فيينا : حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم مما وصفها بمخاطر فشل مؤتمر انابوليس للسلام في الشرق الأوسط، واتفاق الدوحة بشأن تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان. وقال quot;إن متابعة سياسة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وبدون رد فعل دولي يشير إلى مصداقية الوعود والتعهدات الدولية التي أعطيت في مؤتمر أنابوليس، ومدى التواطؤ الذي سيؤدي إلى كوارث سياسية في المنطقة بدون شكquot;.

وأعرب موسى في الكلمة التي القاها في المؤتمر الدولي لإعادة بناء مخيم نهر البارد في شمال لبنان، والذي استضافته الحكومة النمساوية اليوم في فيينا بحضور ممثلين عن 75 دولة ومنظمة مانحة، عن اعتقاده بوجود quot;المخاطر الكبرىquot; التي تستهدف الاطاحة باتفاق الدوحة بشأن لبنان واتفاق التهدئة في غزة، والعمل على اقرار المصالحة في العراق .

واتهم موسى جهة لم يسمها بالاسم بقوله quot;نصطدم بقوة لا تهتم فعلاً بالاستقرار في الشرق الاوسط، ومع كل ذلك نجتمع اليوم وكلنا أمل بأن نتمكن من إزالة آثار هذه المأساة الإنسانية وتداعياتها القاسية على حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد وبقية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسورية والأردن وغيرهاquot;. وتساءل قائلاً quot;إلى متى ستستمر معاناة اللاجئين الفلسطينيين في ظل التعامل المريب والمثير لمشاعر الغضب مع جذور المأساة الفلسطينية والمتمثلة أساسا في استمرار موقف إسرائيل المتعنت وتعطيل الجهود المبذولة لإقرار التسوية النهائية والشاملة للنزاعquot; العربي الإسرائيلي.

ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن quot;إعادة بناء مخيم نهر البارد في شمالي لبنان والمناطق المحيطة به هي التزام إنساني وسياسي بالغ الأهمية، ويحمل في طياته الكثير من الأبعاد والدلالات المرتبطة بمعالجة مأساة اللاجئين الفلسطينيين المستمرة منذ ستة عقود نتيجة للاحتلال الإسرائيليquot;. وأشار إلى أن quot;اللاجئين الفلسطينيين من سكان مخيم نهر البارد البائس ذاقوا مرة أخرى مرارة وعذاب التشرد والتهجير القسري لتضاف إلى مأساة اقتلاعهم من أراضيهم في عام 48 مأساة جديدة لا تزال فصولها تتعاقب في ظل ما نشهده من تعثر بل انسداد أفق تحقيق السلام في المنطقة، والذي لن يتحقق دون حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وبالاستناد إلى قرارات الشرعيةquot; الدولية.

وأشاد موسى بحرص الحكومة اللبنانية على تهيئة ظروف أفضل اللاجئين الفلسطينيين، ونوّه بشجاعة الجيش اللبناني الذي قدم الكثير من التضحيات لإنقاذ لبنان ومخيم نهر البارد من شرور من وصفهم بـ quot;العصابات التي اتخذت من هذا المخيم قاعدة لأعمالها الإرهابية لزعزعة استقرار لبنان وأمنه في المخيمات الفلسطينية وخارجهاquot;. وأعرب عن أمله بتوفير quot;الأموال اللازمة لتعمير مخيم نهر البارد في أسرع وقت ممكن، ليس فقط لتامين الحد الأدنى من العيش الكريم للاجئين الفلسطينيين، وإنما لتكون تجربة إعادة بناء المخيم مثالاً يحتذى به لتحسين الظروف المعيشية لسكان بقية المخيمات الفلسطينيةquot; في لبنان. وقال إن ذلك من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الجهود المبذولة لاستعادة الأمن والاستقرار في لبنان، بالإضافة إلى إزالة العقبات التي تعترض السبل الكفيلة بتصحيح أوضاع المخيمات الفلسطينية هناك، وبما quot;يضمن أمنها وحقوق اللاجئين لحين حل المشكلة الفلسطينية وعودتهم إلى وطنهمquot; من ناحية، وquot;بسط سيادة الدولة اللبنانية على جميع أراضيهاquot; من ناحية أخرى.