الأمم المتحدة على خط الحلول لأزمة قانون الإنتخابات المحلية
المالكي وبرلسكوني إتفقا على توسيع التعاون الأمني والإقتصادي

أسامة مهدي من لندن:
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نظيره الإيطالي سيليفيو برلسكوني إلى توسيع عمليات تدريب بلاده لقوات الشرطة العراقية ومساهمة شركاتها في إعمار العراق وزيادة التعاون الإقتصادي فيما أكد المسؤول الإيطالي إستعداد بلاده للتعاون مع العراق سياسيا وإقتصاديا وثقافيا وتعزيز عمليات تدريب قواته.. في وقت دخلت بعثة الأمم المتحدة في بغداد على خط الحلول المطلوبة لحل الأزمة الناشبة بين القوى العراقية حول قانون الإنتخابات المحلية مقترحة تأجيل إنتخابات كركوك إلى حزيران (يونيو) عام 2009.

وخلال إجتماع عقده في روما في اليوم الأول من زيارته لها بحث المالكي مع برلسكوني تطوير العلاقات بين بلديهما في مجالات التدريب والتأهيل وتجهيز قوات الشرطة العراقية وقدوم الشركات الإيطالية للعمل في العراق في مجال البناء الإعمار وتوسيع التعاون الإقتصادي والتجاري والزراعي والثقافي بين البلدين. كما تمت مناقشة أوجه التعاون الثنائي وتشجيع الإستثمارات وتوسيع وتنشيط البرامج المشتركة بين البلدين.

واكد المالكي خلال الاجتماع الذي عقد الليلة الماضية ان العراق دخل مرحلة جديدة بعد التخلص من العهد الدكتاتوري الذي خرب البلاد وزجها في حروب ومغامرات كثيرة والتحول الديمقراطي الذي يعيشه الان وإن النجاحات الامنية التي حققتها قواتنا المسلحة ضد الارهابيين والخارجين عن القانون مهدت الظروف للبدء بحملة الاعمار التي نرغب ان يكون للشركات الايطالية دور كبير فيها شاكرا موقف الحكومة الايطالية المساند للعراق كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot;.

ودعا رئيس الوزراء العراقي ايطاليا الى الاستمرار وتطوير برامج تدريب وتسليح الشرطة العراقية والى ابقاء الباب مفتوحا لمزيد من التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية وفي التدريب والتأهيل الذي تحتاج اليه الشرطة العراقية . ووجه المالكي الشكر للحكومة الايطالية لحرصها على حفظ التراث الحضاري العراقي ولإعادتها لمجموعة من القطع اثارية تطبيقا لاتفاق التعاون في هذا المجال . وقال quot;ان الاثار العراقية تمثل حضارة وادي الرافدين وهي ثروة وطنية نشكر الحكومة الايطالية على بذلها الجهود لاستعادة ماسرق منها ونطلب من جميع الدول ان تساعدنا في هذا المجالquot;.

من جهته قال رئيس الوزراء الايطالي quot;اشيد بالعمل الكبير الذي تقومون به والذي يتطلب شجاعة كبيرة وإن العالم ينظر اليكم بإعجاب بسبب التحسن الامني والاقتصادي الذي تحقق في العراق ولتوجهكم نحو الاعمارquot; . واكد برلسكوني استعداد ايطاليا للتعاون مع العراق في جميع المجالات السياسية والامنية والاقتصادية . وخاطب برلوسكوني المالكي بقوله quot;ان العالم ينظر اليكم باعجاب كبيرquot; باعتباركم quot;بلدا تحكمه الديموقراطيةquot;. واكد ان ايطاليا ستعزز عمليات تدريب بلاده للشرطة العراقية . واشار الى ان ان ايطاليا المستورد الثاني للنفط العراقي حاليا ترغب في ان تصبح المستورد الاول .

وتأتي زيارة المالكي لايطاليا في المرحلة الثانية من جولته الاوربية الحالية التي بدأها بزيارة المانيا الاثنين الماضي على رأس وفد سياسي وامني واقتصادي كبير . وشاركت ايطاليا في حرب العراق عام 2003 حيث ارسلت ثلاثة الاف جندي اليه يشكلون رابع اكبر قوات لدولة شاركت ضمن قوات التحالف لاسقاط النظام العراقي السابق .. لكنها سحبت اخر جنودها في من هذا البلد نهاية عام 2006. وسيلتقي المالكي في وقت لاحق من اليوم الجمعة قداسة البابا بندكتس السادس عشر quot;حيث سيطلع قداسته على الخطوات والإجراءات التي تتبعها الحكومة العراقية لنشر قيم التسامح والمساواة والعدالة والمصالحة الوطنية بين كل العراقيين وسعيها لبناء عراق ديمقراطي يتشارك فيه كل مكونات الشعب العراقيquot; كما قال الناطق الرسمي بأسم الحكومة العراقية علي الدباغ . ودعا البابا دوما الى انهاء العنف في العراق ودان القتل والخطف في وقت سابق من العام الجاري لاسقف الموصل الكلداني الكاثوليكي باولوس فرج رحو.

وقال المالكي لوكالة انسا الايطالية quot;اعرف ان البابا بنديكتوس السادس عشر يكن محبة كبيرة للعراق وهو يتألم لما يحصل في بلادناquot;. واضاف ان لقاءه مع البابا هو quot;احد الدوافع الرئيسيةquot; لزيارته الى ايطاليا. واشار المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي الى quot;الاهمية الكبيرةquot; التي ينطوي عليها هذا اللقاء نظرا الى quot;اشكالية السلام في العالم وفي هذه المنطقة التي تتمتع بأهمةي قصوى في الشرق الاوسطquot; وquot;المشاكل الصعبة التي يعيشها الكاثوليك والمسيحيون عموماquot; في العراق. واشار الاب لومباردي الى الهجرة quot;الاضطرارية الى حد ما لكثير من المسيحيين في العراقquot; .. واكد ان العراق quot;حاضر كل يوم في صلوات الباباquot;.

وتأتي جولة المالكي الاوربية هذه ضمن نشاط دبلوماسي عراقي واسع بعد ان تحركت الدول الاقليمية مؤخرا لتعزيز علاقاتها ببغداد وشطب ديونها والحديث عن اعادة بناء العراق حيث عينت الامارات والبحرين والاردن والكويت سفراءها في بغداد . واستقبل العراق مسؤولين اجانب كبار مؤخرا بينهم رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ورئيس الوزراء التركي طيب اردوغان والسياسي اللبناني رئيس الاغلبية البرلمانية سعد الحريري.

ويضم الوفد المرافق للماكي في جولته هذه وزراء الخارجية والدفاع والداخلية والزراعة والصناعة والمعادن والبلديات والاشغال العامة ومستشار الامن القومي ورئيس هيئة الاستثمار والناطق الرسمي بإسم الحكومة ومستشاري رئيس الوزراء السياسي والاعلامي اضافة الى عدد آخر من المسؤولين وفريق اعلامي من القنوات الفضائية المحلية.
والجولة الاوربية الحالية هي الثانية لرئيس الوزراء العراقي خلال هذا العام بعد زيارته الى بلجيكا ومقر المفوضية الاوربية في بروكسل وهي تأتي في اطار الانفتاح الدولي والاقليمي على العراق .

ويتفاوض الاتحاد الاوروبي على اتفاق للطاقة مع الحكومة العراقية وهو جزء من جهود الاتحاد لتقليص الاعتماد على النفط والغاز الروسيين حيث ان في العراق ثالث اكبر احتياطيات مؤكدة في العالم من النفط . وخلال الشهر الماضي فتح العراق حقولا رئيسية منتجة للاستثمار الاجنبي. وإلى جانب النفط تقول وكالة الاستثمار العراقية الجديدة ان المستثمرين قدموا مقترحات تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات في قطاعات مثل الاسكان والانشاءات والفنادق فيما يعد مؤشرا على ان البعض يري على نحو متزايد ان المخاطر الامنية يمكن ادارتها.

الامم المتحدة على خط الحلول لازمة قانون الانتخابات المحلية

في وقت يبدأ مجلس النواب العراقي غدا السبت مناقشة قانون انتخابات المحافظات مجددا بعد ان اعاده اليه مجلس الرئاسة رافضا الطريقة التي صوت فيها مجلس النواب عليه الثلاثاء الماضي كشف نائب كردي عن تقديم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستافان دي مستورا مقترحا حول تحديد وضع مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط في القانون يتضمن تأجيل الانتخابات فيها.

وقال النائب سامي الأتروشي عضو مجلس النواب العراقي عن التحالف الكردستاني إن مجلس النواب تسلم امس مقترحا لمستورا يتضمن تأجيل إنتخابات محافظة كركوك. وأوضح أن الإقتراح quot;يرافقه تحديد سقف زمني يمتد لشهر حزيران (يونيو) من العام المقبل 2009 وبعد أن تقدم اللجنة المكلفة تقصي الحقائق في كركوك تقريرها إلى مجلس النواب الذي سيقوم بدوره بتحديد موعد إجراء الإنتخابات في المحافظة يتم بعدها توزيع المناصب الإدارية وخاصة المحافظ ونائبيه بين المكونات الأساسية في كركوك. وأاشار النائب الأتروشي الى أن مقترح الأمم المتحدة وصل إلى مجلس النواب من خلال رسالة بعثها مستورا موضحا انها ستعرض على الأطراف السياسية من أجل التباحث بشانها.

وحول تفاصيل الإقتراح قال النائب لوكالة quot;اصوات العراقquot; ان quot;ما إقترحه دي مستورا مقبول إلى حد ما لكن لا نعرف حتى الآن رأي الأطراف السياسية الأخرىquot; في إشارة إلى الأكراد. وعبر عن اعتقاده بان الاكراد يصرون على مسألة الضمانات ومن واجب الحكومة والقيادات السياسية أن تتوصل إلى هذه الضمانات من خلال التوافق السياسي.

وحول مسألة توفير الأمن في كركوك قال الأتروشي quot;على الحكومة أن تحدد من سيقوم بتوفير الأمن في كركوك وإن كنت أفضل عدم تحديد أي اسم في الوقت الراهن لأن ذلك سيشكل نوعا من الحساسية بين الأطراف المختلفةquot;. وتتواجد في كركوك حاليا قوات من الشرطة والجيش العراقيين كما يوجد بها قوات أمن كردية يطلق عليها اسم (الأسايش). يذكر أن النص الخاص بتحديد وضع كركوك في قانون إنتخابات مجالس المحافظات المثير للجدل والذي أقره مجلس النواب يتضمن إستقدام وحدات عسكرية من وسط وجنوب العراق للحفاظ على الأمن في المدينة.

وأثارت مصادقة مجلس النواب على القانون ردود أفعال واسعة خاصة بين الأكراد الغاضبين من تمريره بطريقة وصفها مسؤوليهم بأنها quot;إنقلاب على الدستورquot;. وتضمن القانون الذي صدر بموافقة 127 نائبا من أصل 140 حضروا جلسة الثلاثاء مادة تقضي بتأجيل الإنتخابات في كركوك إلى أجل غير مسمى. وانسحب من الجلسة نواب التحالف الكردستاني وهو الكتلة الثانية في البرلمان وله 53 من مجموع مقاعده البالغة 275 مقعدا محتجين على قرار رئيس مجلس النواب محمود المشهداني بجعل التصويت quot;سرياquot; على المادة 24 من القانون، الخاصة بالوضع في كركوك برغم أنه تم التصويت quot;علنياquot; على جميع فقرات القانون الأخرى.

وفي رد فعل سريع نقض مجلس رئاسة الجمهورية القانون بعد يوم واحد من إقراره واتخذ قرارا بأعادته إلى مجلس النواب للتصويت عليه من جديد. وفي مقابل ذلك اكدت 11 كتلة برلمانية تضم قوى لها وزنها في العملية السياسية تأييدها لقانون انتخابات المحافظات معتبرة انه ترسيخ للقيم الوطنية العليا وفشل للمشاريع الطائفية والحزبية والعرقية واشارت الى ان رئيس مجلس النواب محمود المشهداني دار جلسة التصديق ببراعة وسعة صدر في سماع الجميع والأخذ بكل الآراء . وقالت ان القانون يعتبر ترسيخا للقيم الوطنية العليا ونهوض بمشروع العراق الوطني وفشل للمشاريع الطائفية والحزبية والعرقية .

ويطالب الأكراد بتأجيل الانتخابات في كركوك لحين حل مشاكلها العالقة الأمر الذي يعارضه بقية سكان المدينة من العرب والتركمان الذين اقترحوا تقسيم المحافظة إلى أربع مناطق إنتخابية بمنح كل من العرب والأكراد والتركمان ما نسبته 32 % من مقاعد مجالس الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة وإعطاء الكلدوآشوريين 4% منها. ومن المقرر أن تجرى إنتخابات مجالس المحافظات اواخر العام الحالي إذا تم التوافق بين الكتل السياسية على قانون جديد للإنتخابات التي تعول عليها الحكومة العراقية وأطراف سياسية أخرى للحد من وتيرة عمليات العنف في البلاد عبر استيعاب عدد من المجموعات المسلحة في العملية السياسية الجارية حاليا.