تواصل المواجهات في شمال لبنان رغم إتفاق التهدئة
بيروت،دمشق : صرح الرئيس السوري بشار الأسد في حديث نشرته صحيفة لبنانية الخميس بأن بلاده لا تنوي quot;العودة عسكريا إلى لبنانquot;، مشيرا إلى إمكان بحث مسألة التبادل الدبلوماسي مع لبنان مع الحكومة الجديدة.

من جهة ثانية، نفى الاسد وجود معتقلين سياسيين في السجون السورية، مشيرا الى ان الاكثرية المناهضة لسوريا في لبنان هي quot;جهة معادية لسورياquot;، وبالتالي، فان الاشخاص الذين تعاملوا معها يعتبرون خارجين عن القانون. وقال الاسد الذي اعطى حديثا لمجموعة من الصحف الفرنسية وصحيفة quot;لوريان لوجورquot; اللبنانية الناطقة بالفرنسية، عشية زيارته الى فرنسا، quot;ليست لدينا اي نية بالعودة الى لبنان عسكرياquot;.

واكد ان ما يجري حاليا في شمال لبنان لن يترك انعكاسات على سوريا، معتبرا ان quot;هناك متطرفين يتلقون تمويلا من بعض السياسيين اللبنانيين لاعطاء انطباع بوجود صراع طائفي في لبنانquot;. وتابع quot;لا ننوي اتخاذ اي قرار في هذا الموضوع. هؤلاء المتطرفون يلحقون الاذى بلبنان لا بسورياquot;.

وكان الاسد يلمح الى زعماء الاكثرية السنة في لبنان وابرزهم النائب سعد الحريري الذي تتهمه اوساط المعارضة ووسائل اعلامها غالبا بتمويل منظمات مسلحة متشددة. بينما يتهم زعماء الاكثرية سوريا بتسليح ودعم المعارضة وعلى راسها حزب الله الشيعي. وجرت الثلاثاء والاربعاء اشتباكات في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، تسببت بمقتل اربعة اشخاص واصابة 58 آخرين بجروح.

وكانت مناطق باب التبانة حيث غالبية السكان من السنة وجبل محسن حيث الغالبية علوية (شيعية) في طرابلس شهدت قبل اسبوعين مواجهات مماثلة تسببت بمقتل تسعة اشخاص واصابة 45 آخرين بجروح. كما حصلت جولة اولى من المعارك بين المنطقتين في ايار/مايو خلال الاشتباكات التي وقعت في مناطق مختلفة من لبنان بين انصار الاكثرية وانصار المعارضة.

وجدد الاسد، بحسب ما نشرت quot;لوريان لوجورquot;، نفيه نقل اسلحة الى المعارضة في لبنان. واضاف quot;هذا ليس منطقيا (...) ولو كانت هذه الاتهامات صحيحة، فان لديهم مشكلة حقيقية هي عدم قدرتهم على اثباتهاquot;.

وقال الاسد من جهة ثانية، انه قد اقترح شخصيا في 2005 فتح سفارات بين لبنان وسوريا. واضاف quot;انما بعد هذا الاقتراح مباشرة تدهورت العلاقات بين البلدين. بشكل عام، عندما تتدهور العلاقات بين بلدين، تغلق السفارات ولا تفتح. اعتقد، مع التطورات الجديدة، ان في امكاننا بحث هذا الموضوع مع الحكومة الجديدة. لقد صرحت مرارا بان ليست لدينا مشكلة مبدئية حول هذا الموضوعquot;.

وتطالب الاكثرية في لبنان باقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، معتبرة ان دمشق رفضت في الماضي التبادل الدبلوماسي، quot;لانها لا تعترف بلبنان كدولة مستقلةquot;.

سوريا تعود الى الساحة الدولية مع زيارة الاسد الى باريس

تعود سوريا الى الساحة الدولية مع زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى باريس اثر دعوته الى قمة الاتحاد من اجل المتوسط حيث سيستقبل في قصر الاليزيه ما يكرس تطبيع العلاقات مع باريس.

ومنذ الاعتداء الذي اودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري العام 2005 في بيروت وبعدما وجهت اصابع اتهام الى سوريا فيه، جمدت العديد من الدول الغربية والعربية اتصالاتها مع سوريا آخذة عليها خصوصا تدخلها المستمر في الشؤون اللبنانية.

وقرر الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي كان مقربا من رفيق الحريري، انذاك قطع الاتصالات مع دمشق التي تنفي على الدوام اي علاقة لها بالاغتيال.

وفي مقابلة الثلاثاء مع وكالة فرانس برس ووسائل اعلام فرنسية اخرى اعتبر الاسد ان quot;تغيير الادارة في فرنساquot; هو وراء تحسن العلاقات بين دمشق وباريس مع وصول نيكولا ساركوزي الى الرئاسة في ايار/مايو 2007.

وقال الاسد ان quot;الرئيس شيراك اراد ان يربط العلاقات مع سوريا باشخاص في لبنانquot; بينما quot;الرئيس ساركوزي تبنى سياسة اكثر واقعيةquot;.وسيلتقي الرئيس السوري نظيره الفرنسي السبت في اول لقاء بين رئيسي الدولتين.

وفي اليوم التالي سيحضر الرئيس السوري قمة الاتحاد من اجل المتوسط التي سيشارك فيها quot;كل رؤساء دول وحكومات حوض المتوسط واوروبا تقريباquot; بحسب مستشار لساركوزي.وقال ساركوزي في حزيران/يونيو مفسرا استئناف الحوار مع دمشق quot;لقد قلت (للرئيس السوري) بشار الاسد فلتدع سوريا العملية الرئاسية (في لبنان) تجري وعندها نستأنف اتصالاتنا. لقد استأنفنا الاتصالquot;.

وبعد اشهر من المأزق السياسي في لبنان، توصلت الغالبية والمعارضة في لبنان الى اتفاق في الدوحة في ايار/مايو ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية لم تر النور بعد.

وفي المقابلة مع وكالة فرانس برس عبر الرئيس السوري عن امله في ان تضطلع فرنسا بدور كبير في عملية السلام في الشرق الاوسط.وقال quot;في مجال السياسة الخارجية نريد من فرنسا ان تكون دولة فاعلة خاصة في عملية السلامquot;.

لكن مجيء الاسد الى باريس اثار احتجاجات في لبنان حيث اعتبرت الغالبية المناهضة لسوريا بان هذا التطبيع quot;سابق لاوانهquot;.

وقال احد قادة الاكثرية النيابية الرئيس السابق امين الجميل في منتصف حزيران/يونيو quot;نود من فرنسا ان تحصل على ضمانات حقيقية من جانب سوريا في ما يتعلق بسلوكها في لبنانquot;.

وذكر مصدر رسمي لبناني ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان اجرى الاربعاء اتصالا بنظيره السوري اتفقا خلاله على اللقاء في باريس على هامش قمة الاتحاد من اجل المتوسط.

واشار المصدر الى ان الرئيسين quot;اتفقا على اللقاء في العاصمة الفرنسية لاستكمال البحث في المواضيع التي تهم الجانبينquot; ومنها quot;ما يتصل بآلية اعادة العلاقات الاخوية بين البلدين في ضوء ما صدر عن الرئيسين من رغبة متبادلة في اقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورياquot;.

كذلك يرتدي الشق الاقتصادي والتجاري اهمية كبرى لسوريا وفرنسا.

وفي هذا الصدد قال الاسد quot;بالنسبة للعلاقات الثنائية هي ساءت تحديدا في الجانب السياسي والاقتصادي، نريد ان يكون هناك حوار سياسي اكثر تواترا وتطوير العلاقات الاقتصادية في مجال استخراج النفط، توريد الطاقة، موضوع النقل وخاصة الطيران وهناك تفاصيل اخرى بالنسبة لتسهيل التجارة بين البلدينquot;.

وفي هذا الصدد كتبت صحيفة الثورة السورية الرسمية الاثنين ان فرنسا تستعد لتعاون اقتصادي وتجاري واسع مع سوريا مع تبدد الظروف السياسية التي القت بثقلها على العلاقات.

وقالت الصحيفة ان التوقيع في الاونة الاخيرة مع العملاق الفرنسي quot;لافارجquot; على عقود بقيمة 1,2 مليار دولار لبناء مصنعين لانتاج الاسمنت في سوريا يشكل مقدمة لمشاريع استثمار فرنسية مهمة.