أسامة مهدي من لندن: افتتح وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير قنصلية بلاده في مدينة اربيل العراقية الشمالية عاصمة اقليم كردستان في احتفال شارك في رئيس وزراء الاقليم نجيرفان بارزاني الذي اكد ان هذه البادرة الفرنسية ستساعد على متانة العلاقات بين حكومتي فرنسا وكردستان.

وقال بارزاني في كلمة له لدى افتتاح القنصلية التي ستقوم بمهمة التنسيق الدبلوماسي والاقتصادي بين حكومتي الإقليم وفرنسا ان كوشنير قد قام بزيارة كردستان مرات عدة خلال الاوقات العصيبة من الثمانينات مع منظمة اطباء بلا حدود وقدم خلالها الخدمات الصحية للشعب الكردي.

واشار الى انه طلب انذاك من الامم المتحدة وضع حد لعمليات القتل والدمار التي يتعرض لها الشعب الكردي وكان له دور فعال في المشاركة في اصدار القرار الاممي 688 لمجلس الامن الذي قدم من قبل فرنسا وادى الى الحفاظ على ارواح حوالي مليوني نسمة من النازحين الاكراد . واضاف ان مبادرة جمهورية فرنسا ابفتح القنصلية اليوم هي بمثابة خطوة هامة لتعزيز العلاقات بين شعب اقليم كردستان وجمهورية فرنسا quot;ونحن فخورون بدخول هذه العلاقة مرحلة جديدةquot;.

واضاف بارزاني quot;نحن اليوم نعيش في مرحلة جديدة ونحن بامس الحاجة الى دعم المجتمع الدولي، من اجل مشاركتنا في عملية اعادة بناء اقليم كردستان وعموم العراق بحيث تكون المشاركة ذات تأثير ايجابي على الالتزام بالقانون والدستور مما سيؤدي الى توفير الامن والاستقرار في المنطقة. وقال ان بإمكان فرنسا كونها دولة لها دور فعال في مجلس الامن والاتحاد الاوروبي، وان تلعب دورا كبيرا في مساندتنا في تطوير العملية السياسية والنظام الديمقراطي وحث الشركات الصناعية الفرنسية والمستشمرين الفرنسيين للمشاركة في عملية اعادة الاعمار في العراق. واكد ان افتتاح القنصلية هو بداية مرحلة جديدة لتطوير العلاقات الثنائية على اساس تطوير المصالح المشتركة بين الجانبين.

ومن جهته قال كوشنير خلال الافتتاح قال كوشنر في مراسيم الإفتتاح ان هذا يوم تأريخي بالنسبة لفرنسا وإقليم كردستان العراق . و اكد العمل من اجل تقوية العلاقات السياسية والإقتصادية والثقافية والدبلوماسية بين فرنسا وإقليم كردستان من اجل اعماره وتطويره و تشجيع المستثمرين الفرنسيين للتوجه الى الاقليم والإستثمار فيه.

وقبل مغادرته بغداد الى اربيل ظهر اليوم تراس كوشنير مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مباحثات رسمية عراقية فرنسية تم خلالها بحث مختلف أوجه العلاقات الثنائية الى جانب القضايا ذات الأهتمام المشترك.;كما قال بيان صحافي لوزارة الخارجية العراقية . واضاف ان زيباري عبر لكوشنير عن امتنانه لزيارته الرسمية الثانية الى بغداد وأكد أن العراق يعول كثيراً على الدعم الفرنسي سواء في أطار إعادة أعمار وبناء العراق الجديد او في المحافل الدولية وأشار الى التحسن الأمني و التطور العام في الأوضاع في عموم العراق مؤكداً أن المزيد من البرامج و المشاريع تخطط لها الحكومة وتسعى الى تنفيذها. وقال فرنسا مدعوة للمساهمة في تنفيذ هذه المشاريع والمساهمة في الأستثمار في مؤسسات العراق الجديد.

من جانبه عبر كوشنير عن سروره لزيارة العراق وهي الزيارة الثانية مشيراً الى انه شاهد تطور ملموس وظاهر يعكس مدى التقدم والأصرار على المضي قدماً في بناء العراق الجديد. واكد أن فرنسا ستقف الى جانب العراق وتتفاهم ثنائياً معه لدعمه في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مشيرا الى ان العلاقات بيين بغداد وباريس تمضي قدماً الى الأمام.

واشار الى ان زيارته لمدينة الناصرية الجنوبية امس ولقاءاته بالقيادات العراقية قدمت له صور رائعة عن التطور السياسي في العراق. واوضح ان فرنسا ستفتح قنصلية اخرى لها في جنوب العراق. وكان كوشنير اجتمع امس واليوم مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني وبحث معهم سبل تطوير العلاقات العراقية الفرنسية.