الياس توما من براغ : وجه الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس ضربة سياسية جديدة للاتفاقية الإصلاحية الأوروبية أو ما يعرف باتفاقية لشبونة وذلك من خلاله تعبيره عن دعمه للموقف الذي أعلنه الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي اليوم والذي اعتبر فيه اتفاقية لشبونة بأنها أصبحت ميتة بعد رفض أغلبية المواطنين الايرلنديين لهذه الاتفاقية.

وذكر الناطق الصحافي باسم الرئيس التشيكي راديم اوخفات اليوم بان الرئيس كلاوس قد قرأ بعناية تصريحات الرئيس كاتشينسكي لصحيفة دزينيك البولندية بشأن اتفاقية لشبونة ويرى بأنها عقلانية جدا وقريبة من آرائه بهذا المجال .

وكان الرئيس البولندي المعروف بمواقفه السلبية كالرئيس كلاوس من عمليات تعميق التكامل الأوروبي قد أكد انه لن يصادق على هذه الاتفاقية رغم أن برلمان بلاده قد اقرها في نيسان ابريل الماضي وانه يرى بان هذه الاتفاقية أصبحت بلا قيمة بعد الرفض الايرلندي لها .

من جهته يعتبر الرئيس كلاوس رفض الايرلنديين للاتفاقية الإصلاحية الأوروبية بأنه انتصار للعقل والحريات على مشاريع النخبة الأوروبية وعلى البيروقراطية الأوروبية مشددا على أن رفضها من قبل دولة واحدة يعني عدم إمكانية دخول هذه الاتفاقية حيز السريان وفق قواعد الاتحاد الأوروبي نفسها ولذلك حذر من التداعيات الخطيرة في حال اللجوء إلى عمليات التفاف أو مناورات سياسية لتجاوز الرفض الايرلندي .

وقد جاء الموقف البولندي السلبي من اتفاقية لشبونة على لسان الرئيس البولندي ومن ثم دعم الرئيس كلاوس له في اليوم الأول من تسلم فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي لستة اشهر الأمر الذي يجعل باريس أمام مهمة صعبة خاصة وان الرئيس نيكولاس ساركوزي قد شدد على أن إحدى اولويات الرئاسة الفرنسية ستكون حل المشكلة التي نشات في الاتحاد من جراء رفض أغلبية الناخبين الايرلنديين اتفاقية لشبونة .

وتواجه تشيكيا الآن حسب بعض المؤشرات ضغوط أوروبية قوية لتغيير موقفها الذي يتراوح بين الرفض وبين الفتور من مسالة المصادقة على اتفاقية لشبونة لان براغ ستترأس بعد فرنسا الاتحاد الأوروبي ولذلك لمح سياسيون فرنسيون في الحكومة حسب ما ذكرته صحيفة ليدوفي نوفيني اليوم بأنه ليس من المعقول أن تترأس تشيكيا الاتحاد الأوروبي وفي نفس الوقت تكون احد مسببي عرقلة الاتحاد الأوروبي وشل عمله الأمر الذي جعل مسؤولين في براغ يرفضون هذا الانتقاد مشددين على أن الايرلنديين هم من رفضوا الاتفاقية الإصلاحية وليس التشيك وان الطبقة السياسية التشيكية تنتظر الآن موقف المحكمة الدستورية من الاتفاقية الإصلاحية قبل بدء البرلمان مناقشته لها.

ويرى مراقبون في براغ بان قيام تحالف تشيكي بولندي بوجه الاتفاقية الإصلاحية يمكن له أن يجعلها تدخلا في طريق المسدود وربما لقيت نفس مصير الدستور الأوروبي بعد رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين له.