طلال سلامة من روما: يعيش التيار اليساري بإيطاليا تآكلاً واضحاً في استراتيجياته وتدهوراً لافتاً في عدد ناخبيه. يكفي النظر الى إقليم quot;توسكاناquot; لنرى الكوابيس الليلية التي يعيشها المسؤولون في الحزب الديموقراطي اليساري بانتظار الانتخابات الإدارية، في العام المقبل. فآخر استطلاعات الرأي تشير الى أن إقبال التجار وذوي المهن الحرة وحدهم، في هذا الإقليم، على مراكز الاقتراع في الدوائر الانتخابية كاف كي يفوز تحالف الوسط اليميني بفارق عشرين نقطة مئوية على التيارات اليسارية التي طالما اتخذت من هذا الإقليم قلعة تاريخية لها! لذلك يحتاج اليساريون الى طبقة جديدة من السياسيين تستعمل لغة جديدة وقادرة على الوصول الى شرائح جديدة من المنتخبين. في ضوء المعارك الداخلية المقبلة، في الحزب الديموقراطي quot;بارتيتو ديموكراتيكوquot;، بدأ ماسيمو داليما، وزير الخارجية السابق، تأسيس شبكة نفوذه التي تشمل جمعية(تدعى ايتالياني يوروبيي) ونواد ومحطة تلفزيونية تبث عبر القمر الصناعي. وكأن داليما تلقى درساً مفيداً من سيلفيو برلسكوني، ملك المحطات التلفزيونية الفضائية والأرضية هنا، مستنتجاً هكذا أن وسائل الإعلام هي من جملة الطرائق القادرة على تغيير الحقائق من جذورها.
اليوم، وصل داليما الى عتبة الستين عاماً من عمره، ويجد نفسه في الوقت الحاضر دون أي مسؤولية حزبية أم حكومية. عانى داليما من هذا الفراغ المخيف في حياته في العام 2000 فقط، في أعقاب استقالته من رئاسة مجلس الوزراء. لكن العطلة استمرت لوقت قصير، فبعد ثمانية شهور على استقالته تم انتخابه رئيساً لحزب الديموقراطيين اليساريين الذي بات اليوم جزء من الحزب الديموقراطي.
مع ذلك، يحاول ماسيمو داليما طمأنة فالتر فلتروني(رئيس الحزب الديموقراطي الذي يخطط بدوره لاحياء محطة تلفزيونية فضائية) أن نواياها طيبة مع الجميع. فما هي المشكلة في تأسيس حزب خارج الحزب الديموقراطي لوقف غزوة اليمينيين والفاشيين لإيطاليا؟ في أي حال، وصل مشروع داليما الفضائي(المسمى تيلي داليما) الى مرحلة تنفيذية متقدمة، ومن المتوقع أن تبدأ محطته البث عقب انتهاء فصل الصيف. من جهة بدأت طلبات التوظيف تنهال على مشروعه عن طريق جمعية quot; ايتالياني يوروبييquot; (Italianieuropei) التي ستلعب دور دار النشر، ومن جهة أخرى يحاول داليما استقطاب عدد من الرعاة إليه لأهداف تمويلية.
علاوة على ذلك، ستتمحور نشاطات المحطة التلفزيونية حول تعميق مواضيع خاصة بالصحة والشؤون الخارجية والتراث الثقافي الوطني.
التعليقات