الأمم المتحدة تقترح تأجيل إنتخابات محافظة كركوك
دعوة طالباني بتوضيح للبرلمان عن quot;ملابساتquot; مصافحته لباراك

أسامة مهدي من لندن: دعا نائب عراقي مجلس النواب الى استدعاء الرئيس جلال طالباني لشرح ما أسماها ملابسات مصافحته لوزير الدفاع رئيس حزب العمل الإسرائيلي ايهود باراك، قائلاً إن موقفه قد جرح الشعب العراقي محملاً رئاسة المجلس مسؤولية عدم السماح للنواب بمناقشة هذه القضية... بينما قدم ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق ستافان دي مستورا مقترحًا إلى القوى السياسية بتأجيل انتخابات محافظة كركوك الشمالية المختلف عليها بين قومياتها التركمانية والكردية والعربية .

وأعرب النائب عن جبهة التوافق العراقية السنية ظافر العاني عن امتعاضه الشديد لما قام به السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية بمصافحة وزير دفاع الكيان الصهيوني ورئيس حزب العمل أيهود باراك على هامش مؤتمر القوى الاشتراكية المنعقد في أثينا quot; أمس الاول .

واضاف في تصريح مكتوب بعث به الى quot;ايلافquot; مكتب اعلام الجبهة أن quot;من المؤسف حقا قيام رئيس الجمهورية بمثل هذا الموقف الذي جرح الشعب العراقي بأكمله من شماله إلى جنوبه والتبرير الذي قدمه رئيس الجمهورية ليس مقنعًاquot;. وأكد quot;أن إختيار السيد جلال الطالباني كنائب لرئيس الاشتراكية الدولية جاء بسبب صفته الاعتبارية كرئيس للدولة العراقيةquot;. وقال quot;إننا لا نزال مع الكيان الصهيوني في حالة حرب... وإن شواهد قبور العراقيين الذين قتلوا على يد الكيان الصهيوني لا تزال موجودة في فلسطين وسوريا وسيناء والأردن فضلاً عن ضربه لمفاعل تموز النووي في العراق مطلع الثمانينات... وكلها شاهدة على العدوان الإسرائيليquot;. وطالب النائب العاني طالباني بأن يقبل استضافة مجلس النواب له لشرح ملابسات الموضوع . وشدد على ضرورة عدم تكرار ذلك مستقبلاً من قبل أي مسؤول عراقي.

وحول بيان مكتب الرئاسي الذي اعتبر بأن هذه المصافحة جاءت بصفة طالباني رئيسًا للإتحاد الوطني الكردستاني وليس رئيسًا للدولة أوضح النائب قائلا quot;ليس مسموحًا لأي رئيس حزب حتى وإن لم يكن في السلطة بل ولا حتى لأي مواطن عراقي أن يقيم علاقات مع دولة عدوة لم تعقد بيننا وبينها أي هدنةquot;. وانتقد هيئة رئاسة مجلس النواب لعدم سماحها في جلسة امس لأي نائب عضو في جبهة التوافق بإبداء quot;رأي الجبهة وامتعاضهاquot; من هذه الحادثة على الرغم من رفع الأيدي من أكثر من نائب، فيما أعطيت فرصة كبيرة لباقي ممثلي الكتل للحديث عن مختل القضايا .

وكان مكتب الرئاسة العراقية قد ال الثلاثاء الماضي في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم انه quot;خلال حضور طالباني مؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقد حالياً في العاصمة اليونانية أثينا وفي اليوم الثاني منه حيث ألقى خطابه بادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديم أيهود باراك رئيس حزب العمل الإسرائيلي لمصافحة الرئيس طالباني . واشار المكتب الى انه quot; يود التأكيد على أن الرئيس طالباني الذي استجاب لطلب الرئيس الفلسطيني تعامل مع الأمر بصفته الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس الاشتراكية الدولية وليس بصفته رئيس جمهورية العراقquot;. واضاف quot; أن ما جرى لم يكن سوى سلوكاً اجتماعياً حضارياً لا ينطوي على أي معنى أو تداعيات أخرى ولا يُحمّل العراق (الدولة) أي التزامات كما إنه لا يؤسس لأي موقفٍ مغايرٍ لسياسات جمهورية العراق وتوجهاتها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية والمستندة إلى الإجماع العربي والمبادرة العربية ومقررات الشرعية الدوليةquot;.

ومن جانبه، إنتقد سعدي البرزنجي النائب عن كتلة التحالف الكردستاني إثارة موضوع المصافحة معتبرا من يثير المسألة quot;يكيل بمكيالينquot; . وعبر عن إنزعاجه من quot;إثارة موضوع المصافحةquot; خلال جلسة مجلس النواب امس واصفا النواب الذين أثاروا هذه المسالة التي وصفها بالهامشيةىبأنهم quot;بعض المتطرفين الذين يكيلون بمكيالين.quot; وأضاف أنه quot;تم الرد على مثيري الموضوع ردًا منطقيًا ومعقولاً، مشيرًا إلى أن من أبرز المنتقدين quot;ممثل عن الكتلة الصدرية quot;لم يذكر اسمهquot; والنائب أسامة النجيفيquot;الذي ينتمي إلى القائمة الوطنية العراقية .

وأوضح البرزنجي أن quot;موقف التحالف الكردستاني بشأن المصافحة يطابق ما جاء في البيان الرئاسي بان طالباني شارك في مؤتمر الإشتراكية الدولية بصفته أمينًا عامًا لحزب الإتحاد الوطني الكردستاني وليس بصفته رئيسًا لجمهورية العراق. وقال إن quot;لكل شخص صفتين والطالباني انتخب في هذا الإجتماع نائبًا لرئيس الإشتراكية الدولية وبموجب هذا الإنتخاب كان يتوجب عليه مصافحة كل الحضور، لا سيما أن إيهود باراك يمثل حزبهquot;. واشار الى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;هو الذي جمع بين الطالباني وباراكquot; .. وتساءل قائلاً quot;لماذا يثار غبار كثيف حول هذا الموضوع، في الوقت الذي يصافح المسؤولون العرب من الملوك والرؤساء الإسرائيليين في كل مناسبة..؟.quot;

وكانت مصادر إسرائيلية اعتبرت المصافحة بأنها quot;تاريخيةquot; منوهة إلى أنها المرة الأولى التي تتم فيها مصافحة على هذا المستوى بين مسؤول إسرائيلي كبير ورئيس عراقي حيث انه من المعروف ان العراق لا يعترف باسرائيل ولا يقيم علاقات دبلوماسية معها ويقول ان هذا الامر متروك الى موقف عربي جماعي .

الامم المتحدة تقدم مقترحًا بتأجيل انتخابات محافظة كركوك
قدم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستافان دي مستورا مقترحًا الى الكتل السياسية في مجلس النواب العراقي يقضي بتأجيل انتخابات محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط المختلف عليها بين قومياتها التركمانية والكردية والعربية .

وجاء المقترح اثر اجتماع مع ممثلي الكتل السياسية في محاولة لحل الخلاف حول انتخابات كركوك وفشله في التوصل الى حل لهذه الخلافات . وحول هذا المقترح قال النائب الكردي عن كركوك انالمقترح تضمن نقاطًا عدة اولها المطالبة بتأخير الإنتخابات في كركوك, وإجراؤها بعد تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي حول تطبيع الاوضاع في المحافظة... أو اجراء إحصاء كامل ورسمي للسكان في كركوك... اوتشكيل لجنة برلمانية لبحث حقيقة الإتهامات التي تشير الى ان كركوك تتعرض لتغير ديمغرافي. وشدد مستورا على ضرورة العمل لإنجاز توافق سياسي بين جميع الاطياف السكانية في كركوك لتوزيع السلطة في هذه المدينة.

وحول موقف التحالف الكردستاني من مقترح تأجيل الإنتخابات في كركوك قال النائب الكردي عن كركوك خالد شواني quot;نحن في كتلة التحالف الكردستاني نفضل بأن تجري إنتخابات مجلس محافظة كركوك لكن طلب بعض اعضاء الكتل الاخرى quot;التركمانية والعربيةquot; خلقت عراقيل امام التصويت على مشروع قانون إنتخابات مجالس المحافظات في مجلس النواب كما نقل عنه مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني . وحول تشكيل لجنة برلمانية لمتابعة الوضع السكاني لمحافظة كركوك قال شواني quot;نحن نرى بانه من الضروري الإعتماد على إحصاء عام 1957 لتحديد الاشخاص الذين يحق لهم التصويت في الإنتخاباتquot;.

وطرحت الكتلتان العربية والتركمانية مقترحًا مشتركًا تضمن اضافة مادة الى القانون تتعلق بكركوك وتقضي بتقسيم المحافظة الى اربع دوائر انتخابية وفق نسبة 32 % لكل من العرب والتركمان والكرد و4% للكلدو اشوريين ويتنافس الناخبون ضمن الحصة المخصصة للمكون القومي وتكون هذه الالية لمرحلة انتقالية لحين تسوية الوضع في المحافظة نهائيا بعد رفع التجاوزات عن طريق لجنة خاصة ومن خلال التعداد السكاني العام وان تجرى الانتخابات الدائمية حال اكمال التسوية النهائية لقضية كركوك وتنظم بقانون خاص .

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قدرفض امس تأجيل موعد اجراء انتخابات مجالس المحافظات، مؤكدًا ضرورة إنجازها بموعدها المقرر في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل وقال ان قضية كركوك يجب الا تكون عائقًا امام انجاز العملية الانتخابية في عموم البلاد .
وشدد المالكي خلال اجتماعه مع مستورا على ضرورة اجراء انتخابات مجالس المحافظات في موعدها المقرر وألا تكون قضية كركوك عائقًا امام اجراء العملية الانتخابية او تشريع قانون الانتخابات وان تحل بعيدًا عن هذا الموضوع .

ويعيش في محافظة كركوك الغنية بالنفط التي يبلغ عدد سكانها حوالى المليون نسمة خليط من قوميات العرب والأكراد والتركمان والكلدوآشوريين والأقليات الاثنية.