارفور (يونيميد).
وذكر أن الرسالة تتناول كذلك آخر المستجدات بالنسبة لقضايا العلاقات بين السودان وتشاد وقضايا دعم الاستثمار الزراعى المصرى والعربى فى السودان والوضع بعد التوصل لاتفاق أبيى بين حكومتى الشمال والجنوب فى السودان.

وشدد فى الوقت نفسه على أهمية وحيوية الدور المصرى فى القوات الدولية الافريقية المختلطة ورغبه السودان فى مشاركة وحدات من الشرطة المصرية فى هذه العملية موضحا ان الخرطوم تقدر تماما أهمية مشاركة مصر فى القوات المختلطة فى دارفور.
واشار الى أن اللقاء تناول ايضا مشروعات الامن الغذائى وأهمية أن يكون للسودان دور بهذا الشأن مؤكدا أهمية هذه المشروعات سواء بالنسبة للسودان أو لمصر أو للامة العربية ككل وأهمية الدور المصرى بهذا الخصوص.
كما أكد وزير الدفاع السودانى أهمية مجمل التعاون بين مصر والسودان فى المجال العسكرى خاصة مجالات التدريب والتأهيل مشيرا الى أن هناك بالفعل بروتوكولا مشتركا للتدريب والتأهيل العسكرى بين الجانبين
قوة مشتركة من الشمال والجنوب تنتشر في ابيي الاثنين
من جهة ثانية اعلنت الامم المتحدة الاحد ان قوة مشتركة من الجيش السوداني ومن قوات المتمردين الجنوبيين السابقين ستبدأ الانتشار الاثنين في منطقة ابيي المتنازع عليها بين الطرفين.
وقال الناطق باسم الامم المتحدة في الخرطوم بريان كيلي لوكالة فرانس برس ان القوة المشتركة ستبدا انتشارها الاثنين تنفيذا لخارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها قبل اسبوع لتسوية مشكلة ابيي.
واكد ان quot;هذه الخطوة التي تتفق مع النقطة الاولى في خارطة الطريق وهي نشر قوات مشتركة سوف تبدا غداquot;.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الاول رئيس الحكومة الجنوبي سالفا كير وقعا في الثامن من حزيران/يونيو الجاري اتفاقا لتسوية مشكلة ابيي ينص على ترتيبات امنية مشتركة وعودة عشرات الالاف من النازحين الذين فروا بسبب المعارك العنيفة التي شهدتها المنطقة اخيرا، كما يتضمن ترتيبات مؤقتة لادارتها الى جانب ترتيبات الحل النهائي للنزاع عن طريق هيئة تحكيم دولية.
ويقضي اتفاق السلام الموقع العام 2005 والذي انهى حربا اهلية دامت 21 عاما بين الشمال والجنوب، بان يتحدد مصير ابيي في استفتاء شعبي يجرى في 2011.