عبد الجبار العتابي من بغداد: مع إقتراب موعد إجراء إنتخابات نقابة الصحفيين العراقيين المزمع إجراؤها يوم 11 تموز/ يوليو الجاري تحت إشراف قضائي للمرة الأولى ، اشتدت الحملات الدعائية للمرشحين وراحت تأخذ مديات واسعة في تحفيز الصحفيين واثارتهم وفي طرح البرامج الانتخابية تحضيرا للانتخابات ، كما اخذت من جانب اخر حملات (التشهير ) وكشف المستور تكبر بطرق غير مباشرة وفي الاحاديث اليومية حيث اصبحت سيرة المرشحين على اختلاف ترشيحاتهم تفتح في اي مجلس يتم فيه تناول انتخابات النقابة ، ويذهب الحاضرون الى تشريح المرشحين بماضيهم وحاضرهم ومهنيتهم وما الى ذلك ، فيما حاول العديد من المراقبين ربط زيارة الملحق الاعلامي الايراني لنقابة الصحفيين بالانتخابات.

فالمرشحون بدأوا يتحركون ، جماعات او افرادا ،على مقرات الصحف او يبعثون برسائل ، عبر البريد الالكتروني ، الى الصحفيين تدعوهم الى انتخابهم بكلمات رقيقة مشفوعة أن (هذا الترشيح ماكان لولا رغبة العديد من الزملاء كون المرحلة هذه مهمة جدا وخطرة ولا بد لها من رجالها) ، وهذه (الكليشه) هي العلامة الفارقة في رسائل المرشحين ، وفي توددهم الجميل الذي لم يكن معهودا لدى اغلبهم ، فيما بدأت الانتقادات لعمل مجلس النقابة السابق تتسابق من الصحفيين بشكل عام او المرشحين الجدد ، وكل يرى في نفسه (رجل المرحلة) والذي سيحقق للصحفيين ما لم يتحقق لهم ، فأعضاء مجلس النقابة الذين ما زالوا على قيد المسؤولية تتواتر الاخبار في شأنهم تصعد الى النظام السابق واشكال وجودهم وانتمائهم اليه ، ونزولا عند ارتباطات البعض منهم مع دول اخرى واجندات حزبية ، وتتزاحم حولهم الاتهامات العديدة لاسيما تلك التي تخص التبرعات التي اقيامها الاف الدولارات وملايين الدنانير الخاصة لعوائل شهداء الصحافة .

اسماء الصحفيين الذي رشحوا انفسهم اعلن بعضها لاسيما لمنصب النقيب واسماء النساء ، وهم كالاتي : سبعة صحفيين كلهم من الرجال رشحوا لمنصب النقيب و هم كل من: طارق ناجي الشمري، جبار طراد، معاذ عبد الرحيم، مؤيد اللامي ، عبد العظيم محمد محسن، علي عويد، وبيان العريض ، وهناك 13صحفيا رشحوا أنفسهم على منصب نائب النقيب ، و50 مرشحا على عضوية المجلس، بينهم ست نساء هن: سناء النقاش، راوية هاشم ، غيداء محمد، نيران حميد ، آلاء الجبوري ، وانتظار الشمري .

القوائم خلت من اسماء الاكاديميين الذين قيل في وقت سابق انها ستكون ضمن المرشحين ، بل ان الطريف ان بعض هؤلاء الاكاديميين يرفض التعليق على ذلك ، فيما اشيع ان الصراع الدائر تقف وراءه جهات مختلفة لها اغراضها الخاصة !! ، اي ان بعض الشخصيات الاعلامية المعروفة تحاول ان تشيع السلبيات حول عمل النقابة الحالية وتشهر فيها من خلال نشر ما يسمى بـ (الغسيل القذر) من اجل ان تزج بأشخاص اخرين تابعين لهم !!.

الاسماء مازالت تقرأ فقط ، لكنها تدعو الى ان تتدحرج عبر الذاكرة ، لتجد لها اشياء كثيرة ذما ومدحا ، وان كان المدح هو الاقل ، حيث يشار الى ان مناصب النقابة مازالت شاغرة من اولئك الكبار القادرين على ملء المكان وتشكيل حضور مؤثر ، ذلك الحضور التي نحسه فطريا .

وقال صحفي: قرأت اسماء المرشحين وشعرت بالحزن ، صراحة اغلبهم لا يستحق ان يدخل باب النقابة وليس ان يكون قائدا فيها ، هذه الاسماء غير محببة للصحفيين العراقيين الملتزمين الذين اعتقد انهم سوف لن يشاركوا في الانتخابات لانهم لا يثقون بأي من هؤلاء ، فهي اسماء عهدناها منذ زمن النظام السابق ونعرفها جيد ، اعتقد ان من يفوز سيفوز بالطارئين وبالذين تم منحهم هويات صحفية وهم ليسوا بصحفيين ، كما انني شعرت بالحزن اكثر حينما علمت ان بعض الاسماء ذات التاريخ الملوث تدعمها احزاب تدعي الوطنية ، ولا اعرف السر وراء هذا ؟ .

صحفي اخر قال : قرأت اغلب اسماء المرشحين ولازلت استغرب من البعض كيف يعتبر نفسه ينتمي لنقابة للصحفيين ولا اعرف ما هي مهنة الصحفي ، اليس هي الكتابة ، واذن اغلب الموجودين لم يكتبوا صحافة ، منذ خمس سنوات على الاقل هؤلاء في غياب عن الكتابة الصحفية ، واذا استثنينا هذه الصفة المهمة ، فأنا ارى ان اغلب المرشحين عليهم علامات استثناء واعتقد لديهم امتدادات للنظام السابق ليس بعلاقة بسيطة بل اقوى ،علما ان اغلب المرشحين غير مستوفين للشروط الحقيقة للانتخابات ، ورحم الله شهاب التميمي .

الصور .. مازالت غير واضحة المعالم ، التجاذبات قائمة وثمة خوف يساور البعض ولا اعرف ما هو مصدره ، حيث اسر لي بعض الزملاء العاملين في بعض القنوات الفضائية ان العديد من الصحفيين ، من الاكاديميين وسواهم ، رفضوا الظهور على الشاشات والتحدث عن الانتخابات ولا يعرفون السبب.

وقال صحفي كاد ان يرشح نفسه لكنه انسحب قبل ان يقدم اوراق ترشيحه : والله اشعر بحزن شديد ان تتردى احوال النقابة الى الحد الذي يشعر فيه الصحفي الحقيقي انه امام (مؤامرة) خطيرة ، من خلال ما اسمعه واراه ،حتى ان عدد الصحفيين تجاوز الـ (12) صحفيا فيما كان لغاية سقوط النظام اقل من هذا بكثير جدا ، ثم ما الذي فعلته النقابة خلال المدة السابقة ؟ الجواب لا شيء غير الصراخ بحماية الصحفيين ولا اعرف كيف يمكن ان تتم حماية الصحفيين ، هل يجب ان يرافقه فوج من الجيش او الشرطة ، انا كصحفي لم اشعر بوجود شيء اسمه نقابة اطلاقا ، فكل شيء يكون حصريا بمجلس النقابة ، ولا اريد بصراحة ان ادخل في سجالات انا في غنى عنها .

من جهة اخرى استنكر العديد من الصحفيين العراقيين زيارة المستشار السياسي والاعلامي للسفارة الايرانية منوشهر تسليمي الى نقابة الصحفيين في بغداد ، وعد البعض هذه الزيارة في مثل هذا الوقت غريبا حيث الانتخابات على الابواب ، وكما قال الزميل سيف الخياط ان الزيارة كانت (كانت رسالة واضحة عن هذا التحالف الخطير الذي يسعى الجانبين الى تعزيزة وتطويق الحريات الصحفية والديمقراطية التي تعد العامل الاساس في بناء الدولة الديمقراطية). ومع اقتراب يوم الجمعة المقبل فالحراك متواصل وبالتأكيد سوف يكون اكثر خلال الايام الاخيرة من عمر الانتخابات .