واشنطن: أظهر استطلاع حديث للرأي أن المخاطر الأمنية تراجعت إلى ذيل قائمة اهتمامات الناخبين في الولايات المتحدة خلال الفترة الحالية، وذلك بخلاف ما كان الحال عليه خلال السنوات السابقة، الأمر الذي يزيد موقف المرشح الجمهوري، جون ماكين، أمام خصمه الديمقراطي، باراك أوباما.

وجاء في الاستطلاع أن 35 في المائة من الأميركيين فقط يعتقدون بأن بلادهم قد تكون عرضة لضربة quot;إرهابيةquot; خلال الأسابيع المقبلة، مسجلين بذلك أدنى نسبة منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2006، الأمر الذي سيضعف فرص ماكين للوصول إلى البيت الأبيض، إذ أن نقاط قوته أمام خصومه تنحصر في الشق الأمني والخارجي.

ووفقاً للمسح الذي جرى نهاية يونيو/حزيران الجاري، وشمل عينه تضم 1026 شخصاً، مع هامش خطأ لا يتجاوز 3.5 نقاط، فإن الحرب في العراق ما تزال مرفوضة شعبياً، رغم التقدم الذي تشير إليه واشنطن ميدانيا. فقد أكد سبعة من كل عشرة شملهم الاستطلاع رفضهم لها، بينما قال ثلث أفراد العينة فقط، وكلهم ممن يحق له المشاركة في الانتخابات الرئاسية المنتظرة، أنهم يرغبون من الرئيس المقبل الحفاظ على مستوى القوات المتواجدة في العراق حالياً.

وكانت الإحصائيات خلال الفترة ما بين 2002 و 2006 قد أظهرت أن غالبية الأميركيين يخشون عمليات إرهابية على أرضهم، غير أن هذا الواقع بدأ بالتبدل صيف العام الماضي، حيث تراجعت النسبة إلى 41 في المائة، قبل إلى تصل إلى أدنى مستوياتها هذه المرّة. ويبدو أن الانعكاسات السلبية لنتائج هذا الاستطلاع ستطال ماكين الذي ركّز في الفترة الماضية على طرح نقاط متصلة بالأمن القومي، إلى جانب أنه أحد مؤيدي حرب العراق.

وعلّقت كيتنغ هولاند، على ذلك بالقول: quot;تكمن نقاط القوة الأساسية للسيناتور ماكين في السياسة الخارجية، ويرتكز جزء من شخصيته كمرشح رئاسي على أنه الأفضل لمواجهة الحرب على الإرهاب.quot; وأضافت: quot;ولكن، مع استمرار تراجع خطر الهجمات الإرهابية في أذهان الناخبين الأميركيين، فإن قضايا داخلية أخرى، وفي مقدمتها الاقتصاد، ستصبح أكثر أهمية، وسيكون هذا أمراً مفرحاً بالنسبة للسيناتور أوباما، إذ أن الديمقراطيين يتقدمون في كل الحقول على الجمهوريين، باستثناء (مواجهة) الإرهاب.quot;

ويبدو أن المرشح الجمهوري يواجه مشكلة أخرى، تتمثل في رضا الأميركيين عن أداء الرئيس جورج بوش، إذ أن الاستطلاع يؤكد معارضة 68 في المائة من أفراد العينة لهذا الأداء، وهي نسبة تبدو ثابتة منذ قرابة عامين.

وتفرض الترجمة العملية لهذه النسبة على ماكين أن يعطي انطباعاً عاماً بأنه بعيد عن ممارسات الإدارة الحالية التي لا تحظى بغطاء شعبي، وهو أمر يدركه الديمقراطيون جيداً، لذلك يعمدون بشكل متواصل إلى ربط ماكين ببوش، وإظهار الأول على أنه سيمنح الثاني ولاية إضافية من خلال متابعة سياساته.

وكان مستشار ماكين، تشارلي بلاك، قد فجّر جدلاَ واسعاً في الأوساط السياسية الأميركية الأسبوع الماضي، عندما قال إن هجوماً إرهابياً على التراب الأميركي سيمنح حملة المرشح الجمهوري ميزة كبيرة.quot; وكان بلاك قد رد على سؤال حول الفائدة التي ستعود على حملة سيناتور أريزونا من هجوم إرهابي على الولايات المتحدة: quot;بالتأكيد سيمنحه ذلك أفضلية كبيرة.quot;

وأرغم ذلك ماكين على النأي بنفسه عن تصريحات بلاك، قائلاً إنه لا يتفق وquot;بقوةquot; مع تعليقاته، وأضاف: quot;لا يمكني تصور كيفية تفوه بلاك لها.. هذا غير صحيح لقد عملت دون كلل منذ هجمات 11/9 لمنع هجمات أخرى على الولايات المتحدة، وشواهد ذلك واضحة.quot; وعدد انجازاته كعضو في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ ودوره في تشكيل لجنة 11/9 في معرض الحديث عن جهوده لمنع وقوع هجمات إرهابية ضد داخل الأراضي الأميركية.