خلف خلف ndash; إيلاف: بدأت الشرطة الإسرائيلية في التحقيق مع بوعز يونا مدير عام شركة حفتسيبا المتهم بالنصب والاحتيال والتغرير بقرابة 600 عائلة إسرائيلية، قبل أن يهرب إلى ايطاليا تحت جناح الظلام. ووسط صخب إعلامي وأمني وصلت أمس الرحلة رقم 382 إلى مطار تل أبيب من ميلانو وعلى متنها يونا، ومنعت الشرطة المواطنين الذين تجمهروا في المكان من الاعتداء على المتهم.

ونقلت صحيفة هآرتس عن أحد المواطنين، قوله: quot;جئت إلى هنا حتى انظر إلى هذا الوحش (الغول) وجها لوجه، ومثلما دفن ستمائة عائلة يتوجب دفنه هو أيضاquot;. وأوردت الصحف ووسائل الإعلام العبرية أقواله بصورة بارزة وكبيرة quot;الغولquot;؟ quot;حفار القبور؟quot;.

وتحاول الشرطة الإسرائيلية تسلم يونا من الأمن الايطالي منذ فترة طويلة، ورغم ذلك تشير جهات في الشرطة إن المتهم ليس مجرمًا خطيرًا، ولكن نوعية القضية المتهم بها، وهي الاحتيال كفيلة بات تثير ردود الفعل السلبية لدى الجمهور، وبخاصة الذين وقعوا ضحية لشركته وفقدوا بيوتهم.

وقد تم اصطحاب يونا من مطار تل أبيب إلى وحدة التحقيق القطرية في بيت يام، على أن يتم تمديد أمر اعتقاله يوم غد أمام محكمة الصلح في تل أبيب، كما ستستمر الاتصالات حول صفقة الإدعاء بين المحامي يائير غولان والنيابة العامة، وهي تجري منذ وقت طويل، ويجري الحديث عن السجن لمدة تتراوح بين 7- 8 سنوات، ودفع تعويضات مالية تصل إلى عدة ملايين من الشيكلات بناء على طلب النيابة، لكن بوعز لا يبدو مستعدا لدفعها.

ومن جانبه، اتهم جدعون ليفني في صحيفة هآرتس وهو كاتب مختص بقضايا حقوق الإنسان الإعلام الإسرائيلي بالتهويل بقضية يونا، وقال اليوم الأربعاء في مقال عنونه بـ quot;عدو الشعبquot;: quot;إظهار يونا كغول يؤدي إلى زيادة مبيعات الصحف وزيادة نسبة مشاهدة القنوات التلفزيونية مثل أي عمل تحريضي آخر من قبل وسائل الإعلامquot;.

وأضاف ليفي: quot;مظهر يونا وهو مقيد بالأغلال مصحوبا بعشرات عناصر الشرطة يخدم مصلحة الشرطة التي توصلت في آخر المطاف إلى انجاز تتفاخر به. تخيلوا يونا كغول توجه إليه الأضواء بينما لا يتحدث أحد عن الجهات الأخرى التي كانت مساهمة ومسؤولة عن انهيار شركة حفتسيفا وفقدان الشقق السكنية مثل البنوك التي كان عليها أن ترافق المشاريع. وليس أقل من ذلك إظهار يونا كغول ينسينا النهم الإسرائيلي المنفلت للبيوت الرخيصة حتى وان بنيت فوق أراض منهوبة مثل جزء كبير من شقق بوعز يونا التي كانت قضية حفتسيفا أحد ثمارها الفاسدة التي لم يكن مناص منهاquot;.