لإيجاد حلول للتحديات الاقتصادية والثقافية
الحائزون على جائزة نوبل يجتمعون في البتراء الأردنية غدا

رانيا تادرس من عمان: بعيدا من السياسة يجتمع علماء وحكماء العالم غدا في مدنية البتراء الوردية إحدى عجائب الدنيا السبع للمرة الرابعة سعيا منهم لإيجاد حلول للتحديات الاقتصادية والثقافية . والذي يعقد تحت رعاية العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وتستمر فعالياته حتى التاسع عشر من الشهر الحالي. حيث يلقي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خطابا بالافتتاح بالإضافة إلى كلمة إلى رئيس مؤسسة أيلي ويزل، إلى جانب تقديم إيجاز حول صندوق دعم المشاريع العلمية في الشرق الأوسط.ستناقش جلسات المؤتمر ستة محاور الاقتصادية والسياحية وتلك المتعلقة بالطاقة والتنمية والشباب والعلوم والتكنولوجيا، بمشاركة أكثر من (280) مشاركا من مختلف دول العالم من بينهم (30) من الحائزين على جائزة نوبل. ويأتي انعقاد المؤتمر الذي انطلق في العام 2005 بمبادرة من العاهل الأردني وفق رؤية ملكية، تقديرا للدور والجهود الكبيرة التي قام بها الفائزون بالجائزة لتخفيف معاناة الشعوب ولتمكين أصحاب العقول النيرة من تبادل الآراء والأفكار حول التحديات التي تواجه المجتمع الإنساني لمجابهتها وإيجاد الحلول الناجعة لها.
وقال الناطق الرسمي باسم المؤتمر مدير عام صندوق الملك عبدالله للتنمية طارق عوض لquot;ايلاف quot;إن المؤتمر سيشهد في افتتاحه الإعلان عن الانطلاقة الفعلية لصندوق دعم المشاريع العلمية في الشرق الأوسط، والذي يسعى إلى نشر وترسيخ التعاون العلمي بين المؤسسات الأكاديمية في دول الشرق الأوسط.
واضاف ان quot; المؤتمر طابعه اقتصادي ثقافي وعلمي ، بعيدا من السياسة، لينسجم مع متطلبات التنمية في المنطقة، لافتا إلى أنه (المؤتمر) في نسخته الرابعة سيكون الأرضية المناسبة لحدث أردني عالمي متخصص في المجالات العلمية والاقتصادية والثقافية. ويسعى المؤتمر، الذي ينظمه صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بالتعاون مع مؤسسة أيلي ويزل للأعمال الإنسانية ، إلى الاستفادة من الخبراء والعلماء والقيادات الفكرية من الحائزين على جائزة نوبل للوصول إلى أفكار وتوصيات استرشادية من خلال الاراء والأفكار التي تساعد في تخطي المشكلات العالمية والإقليمية والمحلية.
ويعتقد عوض أن المؤتمر من شأنه أن يطور العلاقات بين الإفراد والمؤسسات الأردنية مع نظرائهم من العالم للاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في مجالات حيوية تهم الأردن كالطاقة والتعليم والرعاية الصحية والإعلام والثقافة، فضلا على أنه يضع الأردن على خارطة السياحة العالمية، خاصة مدينة البتراء.
وتتعزز الأهداف من وجهة نظر عوض، عبر طبيعة المشاركة التي يبلغ حجمها لهذا العام (280) من مختلف أنحاء العالم من بينهم (50) شابا و(30) من الحائزين على جائزة نوبل بالإضافة إلى مؤسسات وأكاديميين ورؤساء جامعات، مشيرا إلى أن من المشاركين أيضا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس السنغالي عبدالله واد، رئيس قمة المؤتمر الإسلامي.
بالاضافة إلى أن نسبة المشاركة الأردنية تصل إلى ثلث مجموع المشاركين، وطبيعتها إذ سيكون للمشاركين دور كبير في الجلسات الحوارية عبر النقاشات وترؤس الجلسات.
وبين أن المشاركة المحلية تشتمل على مشاركة واسعة للأكاديميين ورؤساء الجامعات وقيادات إعلامية وقيادات شبابية ووزراء ومسؤولين في قطاعات مختلفة، وكذلك المشاركة العربية والإسلامية، إذ يشارك أكاديميون من مصر ودول المغرب العربي وعدد من القيادات الاقتصادية الشبابية.
وحول المحاور التي سيتناولها المؤتمر،بين عوض أنه على صعيد المحور الاقتصادي، سيبحث المؤتمرون سبل تغيير الوجهة الاقتصادية بقصد تجسير الهوة بين اقتصاديات الدول النامية واقتصاديات الدول المتقدمة، اما على صعيد الطاقة، فسيبحثون أثر التغيير المناخي والاحتباس الحراري على استخدامات الطاقة، وإمكانية استبدال النفط بمصادر بديلة أقل كلفة وأقل تأثيرا على البيئة، بالإضافة إلى أزمة المياه.
وعلى صعيد محور التنمية، قال عوض إن المؤتمرين سيركزون في مناقشاتهم على أشكال التحرك الفوري لمواجهة ارتفاع أسعار الغذاء ومواجهة الفقر والبطالة والجوع، إلى جانب كيفية الوصول إلى الإمكانات الحقيقية في الشرق الأوسط في هذا المجال.
ويشير عوض إلى أن المشاركة الشبابية ستكون متميزة وواسعة من خلال (50) شابا من مختلف دول المنطقة، بهدف تحفيزهم لأخذ دورهم الحقيقي في عمليات التنمية، مبينا أن محاور المشاركة الشبابية ستبحث في دور القطاعين العام والخاص في تأهيل وتدريب قوى عاملة شابة تتمتع بالمؤهلات الضرورية للدخول في أسواق العمل والنجاح فيه، وتعظيم دور مؤسسات البحث العلمي التي تساهم في تمكين الشباب.
أما محور العلوم والتكنولوجيا، فيسعى المشاركون إلى الوصول إلى المرافق العلمية وتعميم الخدمات التكنولوجية لتحقيق مبدأ العدالة في الوصول إليها وصيغ ومأسسة للتعاون الإقليمي والعالمي في مجال البحث العلمي، أما المحور الثقافي، فيناقش الظواهر الثقافية الحديثة لجهة إيجاد أدوات مؤثرة للاتصال والتصالح والتعايش. أما المحور،الأخير، الإعلام، فيبحث المؤتمرون الظروف المناسبة لجعل الإعلام أكثر موضوعية ومصداقية، وكذلك دور الانترنت في نشر الوعي وظاهرة الإعلام الجديد.
وحول أسس اختيار المشاركين الأردنيين، بين عوض أن الجهات المنظمة حرصت على دعوة مشاركين قادرين على التفاعل مع محاور المؤتمر والإسهام في إثراء مخرجاته، بالإضافة إلى شخصيات عامة ومسؤولة عن قطاعات ذات صلة بمحاور المؤتمر، إلى جانب مخاطبة الجامعات ومؤسسات مجتمع مدني لتسمية ممثلين عنها.
وأكد حرص الجهات المنظمة على توسيع وتنويع قاعدة المشاركين في المؤتمر.
وعن آليات وضع أجندة أعمال المؤتمر، أوضح أن وضع أجندة المؤتمر يتم بالتعاون والتنسيق بين الجهتين المنظمتين للمؤتمر وتتركز الأجندة على الموضوعات والقضايا العالمية والإقليمية والمحلية الملحة من الطبيعة التي تتناسب مع خلفيات وخبرات المشاركين، بالإضافة إلى الاستفادة من موضوعات السنوات السابقة، فتجري متابعة الموضوعات والقضايا وتطويرها والبناء عليها تحت عنوان أو من زواية مختلفة.
وفي رده على سؤال عن أسباب غياب التوصيات العملية للمؤتمر أشار إلى أنه في السنوات السابقة جاء معظم التوصيات في صيغة استئناسية واسترشادية تمثل رؤى وطموحات المشاركين واقتراحاتهم لتجاوز ومعالجة تحديات معينة تواجه المنطقة والإنسانية، وسبب ذلك الطبيعة الفكرية والعلمية للمؤتمر والمشاركين فيه.
إلا أنه أوضح ''مع تجذر التجربة ظهرت توصيات عملية قابلة للتنفيذ، والتقييم، تمثل منها في تأسيس صندوق دعم المشاريع العلمية، ومن المنتظر أن توضع توصيات هذا العام.
وعن مدى استفادة مجتمع البتراء من المؤتمر، بين ان الفائدة المباشرة للمجتمع هناك تتمثل في الحركة السياحية والاقتصادية التي تترتب على استضافة هذا المؤتمر ومنها اقامة الضيوف وحجوزات الفنادق الضرورية لهم وطعامهم ونشاطاتهم السياحية والترفيهية هذا من جانب.
من جانب أخر هنالك بعد سياحي، أيضا، إذ يوفر المؤتمر فرصة جيدة لوضع البتراء على خريطة السياحة العالمية، ومن يزورها هذا العام سيأتي في الأعوام المقبلة أو سيحث سائحا أخر لزيارتها في المستقبل، إلى جانب أن توصيات المؤتمر ونتائجه سيكون لها اثر على أهالي المجتمع المحلي هنالك وفي سائر أنحاء المملكة، خصوصا وأنها تتناول موضوعات ذات أولوية مثل التعليم والطاقة والتنمية.
وفيما اذا ستكون مرافق البتراء ومواقعها السياحية، مفتوحة للسياح من غير المشاركين خلال انعقاد المؤتمر أم منطقة مغلقة، أكد عوض أنها ستكون مفتوحة مشيرا إلى أن استقطاب السياح والمهتمين بالبتراء هو احد الأهداف التنموية للمؤتمر.
وقال ان أثار مدينة البتراء ومعالمها ستكون مفتوحة للسياح بحسب المواعيد وفترات الزيارة المقررة من الجهات الرسمية والمختصة، إلا أنه لفت إلى أن هنالك إجراءات تنظيمية مرتبطة بدخول وخروج المشاركين والضيوف إلى منطقة أعمال المؤتمر ومرافقة، وان هذه المنطقة بعيدة من منطقة الآثار.