توقف الأشغال مؤقتا وأنباء عن تمديده إلى الثلاثاء
مؤتمر الاتحاد الإشتراكي بالمغرب يعيش لحظات عصيبة

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: عملت إيلاف من مصادر حزبية مطلعة بالمغرب أن المؤتمر الثامن للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنعقد ببوزنيقة يعيش لحظات صعبة، إثر تصاعد احتجاجات المؤتمرين، ما أدى إلى توقف الأشغال مؤقتا، في وقت تشير مصادر اتحادية إلى احتمال تمديد عمر المؤتمر يومين إضافيين، بعد أن كان مقررا انتهاءه، أمس الأحد. وذكرت المصادر أن المؤتمرين رفعوا شعارات تطالب بالإنسحاب من الحكومة والتصعيد، قبل أن يحتلوا المنصة ما دفع الرئاسة إلى الإنسحاب، في حين لوحظ غياب كل من وزير العدل عبد الواحد الراضي وعضو المكتب السياسي إدريس لشكر ولحبيب الملكي وزير التعليم السابق.

وطالب المحتجون بانتخاب رئاسة جديدة بدل الموجودة حاليا، في وقت بدأت فيه quot;هجرة اللوائحquot;، إذ انضم وزير التشغيل جمال أغماني على لائحة وزير العدل عبد الواحد الراضي، فيما تروج أنباء عن ظهور لوائح أخرى جديدة. وما زالت محاولات التهدئة مستمرة حتى لا يبقى المؤتمر خارج السيطرة، وتستأنف الأشغال التي مازالت متوقفة، حتى بعد ظهر اليوم. ويشترط حصول الفائز على أزيد من 30 في المائة من الأصوات من أصل 50 في المائة من مقاعد المكتب السياسي زائد مقعد واحد، كما جرت إضافة 5 في المائة كوتا للنساء.

ولم يحسم لحد الآن في نقطة فرز عدد المؤتمرين الذي يصل عددهم إلى 1362، كما ظلت مجموعة من النقاط التنظيمية عالقة. ويحظى الراضي، الذي أعلن استعداده لمغادرة وزارة العدل بعد فوزه بالمنصب الحزبي، بدعم الاتحاديين quot;الأصليينquot;، وquot;المندمجينquot;، الذين قرروا في اجتماع لهم دعم لائحة عبد الواحد.

كما قرر quot;المندمجونquot;، الذين انضموا للاتحاد أخيرا بعدما انشقوا عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يساري)، ترشيح ثلاثة من قيادييهم لعضوية المكتب السياسي، في إطار لائحة وزير العدل. وتتزايد التخوفات من أن يشهد المؤتمر لحظات ساخنة جديدة، قد تعصف بالمؤتمر والحزب، وتخلف انشقاقا رابعا، بعد انشقاق رفاق الشهداء، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في 8 مايو (أيار) 1983.

وأصدر تيار quot;الاشتراكيون الجددquot; بلاغًا أكد فيه quot; تغييب أي نقاش حقيقي حول الخط السياسي، وعدم تقديم أي واحد من المرشحين لموقف واضح، بما يعكس الانتظارات الحقيقية للمناضلين ويتجاوب مع هموم المواطنين، خاصة على مستوى المسألة الاجتماعيةquot;، معلنين عدم استعدادهم لمساندة أي واحد من المرشحين المتنافسين الحاليين.

كما أكدوا في البلاغ، الذي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه، استمرارهم quot;في الدفاع عن قناعاتنا سواء من داخل المؤتمر أو عبر مختلف الهيئات الحزبية الأخرى، وحرصنا، بجانب باقي المناضلين، على المساهمة في إنجاح المؤتمر الثامن والحفاظ على وحدة الحزبquot;. وهناك ثلاثة لوائح تتنافس حاليا على مقعد الكاتب الأول، خلفا لمحمد اليازغي الذي قدم استقالاته بعد تصاعد حدة الضغوطات والانتقادات الموجهة إليه، إثر عدم تدبيره بشكل جيد المشاورات حول الحقائب الوزارية عند تشكيل الحكومة، إلى جانب أسباب أخرى داخلية.

ويقود هذه اللوائح فتح الله ولعلو، وزير المالية السابق، ولحبيب المالكي، وزير التعليم السابق، أما اللائحة الثالثة فيرأسها عبد الواحد الراضي، وزير العدل الحالي. من جهة أخرى، أعلنت مجموعة quot;إعادة بناء الاتحاد الاشتراكيquot; سحب ترشيح علي بوعبيد، نجل زعيم الحزب الراحل عبد الرحيم بوعبيد، للأمانة العامة للحزب. وتلقى الاتحاد الاشتراكي صفعة قوية في استحقاقات 7 أيلول (سبتمبر) الماضي، إذ كان من أكبر الخاسرين في هذه الاستحقاقات بعد احتلاله المرتبة الخامسة بـ 38 مقعدًا، فيما كان قد فاز بالمرتبة الأولى في انتخابات 2002، وهو تراجع فتح الأبواب على مصراعيها لدخول الحزب في أزمة صعبة.