فيينا : أعرب وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، عن اعتقاده القوي بأن جولة المباحثات التي ستجري يوم السبت المقبل في جنيف بين ممثلين عن الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، والمنسق الأعلى للسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وبين عددٍ من كبار المسؤولين الإيرانيين يتقدمهم نائب وزير الخارجية وسعيد جليلي المسؤول عن الملف النووي الإيراني، بأنها تشكل quot;بداية طيبةquot; .

ورأى الوزير كوشنير بعد اجتماع عقده مع نظيرته النمساوية أرسولا بلاسنك في فيينا بعد ظهر اليوم أن مباحثات جنيف تكتسي quot;أهمية بالغةquot;، وقد تشكل quot;نقلة نوعية وخطوة مشجعة نحو التوصل إلى تسوية كافة المسائل العالقة في البرنامج النووي عن طريق الحوار والمفاوضات الدبلوماسيةquot;.

ورفض وزير الخارجية الفرنسي إعطاء أية توقعات حول طبيعة النتائج التي ستفضي إليها مباحثات جنيف، مستبعداً توجيه أية ضربة عسكرية ضد إيران في ظل التطورات الراهنة، وأكتفي بالقول quot;مباحثات جنيف بداية متميّزة، ولا سيما إذا أخذنا في الاعتبار أن مندوباً أميركياً رفيع المستوى سيشارك لأول مرة في المفاوضات المباشرة مع الجانب الإيراني، وهذا بحد ذاته يشكل تطوراً مهما، نأمل أن تتكلل بالنجاح، ولذلك من السابق لأوانه إطلاق أية تكهناتquot;.

ولكن الوزير الفرنسي اشار إلى أهمية وجود ثلاثة قرارات لمجلس الأمن بشأن الملف النووي الإيراني، والتي تتضمن سلسلة توصيات تؤكد على ضرورة التزام إيران بجميع التعهدات الواردة فيها، وفي طليعتها تجميد كافة انشطة تخصيب اليورانيوم وعمليات إعادة المعالجة وتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي، وإلا فإنها ستواجه سلسلة من العقوبات السياسية والاقتصادية والتجارية الفنية والمصرفية. ولم يستبعد الوزير كوشنير حدوث ما وصفها بـ quot;تطورات إيجابيةquot; في الموقف الإيراني، ولكنه أشار إلى أن جولات المباحثات التي أجراها سولانا مؤخراً مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين لم تكن تؤد إلى نتائج ملموسة، كما أن سلة المقترحات الإيرانية الشاملة لم تتضمن إشارة بوقف أنشطة التخصيب.

وكان كوشنير، وخلال المؤتمر الصحافي المشترك قد اشاد بنتائج المباحثات الشاملة التي أجراها مع الوزيرة النمساوية بلاسنك، ووصفها بأنها كانت quot;بناءة ومثمرةquot; وجرت في quot;أجواء إيجابية،، وتناولت القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز على أهمية نتائج قمة باريس اسفرت عن انطلاق الاتحاد من أجل المتوسط. وشدّد الوزير الفرنسي على أهمية الدور البارز الذي قام به الرئيس نيكولا ساركوزي، والدور المحوري الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي على صعيد تكثيف الجهود من أجل دفع عملية التسوية السلمية في الشرق الأوسط إلى الأمام،. واشاد وزير الخارجية الفرنسي بموقف النمسا ورعايتها للمؤتمر الدولي للدول والمنظمات الدولية المانحة بشأن إعادة بناء مخيم نهر البارد الواقع شمالي لبنان، والذي استضافته وزارة الخارجية.

وكان وزير الخارجية الفرنسي أشاد بمستوى علاقات الصداقة والتعاون بين فرنسا والنمسا من جهة، وبين كلٍ من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ووصفها بالعلاقات quot;الاستراتيجيةquot; من جهة ثانية، وخصوصاً على صعيد العمل الموحد من أجل توطيد الأمن والاستقرار وتكريس المبادئ والاهداف والقيم المشتركة في أوروبا ووسط آسيا وأفغانستان، وفي طليعتها حماية الحريات العامة والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وسيادة القانون والنظام الديمقراطي.